قرأت قبل أيام خبرا تناقلته وكالات الانباء عن انتحار موظف ياباني في أحد البلدات اليابانية لانه لم يوفر الماء لمنطقته التي ضربها الزلزال , لقد حاول المسكين بشتى الطرق ايصال وتشغيل مضخات الماء الا أن جهوده ذهبت ادراج الرياح نظرا للعطب الكبير الذي أصابها وبقي حتى الصباح الباكر ينتظر ولكنه لم يفلح ,و لم ينسحب بعد أبلاغه بوفاة زوجته وبقي حتى أصابه اليأس من أشتغال المضخات فما كان منه الا أن قتل نفسه وكتب كلمته الاخيرة ( قتلت نفسي لاني لااستطيع مواجهة أهل البلدة وهم في أمس الحاجة للماء) . الى هنا ينتهي الخبر , لم أتعجب فقد سمعت الكثير عن شعب الساموراي الذي علم العالم كيف يحول الهزائم الى انتصارات وكيف يجعل الخراب مدنا تعانق السماء . فكرت كثيرا في هذا الرجل وانا تحت وطاءة النعاس الذي كنت أبعده بدخان السجائر , واخذتني الحيرة هل يذهب هذا الرجل النزية الى الجحيم لانه قتل نفسه ويذهب الاخر الى الجنة ذلك الذي يصلي ويصوم ويحج البيت كل سنة وسيماء العبادة يعتلي جبهته بيد أنه يسافر في كل أيفاد مستطاع الى ذلك سبيلا , وله في كل مشروع حصة مفروضة , وعنده قاصرات الطرف يتمتع بهن وهو يردد الاية القرأنية( ياأيها الذين أمنوا لاتحرموا طيبات مارزقناكم) , يأكل أطايب الطعام وينصح الفقراء بأن يجعلوا الملح والخل أدامهم, له من البيوت والاموال والنفائس مالا عين رأت ولاأذن سمعت’يأخذ من وظيفته المال ويعتبره مجهول المالك فيتصرف به وكأنه ماله . بعد كل هذه المقارنة الغير منصفة سيطر على جفوني التعب ورأيت أني أتابع أحد حلسات مجلس النواب فرأيت العجب لقد قدم النواب استقالاتهم بصورة جماعية والحدث الاكبر هو دخول الوزراء وطلبات الاستقالة بأيديهم ولم يفلح السيد رئيس البرلمان بثنيهم عن قرارهم المفاحئ قلت في نفسي لعل ذلك فبركة من القناة التي اتابعها والتي عودت مشاهديها على التلفيق والوقوف دائما ضد الحكم الجديد ’ حركت الريموت على قنوات اخرى فكان المشهد يتكرر بل ورأيت أحد المسؤلين وهو يقول بلهجة عراقية صرفة ( خو موالياكلون الصراصر احسن منه وصرخ أحنه عراقيين أحنه أهل الغيرة ) ومد يده واخرج شفرة حلاقة فقص شريانه وسط ذهول الجميع , تألمت كثيرا وانا ارى هذا المشهد حينها امتدت يد الي وهي وتوقظني كانت يد امي وانا اسمع صوتها وهو يقول (ابو المولدة طفه الكهرباء يريد فلوسه). حينها عرفت من هو الذي يدخل الى الجنة .
