18 ديسمبر، 2024 7:53 م

انتقال حواجز الكونكريت من بغداد الى بروكسل

انتقال حواجز الكونكريت من بغداد الى بروكسل

 

خلال حضوري لقاءات عدد من المسؤولين العاملين في المفوضية الأوروبية والسفير العراقي في بروكسل الدكتور جواد الهنداوي الى جانب عدد من وفود عراقية رسمية ومنظمات مجتمع مدني كنت انا شخصيا أمثل الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين ، شاهدَتْ عيناي ما شاهدَتْهُ في بغداد من حواجز كونكريتية تقطع الشوارع عرضا وطولا وعندما تمشينا بينها بسبب عدم قدرة وصول سيارتنا الى المكان الذي نود اللقاء به جميعا وهو قريب جدا من مقر الاتحادالاوروبي وسط بروكسل العاصمة البلجيكية والذي وافق يوم 13-12-2018 حيث ينعقد لقاء على مستوى القادة الأوروبيين لحضور تريزا ماي ذلك اليوم والتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بما يسمى بمصطلح بريكست .

اجتاحني الفضول بالسؤال عن السبب الذي دفع قوات الشرطة بوضع هذه الحواجز الكونكريتية وغلق الطرقات حيث لم يعتاد المواطن الاوروبي وضع الحواجز وانما يواجه الاشرطة الملونة بالابيض والأحمر او اي لون اخر للتعبير عن قطع الطرقات او في أقصى الحالات وضع حواجز لقطع الشوارع من البلاستيك المضغوط الشبيهة بالحواجز الكونكريتية المستعملة في الشرق الأوسط لمنع السيارات المفخخة او تجاوزات المتظاهرين بقوة السلاح وما الى ذلك ولكن الحال في اوروبا ومجتمعها يختلف تماما .

بعض القاطنين في تلك المدينة الهادئة يظن ان يكون الخوف من بعض الإرهابيين الذين من الممكن ان يفعلوا شيئا خلال اجتماع القادة الأوروبيين المجتمعين في المكان وتلك احتياطات أمنية مشددة طالما هناك تهديد ارهابي في العالم وربما مثل هكذا أمر بديهي جدا عند العراقيين بسبب ما تعرضوا له من كثرة السيارات المفخخة .

والجانب الاخر للقصة اتضح ان هناك تظاهرات واحتجاجات من قبل الأوروبيين ضد قادتهم وقد وصل الامر الى الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى مقاربات مقر المفوضية الأوروبية وكان استخدام هذه الحواجز الصلدة من الكونكريت يمنع وصول السيارات التي استخدمها بعض المتظاهرين ولو كانت من البلاستيك كما اعتادوا عليه لما تمكنوا من ايقافهم وفي النهاية يحصل ما لم يحمد عقباه .

انا شخصيا قلت ان تلك الحواجز او الصبّات هي ذات الحواجز التي رفعتها الحكومة العراقية فقامت على إعارتها للاتحاد الاوروبي من قبيل تعاونوا على ردع شعوبكم وبذلك تكون صبات الكونكريت التي يصنعها معمل المرحوم جلال الطالباني قد وصل إنتاجها الى اوروبا وعلى اقل التقارير يمكن ان نعتبر أن بلدنا التراق دخل خيمة الدول الصناعية الكبرى من خلال هذا الانتاج الوفير للتصدير .