_ هل هذه دولة يكون فيها آيات الله من تحارب وتقتل الشباب العزل الذين ينتفضون على الفساد ويحاربون المنكر؟
_ هل تظنون أن شباب العراق جيل المستقبل.. سيبقى مكبوتا وخانعا، صامتا صاغيا لثرثرتكم على منابر الكذب والتدليس؟
_ هل تظنون أن هذا الجيل البطل سيبقى أسيرا لعقدكم النفسية.. وتحت رحمة فساد عقولكم المظلمة الظالمة.. إلى متى هذه الأفكار والمعتقدات التي تجاوزها الزمن؟
_ لكن هيهات وهيهات، فقد بدأ الزحف الشبابي البطل وسيبقى وسيستمر، ليسحق كل رموز الفساد، ويقطع رؤوس الأفاعي، ويسحل أصحاب المعالي.
من دون أدنى شك نحن أمام مشهد دراماتيكي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن أضحت مصائرنا معلقة بيد (آيات الله).. مجموعة من شيوخ ورجال دين، دمروا كل شيء جميل ومتحضر في البلد وباتوا يشعرون بأنهم وكلاء الله سبحانه وتعالى في العراق. ونتيجة للدمار الذي حل بالشعب العراقي وفي كل مرافق الحياة، بسبب الطبقة السياسية الفاسدة.. تلك الطبقة التي استمدت قوتها من المرجعيات الدينية أيا كانت اتجاهاتها، وبعض رجال الدين الذين هم في قمة الهرم، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى في الرياضة وأمور الفن.. وبعد أن أصبحت مساحة الوطن ضيقة وخانقة بسبب (رجال الدين والساسة).. انتفض الشعب ممثلا بشبابه البطل الجسور رافضا ومعلنا العصيان على الطغيان السياسي والاستبداد الديني والإجرام الميليشياوي.
ولكن كيف.. وقد أقسم ساسة العراق وبمباركة مرجعياتهم الدينية، بأنهم سيغرقون العراق والعراقيين في بحور من دم ضد أية محاولة لتغيير النظام السياسي، والتعدي على حقوقهم غير الشرعية، فخرجوا يحملون السلاح المعبأ بعتاد المرجعية، لكي يواجهوا انتفاضة الثوار العزل، مستخدمين أبشع الوسائل الإجرامية، قتل، وقنص، وحرق، ودهس، واعتقالات وذلك أضعف الإيمان. وكما ذكرت في البداية، هيهات وهيهات، فقد بدأ الزحف الشبابي البطل وسيبقى وسيستمر، ليسحق كل رموز الفساد، ويقطع رؤوس الأفاعي، ويسحل أصحاب المعالي، الذين تحول العراق في عهدهم إلى ضيعة ملكهم، وأصبحوا جميعا ساسة ورجال دين فوق القانون وأنّ أحدا لا يستطيع محاسبتهم. لكنهم على ما يبدو قد نسوا أو تناسوا أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك. في الحقيقة كان للضربة العنيفة التي تلقها ثوار تشرين على يد المرجعية الصدى الكبير في إجهاض على ما تبقى من علاقة ومشاعر حميمة وعقيدة تجاه المرجعية.. تلك المرجعية التي كانت يوما ما بالنسبة للعراقيين قارب النجاة الذي سيعبر بالبلد إلى بر الأمان!
وليعلم جيدا زعماء مافيا الدين في العراق أن كل قطرة دم سالت من شبابنا الأبطال في ساحات وشوارع وأزقة العراق، ما هذه الدماء والأرواح التي سقطت برصاص (ولاية الفقيه)، إلا دليلا صارخا يكشف زيف ودموية أصحاب العمائم.. لاسيما أن الوقائع تؤكد بأن العالم الافتراضي لرجال الدين يواجه تهديدا حقيقيا لوجوده في العراق، بيد أن انتفاضة تشرين قد أثبتت أنهم مجموعة من المرضى مصابون بجنون العظمة يتوارون خلف الدين والإسلام، وإن الدين اليوم في إجازة عند آيات الله لحين القضاء على الانتفاضة لا سامح الله.