18 ديسمبر، 2024 6:55 م

انتحار “فن “……….. هجر “الإبداع” ليبيع ” تمن عنبر”

انتحار “فن “……….. هجر “الإبداع” ليبيع ” تمن عنبر”

مهنة شريفة وتشجيع للمنتج الوطني, لكن الفنان التشكيلي ما وجد للبيع” الرز”,هذا بمثابة الانتحار ونحر روح الإبداع,وتطهير فكري. ومأخذ على بلد, ” الفنان العراقي” لوحة تكعيبية تقرءا خطابه الثقافي من عدة زوايا في لحظة زمن .أغنية ريفية حزينة خرج صداها من بيوت الطين والصفيح ,عتابه وجع من خيمة متهالكة في صحراء هجرها المطر,” الفنان العراقي “ضحية مجتمع لا يعرف قيمته وعطاءه.
اخترنا حسن “كاريزما” الفنان العراقي المهمش
اقرءا في عيونه(النحات حسن) بؤس وشقاء الفنانين والمثقفين, ممثل يفترش أرصفت شارع المتنبي يبيع كتبه ليعش” وشاعر يبيع ” قصيدته” خصبا”ورسام يبع لوحات برخص التراب ليعيش ,موسيقي” يعرض “آلاته الموسيقية” ليسد فواتير الوجع, البعض لا يملك أجرة خط المولدة, فنانون رحلوا باستحياء مخجل غرباء في وطنهم الى مثواهم, وآخرون ماتوا في الغربة الوطن, وآخرين يعيشون التهميش والعدم, وإذا إصابته وعكة أصبح في دائرة النسيان, القائمة طويلة والاستعراض أطول,ليكن النحات الكبير حسن العبادي كاريزما الفنان المعدم والمهمش.
“حسن “مثل مسلة حمو رابي لا تعرف من أي زاوية تقرءا خطابه الثقافي , مدرسة تكعيبية تشكيلية تقرءا بلحظة من الزمن , يبث الإبداع في بنية النص, بأشتغالات متعددة,هو نحات من الطراز الأول,وبارع في فنون ” الديوراما” فن المصغرات, و منتج كبير في فن أعادة تدوير “سكراب” الحديد وتحويل النفايات إلى نماذج فنية تشكيلية رائعة, غرائبي يعيش حياة ” الصعلكة” يحمل أفكار يحلم بان يعمل طوعا وبدعم قليل لتحويل ” أعمدة الكهرباء الى لوحات في المتنزهات. يحلم بان يقدم نصب للشهداء وعرض النموذج المصغر في المتحف, يحلم بان يملئ بغداد والمحافظات بلوحات من سكراب حديد مكبات النفايات.
زاده المعرفي وإدراكه الحسي والبصري, هو الفن. ذلك العالم الذي يبع الإشارات الجمالية, و ثراء الأفكار والأبعاد الدلالية و التركيبية والوظيفية , هي(الفنون التشكيلية) كان له بمثابة المحرك والحافز للوعي الإنساني وسمو وارتفاع بمفردة الحياة الى القها وسموها, عبير من خلالها عن الألم ,والحزن, ,والفرح , وعن المؤثرات التي تحيط به كفنان وتستفزه.
يقدم أداء خاص وهرب “المعدوم و المهمل” من كينونته الى عالم الجمال والإبداع مستخدما إمكانياته وموهبته الحسية والبصرية وتوظيفها بحرفية ودقة التعبير عن رغبته وحاجة المجتمع , هذه جهود لم تأتي من المجهول , فالفن مثل التاريخ , ظاهرة تخضع لنظام ” الديالكيتك” الجدلية فهي نتاج عمليات مركبة ومعقدة, تتفاعل فيها الظروف الآنية للفنان, النحات حسن كسر هذا القانون فقد كانت كل الظروف غير مواتية واستطاع ان يقدم أعمال فنية ابهر جمهور واسع متعدد الذائقة.
فهو الأول في تاريخ وزارة الثقافة العراقية, طرح خطابه الثقافي بقوة وتنوع مميز من خلال معرضه الشخصي الأول تحت عنوان “كشكول الدايورما” الأول من نوعه كمعرض في العراق بوزارة الثقافة قاعة عشتار), واضعا”النقد والقراءة في حرج ومسؤولية من ترجمة منجز, و تفكيك شفرات هواجسه كفنان, لعدم وجود عمل يمثل”كاريزما” أعماله ,
النحات حسن كسر الأسلوبية والرتابة المملة وقلب المعادلات والقوانين, دخل بقوة وتنوع وضع ثلاث مدارس فنية تشكيلية في سلة واحدة وطرحها أمام المجتمع والجمهور والنقد ووسائل الأعلام , تجربته الفنية لم تكن اشتغال عابر وإنما انفعالات وتجارب متعددة, ممثلة في تجربة النقش على الخشب ,وتجربة الدايوراما فن المصغرات “دخول في تفاصيل التفاصيل العمل”,وتجربة فن أعادة تدوير حديد السكراب وتدوير النفايات و المعدم وبث فيه روح الحياة, تجارب الواحدة بعد عن الأخرى من حيث الأسلوب والتوظيف والفكرة, وهنا يكمن الإبداع والتحدي والانفراد في الطرح, الأمر الذي جعل القراءة النقدية امام مسؤولية صعبة ومعقدة, ولولا تواجدنا المستمر في صومعة الفنية في “المتحف المتجول الثقافي” في قشلة المتنبي, لما استطعت ان الم بكافة الجوانب واطرح قراءة بحق النحات الكبير حسن العبادي,
قدم العبادي أكثر من خمسين عمل مختلف الأحجام والأنواع والمدارس, من خلال ورشة بائسة لا ترتقي الى حجم العطاء بسبب غياب الرعاية والدعم الحكومي , وبسبب محدودية دخله الاقتصادي وحجم المسؤولية العائلية, تجاوز كل هذه التحديات واسهم في طرح تجربة جديدة لم تكن حاضرة في الساحة الفنية العراقية, هي ان يدخل فنان بمفردة ويطرح تنوع مكثف. “النحات حسن” من الطراز الأول بالفن التشكيلي المنوع, متعدد المواهب اشتغل الحداثة ونتقل بحرفية الى ما بعد الحداثة في منجزه “أعادة السكراب” وتنقل في رحاب مدارس الفن التشكلي بحرفية عالية له جمهور واسع يعتمد التجديد في أعمالة ثري في عطائه لا يتوقف عن العطاء مثل نهر نابض بالحياة يحمل هموم وطن ,استطاع محاكاة الصعلكة و الحزن من خلال اشتغالا ته. نطالب الضمير الإنساني أولا” والحكومة العراقية بانتشال النحات الكبير ” حسن العبادي” من واقعه المزري فهو قيمة حضارية , وثروة وطنية, لا يمكن تبديدها وترها تضيع في دهليز النسيان, اليوم وبعد ان طحنته الظروف واضطرته الى يلجئ الى بيع ” ألتمن العنبر” مهنة شريفة وتشجيع للمنتج الوطني, لكن النحات ما خلق لهذا ,هذا بمثابة الانتحار ونحر روح الإبداع, نتمنى ان تصل الرسالة وتحمل على محمل الجد.

