على ما يبدو ان الكثيرين يصرون على السير في الطريق غير القانوني وغير الشرعي أيضاً من اجل مصالح شخصية وغايات معروفة، مع بدء العد التنازلي لخوض انتخابات مجالس المحافظات العراقية وانطلاق المرشحون في المراثون او السباق من اجل خدمة الجيوب المثقوبة، وهذا ما شاهدنا ونشاهده هذه الأيام ألسباقية من تناحر وتسقيط بين المشاركين. في هذا المراثون الكبير ونرى شوارع العراق قد امتلئت بالملصقات والشعارات الرنانة والبعض تحتوي على آيات قرانية والبعض الآخر تحتوي على سب وشتم الإباء والأجداد، وأعتقد هذا ليس من الأخلاق العراقية كوننا شعب يعتز بعروبته وتركيبته العشائرية، وكنا نتمنى من المرشحين ان يقوموا بعرض برامجهم وأهدافهم من اجل خدمة الوطن والمواطن.
لكن من خلال متابعتنا لهذه الممارسة الديمقراطية الفتية في العراق نراها تسلك ثلاث محاور، احدها اخطر من الآخر على العراق والعملية السياسية برمتها واعتماد طرق ملتوية ومعقده وهذا ما ينذر بخطر كبير على مستقبل العراق وشعبه.
المحور الأول. انطلق من مصلحة قومية بحته وجعل مطالبه تزداد يوما بعد آخر رغم حصوله على جميع حقوقه الذي كفلها الدستور والقانون.
المحور الثاني. ركب أمواج المطالبين بشي ما قد تكون تبليط شارع او بناء مدرسة او مستوصف..الخ …
لكن ارتفعت مطالبهم من حقوق شرعية وقانونية الى مطالب تسقيط والغاء القوانين وقتل ووعيد ومطالبين بالتدخل الأجنبي والعربي، واخذت الأمور تتعقد يوم بعد يوم كل ما وجد حل للازمة أرجعوها المرشحين الجدد وادخلوها بأمور أخرى لا تحمد عقباها،
من خلال إدخال عليها معزوفة الطائفية والمظلومية والحرائر العراقية كما أسموها وتحريك مشاعر الناس بهذا الأمور القبلية التي تعبر عن لسان حال من يقول. اما اموال البلد او نحرق الأخضر مع اليابس.
المحور الثالث. طيش وتخبط سياسي و رؤية غير واضحة الى الإمام وإدخال البلد من ازمة سياسية الى اقتصادية، والاستخفاف بعقول الشعب العراقي، فتارة نراهم إسلاميون ومتدينون ومتشددون الى مذهبهم وقوميتهم ويهتمون بالمراقد وزيارتها والتباكي فيها ومجالسهم الوعظ والإرشاد وحقوق الأيتام والأرامل والمحرومين والتحدث على الفضائيات بالمشاريع التي من شئنها ان ترفع اقتصاد البلد وتنهض بالواقع المتردي في المحافظات كافه وتناسوا او تغافلوا ان هم من يملكون زمام الأمور في هذه المرحلة والمرحلة السابقة.
وما يراه الشارع عكس هذا تماما ممن جعلوا الدين لدعاياتهم الانتخابية فقط ، وهذا ما يلجأ إليه المفلسون والخالين من المحتوى ولم يستطيعوا الكشف عن برنامجهم الحقيقي ان وجد.
وهذا الأسلوب اعتمد عليه الكثيرون من ليس لديهم الرؤية والمشروع الواضح وها نحن اذ نعيش تلك الأزمات والتخندقات بسبب أولك أنفسهم المتقلبين والمراوغين والرامين بأخطائهم على الآخرين والمتسترين على المفسدين وأصحاب المصالح الشخصية والحزبية