22 نوفمبر، 2024 12:21 ص
Search
Close this search box.

انتخابات ومساومات وتنازلات على حساب مصلحة الوطن

انتخابات ومساومات وتنازلات على حساب مصلحة الوطن

يتطلب العمل السياسي عدة أمور من أهمها تحديد الاهداف القريبة والمتوسطة المدى، ويجب ان تكون هذه الأهداف هي التعبير الحقيقي عن تطلعات الجماهير التي يمثلها هذا الفصيل السياسي او الحزب او التيار او الحركة.

لا يمكن لأي عمل سياسي ان يكتب له النجاح من دون ان تكون الأيدلوجية هي مصداق وتعبير عن الأفكار وتطلعات القاعدة الشعبية، وان تكون كذلك الاستراتيجية الموضوعة ممكنة التحقق على ارض الواقع، نعم ان بعض الأنشطة والفعاليات ذات الطابع السياسي تكون مؤطرة بأطار قومي او طائفي او مناطقي وفي بعض الأحيان ذي اطار شخصي ، وهو افشل واغباء نشاط سياسي ومن خلال التجارب على مر التاريخ السياسي الحديث ثبت ان الأنشطة السياسية ذات الاطار والايدلوجية الشخصية هي فاشلة وإن نجحت في فترات زمنية محددة ، وهي تلك الأنشطة التي تتخذ من شخص ما رمزا وعنوانا لعملها السياسي وتبني الفعاليات والاستراتيجيات المستقبلية على وفق رؤية الشخص الواحد والفرد القائد (القائد الضرورة).

وغالبا ما تعتمد هذه الفعاليات السياسية على عدة أمور لكي تستمر في بقاءها واستمرارية عملها، وهي :

1. الجهل ، يعتبر الجهل والتخلف من اهم دعائم استمرار عمل هذه الأحزاب، وكما يقال (العلم نور)، وكلما كانت الطبقة الشعبية الخاصة بهذا الحزب تمتاز بالجهل والتخلف الفكري والثقافي، فانه يكون معها سهولة انقيادها الى القائد الضرورة.

2. تركز هذه الأحزاب ومن خلال قياداتها الوسطى على أمور وقضايا ذات طابع روحي وتحاول الابتعاد عن الواقع المزري الذي تعيشه قواعدها الشعبية، وهي بذلك تحاول ادخال هذه القاعدة بعالم الخيال والاحلام والوعد بالجنة والوعيد بالنار.

3. ان اغلب القيادات الوسطى او من الممكن ان اطلق عليها تسمية الوسيطة والتي تقوم بعدة أدوار ، منها نقل التعليمات من القائد الضرورة الى القواعد الشعبية ومحاولة إضفاء هالة وهيبة ووقار على هذه القيادة ، أقول تكون هذه القيادات من النوع الجاهل (الجهل المركب كما يقال في المنطق)، إضافة الى ارتفاع مؤشر المصلحة الشخصية على مصلحة المجتمع، فتراهم يتحدثون بحديث الأنبياء ويعيشون عيشة الامراء، وكذلك لديهم ولاء منقطع النظير للقائد العام إضافة الى الدفاع المستميت عن هذا القائد وتبرير كل فعل او قول بان هذا الامر نابع من الحكمة، حتى وان تناقضت الاقوال والافعال بين حين واخر، وهم بذلك اذ يدافعون عن القائد الضرورة ليس حبا به او ايمانا به بل ينطلق دفاعهم من باب الدفاع عن مصالحهم وان مصيرهم مرتبط بمصير هذا القائد، كما حدث مع المقبور الهدام، عندما كان ازلام البعث الكافر يدافعون عنه وبكل قوة واستماتة لا من اجل مبادئ البعث الهدام بل من اجل مصالحهم وبقاءهم .

4. انا لست من المؤمنين بقول المفكر الألماني كارل ماركس (الدين افيون الشعوب)، لكن ان الدين المزيف والدين المنسوخ هو أكيدا افيون الشعوب ، طالما عمل وعاظ السلاطين على تصوير ان المؤمن يجب ان يكون مطيعا طاعة عمياء لقائده الديني ، ولا يناقش كل ما يصدر عنه من تعليمات لان هذه التعليمات هي أوامر قادمة من السماء (كتابات الاستاذ الجبران والدكتور شريعتي توضح هذا الامر بشكل جلي -–فراجع)، وقد استغلت القيادات الوسطى هذا الامر لكي تنقل الاوامر الدينية الى اوامر ذات طابع سياسي وتربط الامر بان الطاعة للقائد السياسي هي طاعة لله ، وان العاصي مصيره النار وجهنم وبئس المصير.

ويوجد الكثير الكثير من الأفكار لكن ضيق المكان وقصر الزمان (والأكثر ما يعرف بالتقية) باجمعها تمنعنا من البوح بالكثير لكن المقالات القادمة سوف توضح اكثر (اذا بقيت للحياة).

الواقع العراقي هو بالضبط ما هو وارد انفا، فالأحزاب السياسية والتيارات والفعاليات (وبالأخص ذات الطابع الديني) تستغل سذاجة المواطن وجهله المركب من الوصول الى مأرب الشخوص لا الشعب، مصالح القيادات لا مصلحة الوطن، ولذا نشاهد ان الوضع من سيء الى اسوء ، زيادة الفقر ، زيادة الجهل …. وما أكثر السلبيات وانعدام الإيجابيات.

أضف الى ذلك وبشكل جازم انعدام الايدلوجية واتحدى هذه القيادات الوسطى ان يقدموا تعريفا مبسطا لمصطلح الايدلوجية في العمل السياسي ، وما حديثهم على الفضائيات او على منابر التواصل الاجتماعي الا اجترار متكرر لكلام قديم-حديث وتراهم يربطون أي حديث بالجانب الديني لكي يجبروك على الإذعان وعدم مناقشة هذا الامر.

استغلال جهلة المواطن واستخدام أسلوب الترهيب هو ديدن هذه الأحزاب والتيارات ، غير انه وكما يقال (ليس كل مرة تسلم الجرة) ، فلعل المواطن وبالأخص قواعد هذه الأحزاب ادرك واستخدم الوعي لفهم الاحداث وما يجري من حوله وبالأخص بعد إقرار الموازنة ، فجميع الأحزاب والتيارات وبدون استثناء لا تعمل للعراق ، بل انها تعمل للقائد الضرورة …(اللبيب بالإشارة يفهم)

ولنا في الحديث تتمة … اذا بقينا للحياة

أحدث المقالات