18 ديسمبر، 2024 11:12 م

انتفاضة تشرين طريق الشعب لصنع التأريخ

انتفاضة تشرين طريق الشعب لصنع التأريخ

لم يعد النظام السياسي القائم في العراق بقادر على حجب الحقائق او إغفال دورها في فضح أساليب حكمه القائمة على الامعان في الفساد او الامعان في خنق الحريات او قتلها بتسليط أجهزة قمعية ترعرت في مدارس او دهاليز بعيدا على الاقل عن اعين اجهزة الدولة ، رغم ان هذه الأجهزة هي الاخرى أدوات قمع وبطش الا ان بعضها لا يرغب بالتعدي على المتظاهرين، والكل يعلم ان الفقر والبطالة كانتا وراء كل مظاهر التمرد الشعبي الممتد بفعالياته منذ عام 2011 ، ليتحول اليوم الى ثورة تصنع تاريخا جديدا للعراق، ، وكما يقول احد المفكرين ، التاريخ يحتاج في بعض الأحيان إلى دفعة، وهذه الدفعة اليوم هي بسواعد الشباب اليافع المتحمس للتغيير . ولمن لا يقرأ التأريخ نقول ان للعراقيين صولات وانتفاضات تقف في مقدمتها انتفاضة كانون(وثبة كانون ) وقبلها تظاهرات وإضرابات عمال السكك او اعتصامات شغيلة شركات النفط الاجنبية، العراقيون على مر تأريخهم الحديث طلاب حق عادة ما يكون مسلوب منهم.
ان جدلية الصراع بين الشعوب وحكامها ممتدة منذ ولادة اي سلطة غاشمة تعتقد انها تمتلك خيوط الحياة وانها الاصح لا يدانيها صحيح ، وأنها المختارة لتكون مطلقة اليد في مال وحياة الشعوب ، والغريب ان كل الحكام وخاصة حكام العرب والمسلمين لا يأخذون العبر من حركة التاريخ وانهم يأتون بما أتاه قبلهم من الحكام ويضيفون علية تقليعات جديدة من الفساد والعبث ، وعندما تتعلق الشعوب بحقها في الحياة تعدها هذه النظم شعوبا متمردة وهي بحاجة لتأديب ، وأنها مرتبطة بأجندات خارجية ، متناسية انها من يشجع الأجندات الخارجية وانها من يهيئ الطريق الرحب للثورات التي ما فتئت تخلق التواريخ الأحسن للشعوب ، ونود ان نذكر قادة الكتل وكوادر الاحزاب الحاكمة ان رأس النظام السابق قال بحق الكثير منكم وانتم تقودون الثورة الشعبانية عام1991 انكم تنفذون اجندات خارجية ، واليوم الشعب العراقي يقف وجها لوجه امام كتله الحاكمة ليصنع له ولبلده التاريخ الذي يستحقه أمام شعوب العالم المتمدن. . هذا الشعب الذي لا يحمل أبناؤه غير العلم العراقي متجاوزا كل الاطر الطائفية او الالغام المذهية ، يود ان يثبت للعالم انه لم تكن له اية توجهات لتقسيم هذا البلد وان ما يجري هو من اعداد الكتل التي تحاول اليوم ابقاء القديم على قدمه وفق قواعد موترنيخ ، وانه يريد ان يقول للعالم ايضا ان شعوبا تلجأ الى التظاهر انما هي شعوب حية متمدنة ، على العالم ان يسمعها ويتفاعل معها ، وان لا يقف متفرجا ، لان التاريخ سيلعن كل الحكومات التي تتعامل بقسوة مع ثورات الشعوب او الحكومات التي تقف صامتة أمام قتل تلك الثورات…