قرات كتبا لبعض المؤلفين فيها الكثير من التجني والانحراف عن الاسلام وكل ما كتبوه هو مشاهداتهم الشخصية لبعض من تلبس بلباس الدين وعمم الفكرة على الاسلام ، وهذه الكتب جاءت في وقت اصلا الثقافة احادية وهي الاسلامية ومتمكنة من عقول الناس بفضل مشايخ الدين وشيوخ العشائر بالرغم من ان القداسة التي منحت لكل ما له علاقة بالاسلام تفوق الخيال ولما وصل المسلم الى حد الاشباع دون التجديد بدا يفكر بالتمرد على ثقافته فكان الحزب الشيوعي من جهة وهذه المؤلفات لهؤلاء الكتاب التي تتهجم على الاسلام من جهة اخرى ، والعجيب مع الغريب ان بعضهم قالوا عنهم او ما ذكر في اخر كتاب لهم بانهم تراجعوا عن افكارهم واخص بالذكر منهم المرحوم الدكتور علي الوردي والمرحوم الدكتور علي شريعتي ، وهذا التراجع ان صح فلا فائدة منه لانه فسح المجال لكثير من الشباب بالانفلات والتهجم على قيم الاسلام بل بعضهم تمرد على عائلته .
وما يخص الحزب الشيوعي فانه حزب جاء على ارض رخوة ولو اكتفت مواجهته بكتب شهيد ال الصدر السيد محمد باقر الصدر لكان افضل وفوق الكفاية الا ان عبثهم اي الشيوعية في بداية الخمسينات مع صفاء الجو لهم في زمن عبد الكريم قاسم مارسوا سياسة خالف تعرف ، والا واقعا هو حزب فضفاض جاء ليملا وعاء التمرد عند شباب جيل الخمسينيات ، ولولا اعدامات عبد السلام عارف لحقها اعدامات طاغية العراق فانه في طريقه الى زوال بدليل ان الحكومات التي تتحدث باسم الشيوعية فشلت وانتهت حقبة حكمها بل فلشت الاتحاد السوفيتي سابقا ولانه جاء على ارض رخوة تمكنت الافكار الراسمالية مع دسائس البيت الابيض من هدم الاتحاد السوفيتي .
وكل الدول التي تدعي ان فيها الحزب الشيوعي هو فقط اطلال تاريخ مع تغيير كثير من مفاهيمه المرفوضة لذا كان لابد لهم من ذلك على اقل تقدير للاستئناس بالماضي كان لنا حزب شيوعي والا هيهات لاحد ان يثبت ان لهم انجاز .
اليوم جاءت العلمانية لتجمع الشيوعية وافكار الوردي وشريعتي والالحاد في وعاء واحد هو العلمانية بحجة حرية الفرد دون وضع ثوابت وحدود لهذه الحرية لان الغاية تبرر الوسيلة كما قال ميكافللي في كتابه الامير ، بل العجب ان اي شخص يريد ان يدعي ما يعتقده دون تفكر يستطيع وبسهولة ، فهذا الصبي يقول انا لا اؤمن بوجود الله واخر يقول ان القران من محمد وثالث مثل عبد الحميد منتصر يقول الشريعة الاسلامية زمنها انتهى وانا على يقين انه لم يطلع على حقيقة الشريعة الاسلامية ولا اعلم هل سنرى لهؤلاء بعد وفاتهم بان هنالك من يدعي بانهم تراجعوا عن افكارهم .
يقال كان رجل في زمن الامام الصادق عليه السلام ادعى افكارا هدامة وتبعه الكثير ومن ثم انتبه على نفسه وماذا سيقول لله عز وجل يوم القيامة فاراد التوبة وجاء الى الامام الصادق عليه السلام يطلب ذلك فقال له عليه السلام عندما تعيد جميع من خدعتهم الى عقولهم ستقبل توبتك ، ولكن كيف السبيل الى ذلك لان المخدوعين كثيرون وجاء ليلتقي بجمع منهم ويعترف بتراجعه فقالوا له لقد جننت سنقتلك ان كررت ما قلت فهرب .