ليسَ من شكٍّ أنَّ ايَّ ملليمتر مربّع او مكعّب يجري تحريره او استرجاعه من داعش هو انتصارٌ باهرٌ للعراق , وسواءً كان ذلك التحرير على ايدي قواتنا المسلحة او على ايدي البيشمركه او العشائر العربية . وبقدر تعلّق الأمر بالنصر المؤزّر الأخير في تحريرِ ” معبر ربيعة ” الحدودي الواقع على الحدود العراقية – السورية , والذي إتّخذَ حيّزاً كبيرا جدا في وسائل الإعلام وكأنّه تحرير ” الأسكندرونه ” من الأستعمار التركي , او تحرير ” سبته و مليلة ” من الأحتلال الأسباني , ولا نقول تحرير القدس , فأمامَ كلّ ذلك فأنّ التساؤلَ البريء المُبسّط يكمن فيما اذا كانت داعش في دخولها الى العراق او عبر انتقالها بين سوريا والعراق , مضطرّة للدخول من هذا المعبر الحدودي .!؟ وبعكسه ستغدو ممنوعة من الدخول والخروج .!؟ ثمّ , ماذا ستفعل داعش داخل هذا المنفذ الحدودي ؟ هل ستختم جوازات سفر مقاتليها .! , ونقول ايضا : ماذا عن المنطقة الشاسعة المترامية الأطراف شمال هذا ” المعبر ” وجنوبه .؟ وشرقهِ وغربهِ ايضا , لماذا لا تمسكها البشمركه وقوات العشائر وتؤطّرها بالأسلاك الشائكة لعرقلة حركة داعش .!! , هل كان هذا التحرير المفرح موازياً لهذا التهويل الإعلامي والذي جعلنا وكأننا غير مصدّقين بأستعادة هذا المخفر او المعبر , ولا سيما أمام الرأي العام الداخلي والعربي , والخارجي ايضا … والى ذلك , فنقول الى اولئك الذين يشتغلون في هكذا إعلامٍ مسكينٍ ومُعزّزٍ بمكبّرات الصوت المدوّية , ننصحهم بالتأنّي اولاً , والتريّثِ ثانياً , ونؤكّد لهم ثالثاً : – بأنّ العِبرةَ ليست بأحتلال او استرجاعٍ ” هدفٍ ” وإنما بالحفاظ عليه