22 ديسمبر، 2024 5:32 م

انتفاضة تشرين و القوى الحاكمة في العراق

انتفاضة تشرين و القوى الحاكمة في العراق

لم تستطع القوى الحاكمة في العراق سواء أكانت سياسية والتي تمثلها احزاب السلطة الحاكمة والمعارضة.. أم كانت القوى التي تحمل السلاح خارج ارادة الوطن وتأتمر بأوامر خارجية أو لحماية مصالحها في السلطة.. أقول أن هذه القوى التي تقود العراق اليوم لم تستطع أن تستوعب الدروس القاسية التي يلقنها لهم الشباب الغاضب والثائر والعازم على التغيير حتى لوضحى بنفسه ولم ير هو بعينه نتائج التغيير ولذلك يقال أن الجود بالنفس اقصى غاية الجود لأنه يضحي بنفسه ليعيش الاخر..

لو كان لدينا قيادات وطنية صادقة لما سقط هؤلاء الشباب الذين فقدوا الأمل في حياة حرة كريمة ولما أريقت هذه الدماء الطاهرة والنقية في ربوع الوطن.. فهم لم يفهموا أبدا ان اللا متناهي من فسادهم وفشلهم حقق في المقابل لا متناهيا من الغضب والشجاعة والإصرار على النجاح في عقول الشباب المظلوم وقلوبهم..

ولو كان لدينا قائد وطني لخرج على المتظاهرين عند أول قطرة دم أهريقت وأول صرخة جريح مكلوم وخاطبهم مباشرة بالقول هذه استقالتي اضعها بين أيديكم وأقبل رؤوسكم فكل المناصب الشريفة لايمكن أن تشيد على جماجم الشهداء ولايمكن أن تروى من دمائهم.. المناصب الشريفة تبنى على العدل والكرامة والانسانية لكننا والأسف والأسى يعصر قلوبنا أن كل من يتسنم الحكم والقرار في عراقنا منذ زمن بعيد لايحمل هم الوطن ومعاناة الشعب فهو من رحم اخر تماما..

ومازلتم تعتقدون أن مايحدث في ساحات المظاهرات من بطولات عظيمة وقصص فخر سترويها الأجيال على مر التاريخ هو مؤامرة على نظامكم السياسي الذي شيدتموه بفسادكم ونفاقكم ومكركم ولم تقدموا سوى الفشل فحتى هذه اللحظة وكل ماترونه من اسناد الجماهير نساءا ورجالا أطفالا وكهولا عاطلين وعاملين مازلتم تقبعون في حصونكم وقصوركم تتوهمون أنكم مازلتم أسياد العراق ومازالت المعادلة بأيديكم ومازال الحكم لكم..

أقولها بكل وضوح.. أنتم تعيشون ساعتكم الأخيرة فلقد سبق السيف العذل وستتحول هذه الانتفاضة العظيمة الى سيل عارم كالطوفان الذي لن يبقي لكم باقية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..