18 نوفمبر، 2024 3:48 م
Search
Close this search box.

انتبه ! أمامك “أديان سماويّة”

انتبه ! أمامك “أديان سماويّة”

المتديّن اليوم “النموذج الاسلامي على سبيل المثال” امتداد جذوره العقديّة , الأصل منها أو المخترق , تعود لأكثر من 13 قرناً من الزمان , ومن الطبيعي وفق “نظريّة شيخوخة العقيدة بعد شبابها” بات تعلّقه بالعقيدة لإسلاميّة , وبسبب التوريث دون إدراك ,  تعلّقه بها ليس من باب الغيرة على المثل السامية الّتي تطبع سلوك الفرد المنتمي إليها كما يُفترض أو كما يعتقد حين ينافح عن موروثه بل غيور على عقيدة لأنّه هو اعتقد بها , أي ينافح عن الأنا , وترسّخ هذا المفهوم المموّه مع نشأته وشبّ عليه على أنّه هو من يجب أن يسود عصرنا , في مصر مثلاً , ها هو المتديّن بات يتألم لأن عقيدته في جانبها الاسلامي المزعوم رفضها شعب مصر حين تفاجأ المصريّون حين وصل المتديّن لسدّة حكم مصر بسيول من المتطلّبات “الدينيّة” بدأ فرضها على الشعب والّتي يستحيل هضمها في هذا العصر بل صعب هضمهما قبل قرون طويلة ومن هضمها حينها أسقطته وأسقطت معه حضارته ! لذا بدأ حلم المتديّن بعودة الحبل والناقة والبئر وفلم الرسالة و “الصاع” , والصاعين , وغني متخم  يتصدق على فقراء ويدخل الجنّة قبلهم بل وبمنزلة أعلى من منزلتهم كما في أحد الأحاديث ! خاصّةً إذا المتخم كفل يتيماً ! بدت له هذه الميديا المتوارثة وكأنّها غير مقبولة في عصرنا على غير ما كان يعتقد , هو كان يخالجه شعور بذلك لكنّ لم يستطع أن يجد له تفسيراً بسبب “حرمة تخطّي المقدّس” فيتحوّل إلى الاحتقان ثمّ ينتقل فيتحوّل إلى درجة “حقود” ! لهذا السبب “زعل” المتديّن وركبته الهموم , فلو اعترف بخطئه وبخطأ تقديره مع نفسه على الأقلّ وجادلها بالسبب وبالمسبّب “وبأنّ الكمال لله وحده” سوف لن يزعل بعد أن يكون قد توصلّ حتماً إلى الحقيقة لا إلى ما نشأ عليه من خطأ , وهذا أمر في غاية الصعوبة ممارسته لأنّه يصعب على الكثير من المتديّنين في هذا الزمن , أو قديماً , ولربّما سيقتصر على بضعة أفراد من كلّ مجموع , إذ لا المتديّن ولا من على شاكلته لم ولن يعترفوا بتغير الزمان وتطوّر الحال “وبحتميّة” التراكم المعرفي , ومُدركهم الضيّق هذا بني انطلاقاً من وهم زرعه في عقولهم “المُتهيّعون” وكلّ من له مصلحة في بقاء مثل هذه الآليّات القديمة في التعاطي مع الحياة على أساس أنّها لا بديل لهم عنها فلقّنوا التراث الاسلامي بمفهوم من أخطر المفاهيم الّتي تواجهه المجتمعات الراكدة ـ “أنّ الاسلام صالح لكل زمان ومكان” ! ـ ولا نكتم أمراً إذا ما اعترفنا أنّ البساطة نقيض التعقيد تغري وتنمّي الرغبة بالعودة لتلك الحياة , وقد أوقع مثل هذا التصوّر الغير واقعي الكثير ممّن غرّر بهم ببروغندا عملت ليل نهار منذ عشرات العقود من السنين “الرجوع أو العودة للإسلام” ! والّتي صدّقها الجميع أوّل الأمر على مراحل طويلة في مرحلة متأخّرة منها صدّقها الكثير بما فيهم كاتب هذه السطور , والتي اشتغلت عليها الالة الرأسماليّة ـ الصهيونية , لتديين المنطقة بأسرها منذ أكثر من قرن حين تحالفت مع الوهّابيّة ومع الصفويّة في نفس الوقت وأصبحت خطورته أكثر خاصّةً بعد النجاح في وقف المدّ الشيوعي بهذا الأسلوب , ولأنهم يعلمون جيدا أن عودة شباب هذه “الأمة” يعني المحافظة على ركودها بدين مليء بالتناقضات من ركام صراعات دمويّة مزّقت كيانه الملموس “فقه وتشريعات” من داخله على مرّ قرون من الصراعات الفقهيّة وغيرها واختلط بعصائر هضم كالسيول الحارقة لصهر , وبالقوّة وبالإكراه لكلّ ما هو غير قابل للصهر جعلت التديّن والإسلام بالنتيجة بعد سلسلة عصور من الصراعات الدمويّة مكوّناً لمنصهراً مسموماً بمجمله استوجب , كما أثبتت التجارب والعراق وبرلمانيّيه وأعضاء عمليّته السياسيّة جميعهم متديّنين أوصلوا العراق لما أوصله إليه من سموم ؛ بعدم الاقتراب من هذا الكيان المشوّه الّذي اسمه اسلام , أو لمسه , لصعوبة أو لاستحالة تنقيته وإعادة بريقه الأوّل وبممّا علق أو امتزج به من “إشعاعات” خطرة أقلّها خطورة فايروس اسمه “البركة” دائما ما يصيب ما عرف ب “مجنون القرية” أو “المبروك”! استوجب وضع إشارات التحذير من خطورة الإطلالة عليه عن قرب أو حتّى شمّ رائحة هذه الكتلة الأثريّة الّتي مكتوب على واجهتها “أديان سماويّة” ! اعطوني مجتمع عاقل ومتطوّر واحد اتّخذ من الدين منهاجاً فوصل لما وصل إليه ! فالمجتمع الّذي يفتح مثل هذا الباب لا يعني سوى انتحاره بعودة فوريّة طبيعيّة للطائفية وللاقتتال الطائفي أو التشظّي الوطني فهذا سني وذاك شيعي وأولئك نصارى وهو كردي وذاك عربي وهؤلاء بروتستانت وأولئك يهود الخ ولن يستفيد سوى المغرضون لأنّهم الأذكياء الوحيدون الّذين يعلمون أين تكمن الأرباح المدرارة من نتائج التديّن .. الاديان السماويّة  وفق الفكر المتديّن “سقطت من السماء وارتطمت بالأرض” في عمليّة مشابهة  لسقوط النيازك عبر دهور زمنيّة من مليارات من السنين من الفضاء الخارجي “السماء” لترتطم بالأرض فيحذر الاقتراب منها , منها بعد مليارات من السنين ما استخدم “للتقبيل” عرفه حجيج مكّة ب”الحجر الأسود” تآلف مع الأرض فأصبح بمرور الدهور قطعةً منها !

أحدث المقالات