بعد إن كان أهالي محافظة الانبار لا يسمعون بموضوع المخدرات إلا من أفلام المافيا في القرن الفائت لكن بعد دخول القوات الغازية ارض الرافدين أصبحت شبحا يطارد الشباب والمراهقين ويخيف الأهالي ويقلق الجهات المسؤولة لا سيما بعد ضبط كميات كبيرة منها وازدياد أعداد متناوليها لوفرتها في أماكن عدة من المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام , وعزا مراقبون أسباب انتشار المخدرات إلى ضعف أداء الأجهزة الأمنية وانشغالها بمطاردة المجاميع المسلحة ووجود جهات داخلية وخارجية مستفيدة من انتشارها في البلاد بالإضافة إلى ضعف الرقابة من قبل الأهل وإهمالهم لأولادهم فضلا عن البطالة التي تعد السبب الرئيس للانحراف , وفي أحاديث عدد من المسؤولين ومن المدنين عن هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تخيم على محافظة المساجد والنواعير , وقال الدكتور خالد القرة غولي رئيس المركز الاعلامي الصحافي الوطني العراقي أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تمكنت مؤخرا من ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة , وأوضح القرة غولي أن هذه المخدرات تأتي على شكل حبوب في أكياس رسم عليها شكل طائر جارح , مشيرا إلى أن محافظة الانبار , تعد مركز التقاء العراق بالأردن عن طريق الرطبة والتي بدورها توصل إلى السعودية وهناك طريق آخر قريب من هذه المنطقة يوصل بالجارة سوريا ومن السهل تسلل المهربين لهذه الحبوب عبر المناطق الحدودية” فضلا عن دخولها من دول الجوار إيران وتركيا والكويت , في حين أكد رئيس المركز الاعلامي الصحافي الوطني العراقي أن هذا الموضوع بات يشغل كثير من أولياء الأمور وخوفهم على أبنائهم , وأضاف أن هذه الحبوب التي تم ضبطها هي مستخلصة من مواد مخدرة لا تختلف كثيرا عن الهيروين والخشخاش والكوكايين والحشيشة , موضحاً أن هذه المواد بطبيعتها تصيب الخلايا الرمادية الموجودة في الدماغ بأضرار جسيمة بل وحتى تقضي عليها مما يعطي المدمن شعورا بالنشوة والسعادة الزائفة التي ما تلبث أن تزول بزوال المؤثر , وأشار القرة غولي إلى إن هذه الخلايا تولد وتعود من جديد بعد مضي اقل من ( 24 ) ساعة ولكنها لا تعود بنفس العدد بل اقل بكثير مما يعني أن متعاطي المخدرات يكون عرضة لأمراض الرعاش والشلل وفقدان الذاكرة والتركيز في سن مبكر , وأصحاب الشأن ( المدمنون ) يعترفون بالخطورة الجسيمة لما يفعلوه ولكن بعد فوات الأوان , من جهة أخرى دعا رئيس المركز الإعلامي الوطني الصحافي العراقي إلى ضرورة أن تؤخذ مشكلة المخدرات على محمل الجد واتخاذ الإجراءات السريعة والعاجلة للحد منها , وأضاف أن إقامة الندوات التثقيفية والعلمية والدينية في المساجد والجوامع ومجالس العشائر والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والصحفية ومراكز الشباب والرياضة ممكن أن توضح مدى خطورة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وإقامة مراكز تأهيل لمعالجة مدمني المخدرات والقضاء عليها في المجتمع قبل أن تكون مشكلة مستعصية يصعب علاجها , وهذه الرسالة الصحفية أضعها في يد الأستاذ الاخ الصديق الدكتور محافظ الانبار لإيجاد طرق للمعالجة عبر فضائية الانبار مع التقدير..