تاريخ طويل من الإنتهازية سار عليه الحزب الشيوعي وحاول التغطية عليها بالشعارات الوطنية البراقة والمتاجرة بدماء المساكين من قواعده المغرر بهم الذين تم إستغلالهم وتحويلهم الى جسور لتنفيذ مخططات الإتحاد السوفيتي السابق ، والأحزاب الكوردية المعادية للدولة العراقية ، ففي عام 1958 بعد إنقلاب 14 تموز سارعوا الشيوعيون الى ركوب الموجة للقفز الى السلطة ، لكن سرعان ماكشف عبد الكريم قاسم نواياهم ووجه لهم ضربات قاضية ، ثم تكرر الأمر مع إنقلاب 17 تموز وسارعوا أيضا لمحاولة القفز الى السلطة وقدموا عربون الصداقة وكشفوا للسلطة معلومات عن مؤامرة عبد الغني الراوي التي حصلوا عليها من المخابرات الإتحاد السوفيتي سابقا ودخلوا في الجبهة ، لكن البعثيين كشفوا اللعبة وضربوهم بالصميم وللأسف ذهب الكثير من أبناء شعبنا المساكين المغرر بهم من قواعد الشيوعيين .
لقد قام الحزب الشيوعي منذ تأسيسه بالتآمر على مصالح الدولة العراقية تنفيذا لأوامر الإتحاد السوفيتي ، ونشر شعارات (( الأممية)) في محاولة لقتل روح الإنتماء الوطني وتهيئة ابناء الشعب لقبول العمالة لدى موسكو ، ثم إشترك الشيوعيون مع التنظيمات الكوردية وبمساعدة إيران وإسرائيل وحملوا السلاح ضد الدولة وإرتكبوا جرائم قتل الجنود العراقيين .
ومؤخرا هل لاحظتم أين ماذهبتم تواجهكم صور الشهيد صفاء السراي في الساحات العامة ، ومواقع التواصل الإجتماعي ، ماذا عن باقي الشهداء ثورة تشرين ، أين صورهم ، لماذا لانشاهد حضورها بنفس الكمية ، هل هذا حدث صدفة أم بفعل فاعل ومن يقف خلفها ؟
واضح الإستغلال الحزبي الإنتهازي للحدث ، وان من وقف خلفه هم بقايا حطام الحزب الشيوعي ، وقد تم إستدعاء أساليب الدعاية الساذجة في زمن الخمسينات والستينات وأطلق الشيوعيون لقب (إبن ثنوة ) على الشهيد السراي في محاولة للإستدرار عواطف الجماهير ، ماذا عن بقية شهداء ثورة تشرين أليس لهم أمهات لم لانسمع بإسمائهن ، وماذا تضيف كنية ( إبن ثنوة ) امام عظمة حدث إستشهاد السراي .
للتذكير كان للشيوعين الدور الأكبر في إفشال الحراك المدني الأول عندما حركت إيران جماعة مقتدى الصدر لإختراق التيار المدني وإحتوائه وقد هرع الشيوعيون فورا الى التحالف مع مقتدى الصدر والتباهي بإلتقاط الصور التذكارية معه طمعا في الحصول على المناصب الحكومية ومقاعد البرلمان وخانوا جماهير الحراك المدني وشاركوا بإفشاله بسبب إنتهازيتهم الحزبية ، وبهذا الموقف أصبح الشيوعيين عملاء لدى إيران حالهم حال جماعة مقتدى وغيرهم !
والآن جاء الدور على تحالف الحزب الشيوعي مع الميليشيات لأنها تمتلك المال وتوزيع مغانم السلطة ، وشاهدنا عناصر الحزب الشيوعي الذين يدعون (العلمانيية ) يجلسون ويتسامرون ويلتقطون الصور مع زعماء الميليشيات الإرهابية في خيانة سافرة وتآمر على التيار العلماني !
لن ننسى دور الحزب الشيوعي في تعطيل مسيرة الدولة العراقية منذ العهد الملكي تنفيذا لأوامر الإتحاد السوفيتي سابقا ، ولن ننسى دوره في نشر الغوغائية والفكر العدواني القبيح ضد الحضارة الإنسانية بحجة نقد ( الرأسمالية المتوحشة ) التي لجأ الى بلدانها معظم الشيوعين هربا من دول المعسكر الشيوعي طمعا بمساعدات الضمان الإجتماعي التي توفر دول اللجوء التي تسمى الرأسمالية ، وإذا نسينا سوف لن ننسى جريمة حمل الشيوعيين السلاح الى جانب الميليشيات الكوردية وقتل أبناء القوات المسلحة في الجيش العراقي !