23 ديسمبر، 2024 10:40 ص

انتخابات الفقراء المقبلة

انتخابات الفقراء المقبلة

جميل ورائع وعظيم ، وأجره كبير عند الله لو نهضت جميع الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات وهي تتنافس تحت شعار ( عراق بلا فقراء ) وخصص الجميع أموالهم وجهودهم وبرامجهم وخططهم لنصرة الفقراء ، واجبروا الدولة ان تسن القوانين السريعة لنصرة الفقراء قبل مجيء موعد الانتخابات وتحت عنوان لمثل هذا فليتنافس المتنافسون .
جميل جدا لو تم إحصاء عدد العاطلين في العراق وعدد المرضى المزمنين وعدد المعاقين ، وعدد المتسربين من مقاعد الدراسة بسبب الفقر ، وعدد من منعتهم ظروف الفقر من الزواج ، وعدد من لم يجدوا قوت يومهم ، او سكنا لائقا ، او بعض عيش كريم بدل الاحياء العشوائية التي لم تستطع الدولة حتى الان ايجاد بديل لها او حلا لازمتها ، كم ستكون الانتخابات جميلة لو احصينا ووفينا ، وكم ستكون قريبة من الله تحت هذه المعاني السامية .
ورائع وأكثر من رائع لو كانت الانتخابات منافسة بين الكتل في عرض قوانين لصالح الفقراء تنوي تلك الكتل عرضها على مجلس النواب وتحقيقها بعد فوزها المريح ، بدل التفكير بالمناصب ، ولمن سيكون منصب رئيس الوزراء ووزارة النفط او المالية او التجارة وغيرها .
وكم حسن واكثر من حسن لو تسابقت الكتل المتنافسة في الانتخابات وتحت رعاية الحكومة في زيارة المناطق التي تعاني من الارهاب الاعمى  والتقت بأهلها واستمعت إليهم طالما ان الحكومة غير قادرة على ذلك ، وطالما ان الإرهاب يستهدف الناس أكثر من غيرهم وهم ضحاياه فمن الطبيعي ان نمسح دموع الضحايا ، ونربت على أكتافهم فذلك اعظم رد وصفعة للارهاب الذي يستهدف الفقراء ، واعظم صورة لتلاحم الناس واحتضانهم الفقراء من ضحايا الارهاب .
كم عظيما لو خصصت بعض الكتل أموالا تضعها في صندوق دعم الفقراء الانتخابي لجذب الفقراء للادلاء بأصواتهم باعتبارهم أساس التغيير ،  بدل رشوتهم بشراء أصواتهم وبطاقاتهم الانتخابية بدراهم معدودة ، او إغرائهم بالبطانيات وكارتات الهاتف وغير ذلك مما يزيف الحقائق ويعتبر مؤامرة وجريمة  كبرى ضد فقراء الشعب واستغلالهم لا تقل عن جريمة المتاجرة بالأعضاء البشرية ، لان هذه المتاجرة بأخلاق وضمائر الناس .
وكم رائع ان تتحول اموال تلك الصناديق للفقراء بعد الانتخابات بدل تسارع الكتل لدفع غرامات الخروقات الانتخابية والدعايات المخالفة .
وكم عظيم عند الله ان نقدم الفقراء علينا ونتابعهم ببرامج إنمائية وصحية بعد الانتخابات تستمر حتى تشكيل الحكومة على الاقل وليس تركهم بعد دقائق معدودة من الإدلاء بأصواتهم واعتبارهم مواطنين من الدرجة العشرين وقد نفذت مدة صلاحياتهم الانتخابية مع إغلاق الصناديق عصر يوم التصويت .
كم عظيم وحسن ورائع واجره عند الله كبير ان تكون انتخابات الفقراء هي عنوان الوطنية والنزاهة الانتخابية وان يدخل النواب الجدد بتأييد الله وحفظه ودعاء الفقراء الى قبة البرلمان ، كم سيكون عظيما ورائعا لو حدث … ولكن لن يحدث .. هكذا هي البرلمانات التي لا تحقق للشعوب كرامتها وتحفظ وجودها .. والله المستعان .