23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

انتخبوا ابو المولدة

انتخبوا ابو المولدة

ما ان اختفت مظاهر الانتخابات ، وتلاشت وعود المرشحين السخية، حتى عادت الكهرباء الوطنية الى انقطاعاتها، فيما أخذ الناس يرتبون اوضاعهم في استقبال صيفهم الجديد بالوسائل البديلة التي اعتادوا عليها في كل موسم، ضاربين بعرض الحائط تلك الوعود التي قطعتها وزارة الكهرباء من ان صيف 2014 سيشهد حصول المواطن على كهرباء مستمرة لمدة 24 ساعة، مضيفين هذا “الوعد” الى قائمة الوعود السابقة التي ادرجت في “القائمة السوداء” التي تتضمن كذبة نيسان ، وحزيران ،وتموز ،وآب ، والحبل عالجرار!.

وازاء تصاعد مستويات القطع طرديا مع ارتفاع درجات الحرارة ، ظهر “ابو المولدة” بقوة ليفرض تسعيرته الذهبية على مشتركيه ، وسط نذر الحر الذي لا يرحم.

ومع عودة الوئام مع صاحب المولدة، أخذ المواطنون يمدون خطوطهم القديمة، ويحسنون شبكات الاسلاك التي اهلكتها عوادي الزمن، والصدمات المستمرة، فيما عاد تجار المواد الكهربائية لاستقطاب زبائنهم، لتجهيزهم بمتطلبات مد الخطوط، وتأمين شبكات التوليد غير الوطني، عارضين منتجات الشركات المحلية والاجنبية لانواع الاسلاك والقواطع الالكترونية، على غرار البطاقة الالكترونية، و”الجنج اوفرات” واضوية التحويل، فيما تنشغل وزارة الكهرباء الوطنية بطروح مبرراتها وحججها السابقة واللاحقة عن اسباب القطوعات والانتكاسات، والتدهور الذي يصب الكهرباء ، مرة بحريق في مصفى الدورة، ومرة باضرار اصابت محطة بيجي، او ذي قار، وثالثة تعرض الاعمدة الناقلة لعمل ارهابي، ورابعة ، وهذه الاكثر شيوعا، شح الوقود، الذي جعل المواطن يتصور من شدة تبادل التهم بين وزارتي الكهرباء والنفط، ان الاولى من دولة ، والاخرى من دولة ثانية، وليس هما من دولة واحدة، وتحت سلطة واحدة، ويكمل بعضهما بعضا كما ينبغي.

لقد صبر المواطن طويلا، بعد ان حصدت مشكلة الكهرباء مليارات الدولارات من دون ان يجني منها اي تحسن، سواء ، في اعلانات الوزارة بحصول زيادة في انتاج “الميغاوطات” حتى اخذ العراقيون يتندرون على التصريحات الكهربائية عالية الفولتية، بشأن انشاء محطة هنا او هناك، وزيادة الانتاج في الطاقة ، بالقول :”عدنه ميغاوطات بس المشكلة بالكهرباء!!”.

وفيما كنا نسمع عن تصدير مستقبل للكهرباء ، لايزال العراقيون يتمسحون ببركة “ابو المولدة” ويطلبون رضاه، بخلاف الدعوات التي اطلقتها الكهرباء الوطنية لاصحاب المولدات ببيعها قبل ان “تصير” خردة، ما دفع ببعض المتأثرين بخطابات الحكومة الى “التشمخر” على “ابو المولدة” ومقاطعته ، لكنهم رجعوا الى رشدهم ، وعادوا نادمين ، مشمرين عن ساعد الجد بنصب السلالم على اعمدة الكهرباء ومد خطوط المولدة، ونيل رضا “ابو المولدة” السامي.

ومن النوادر في هذا الشأن ، ان احدهم كان متعلقا على سلم لربط “خطه بيده”، لمعاقبة نفسه على تجاوزه على “ابو المولدة” ، فمر عليه جاره ، وقال له :”ها ابو فلان اشو رجعت على المولدة.. مو كلت الكهرباء بعد ما تنقطع”.

فرد عليه ، والعرق يتصبب من كل مكان في جسمه :”يمعود عبالنه صدك ، ما ندري دعاية انتخابية، ولو ادري هيجي ، لما انتخبت الا ابو المولدة”.

يا وزارة الكهرباء ، لا تجني على المواطن بتصريحات تزعل منه “ابو المولدة” وحاولي ان تخفضي من فولتية التصريحات ، فقد مللنا من وعودك الصيفية.