14 نوفمبر، 2024 9:30 ص
Search
Close this search box.

انتم من يحتاج المصالحة ايها السياسيون

انتم من يحتاج المصالحة ايها السياسيون

اكثر من مناسبة مرت خلال العشرة ايام الماضية حذر فيها مسؤولين من تجاوز ملف المصالحة الوطنية او حتى تأجيله لما يشكله هذا الملف من اهمية في زيادة اللحمة بين ابناء الوطن الواحد في مواجهة ارهاب داعش وتحديات التعايش.

فالسيد عمار الحكيم في ملتقاه الاسبوعي اكد ان تحول عناصر داعش من عرب واجانب الى نسبة تسعين بالمئة من العراقيين يخفي وراءه فشل المصالحة والقائمين عليها طيلة المدة الماضية ، اما نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي فجاء تحذيره اشد حينما اقر بان تجاهل المصالحة قد يظهر جيلا جديدا من المتطرفين على غرار داعش ولكن بمسميات مختلفة.

وفي الوقت الذي يسعى مجلس الانبار الى عقد مؤتمر مصالحة منذ اشهر ولم ينجح والرئاسات تسعى الى مؤتمرات مماثلة ولم تعقد ، يبقى السؤال: لماذا لا تتأجل مؤتمرات المصالحة رغم الاعلان عن مواعيد محددة لها؟ بل لماذا لم تصل المصالحة الوطنية الى تحقيق اهدافها هل بسبب عجز القائمين عليها ام بسبب فشل السياسيين وخلافاتهم التي لا تنتهي؟.

ان المصالحة التي جرت كانت قاصرة ولم تنجح لانها اعتمدت المصالحة بين السياسيين ، فما زال بعض هؤلاء من نواب ومسؤولين يذكون نيران الطائفية والفرقة في مناسبة وبدون مناسبة مستعملين ادوات ذات تأثير فعال في الجمهور ، منها:

    تصريحات نارية ومؤتمرات صحفية دورية.

    افتعال ازمات تحمل بذور الشقاق بين ابناء المحافظة الواحدة والبلد الواحد.

    الانحياز كليا وبشكل مستفز الى جانب دون اخر.

    ان نجاح المصالحة في العراق لا يحتاج الى مؤتمرات بل لامرين لا ثالث لهما:

    الاول – استبدال ومحاسبة واسكات كافة الوجوه من السياسيين والنواب الذين كان لهم دور في إذكاء الطائفية واشعال نار الفتن.. وهذا غير ممكن بسبب الحصانة اولا؛ الانتماء الذي يحمي ثانيا؛ وغياب الارادة السياسية الحقة بمعالجة هذا الموضوع ثالثا.

    الثانية – ايقاف آليات المحاصصة في توزيع الوزارات وتبوأ مناصب الخدمة العامة… وهذا غير ممكن ايضا لكثرة المنتفعين اولا؛ وهجرة الكفاءات او تغييبها ثانيا؛ وغياب المشروع السياسي الجامع عن الساحة ثالثا.

    واذا كان السياسيين يبحثون عن مصالحة ، فإننا اليوم لا نحتاج اليها على الاقل لان داعش وحدتنا في تكريت ، بل هم من يحتاجون اليها في افكارهم وسلوكياتهم التي لا تعرف الاتفاق؛ بل التوافق ( هذا لي وذاك لك ) والاختلاف؛. وفي قبة البرلمان باقرار مشاريع الحرس الوطني والنفط والغاز وقانون الاحزاب ومشاريع المحكمة الاتحادية والمسائلة والعدالة ، من يحتاج المصالحة اذن ايها السياسيون ، متى ستسفيقون؟؟؟.

أحدث المقالات