نبذة عن النحات حسن العبادي
(من مواليد بغداد 1971 الكرادة شارع العطار بداياته كانت في الصغر عندما اشتري قطع الميكانو, مهووس في تركيبها الى حد الآن عندما تخرج من المرحلة الإعدادية بمعدل ضعيف بسبب استشهاد أخيه الكبير عام 87 ,دخل معهد المعلمين قسم الفنية و بعدها أكمل دراسته في أكاديمية الفنون مسائي , صاحب عمل نجارة لم يتأثر باي فنان من حوله, عنده شعور عالي بالمرحلة التي يعيشها العراق أيام الحصار لذا ترى كل او اغلب أعماله تنحى منحى الهموم و الألم والحزن , حتى فن الخردة له تبعات و ظلال من أيام الحصار شارك في معارض بسيطة للمناسبات مختلفة توجها بمعرض شخصي كبير في وزارة الثقافة قاعة “عشتار” تحت عنوان ” كشكول الديوراما”, لم يفكر في الشهرة بقدر ما هو إخراج ما هو مكتوم من سنين طوال قد أثرت به إلى هذا اليوم ,تأثر بالماضي بكل تجلياته, عندما يكمل عمل يشعر أن روح الماضي تنسج خيوطه معه, يتطلع إلى مشروع بسيط هو تزين منتزه الزوراء بمنحوتات من فن الخردة أسوة بأغلب بلديات الدول العربية والغربية , دولة مثل العراق بهذه الإمكانات ,قادرة تحقيق مشروع بسيط رأس ماله لا يتعدى الست مليون دينار عراقي ,مشروع يشكل انعطاف بنوع مميز من هذا الفنون.,اسمه المستعار “ابو الصعاليك” تيمنا” بواقع الصعلكة.