23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

انتبهوا لما تقولوا في صفحات الفيسبوك؟؟

انتبهوا لما تقولوا في صفحات الفيسبوك؟؟

مما لا ريب فيه, إن اختراع الانترنيت على هذا الكوكب الدوار, شكل انعطافة كبيرة في تاريخ البشرية, وهو الذي جعل من الكائن البشري البسيط إنساناً مثقفاً, الذي أصبح بفضله قادراً على الاستنباط والاستدلال العقلي. ألا أنه كأي اختراع آخر يسيء استخدامه من قبل البعض خطأ, فلذا بدل أن يكون نافعاً ومفيداً لشعب ووطن ذلك المستخدم, الذي يريد أن يكون عوناً لشعبه, وإذا به يتحول دون دراية منه إلى نقمة عليه ونعمة لمحتليه؟. حقيقة أن كتابتي لهذه المقالة, جاءت بعد اطلاعي على صفحات بعض البعض في الفيسبوك, لقد وجدت غالبيتهم, كما يقول المثل الشعبي على حطت يدي, كما تركتهم قبل ثلاثة عقود ونيف لم يتقدموا خطوة واحدة في مضمار “الكوردايتي” لا بل صاروا أسوأ من ذي قبل, حيث أن غالبيتهم نسي حتى لغته الكوردية التي كان يتقنها بطلاقة. وعلى المستوى الثقافي والسياسي بعد أن كانوا علمانيون أو من أشباه العلمانيين, صاروا الآن يؤمنوا بالخرافات, التي تدعوا إلى الإيمان بالميتافيزيقيا. في الحقيقة, إن النقطة الرئيسية, التي أريد أن أناقشها في هذه الوريقات, هي عن ما يكتبه هؤلاء الإخوة, نزلاء بغداد في صفحات الفيسبوك. في الأيام الماضية كتب أحدهم في الفيس عدة أسطر مدح فيها رئيس وزراء العراق السابق عبد الكريم قاسم. وهذا الأحد المشار إليه أعلاه, ينتمي لحزب قومي كوردي كوردستاني, رفع في الأعوام الأخيرة راية الاشتراكية الديمقراطية تبعاً لهوى سكرتيره, الذي يتلون في كل موسم سياسي باللون الرائج في سوق السياسة. الطامة الكبرى, أن هؤلاء (البغادلة) إلى الآن لا يعرفوا أن انتماء الإنسان الكوردي ليس للعراق, لأنه لديه وطن اسمه كوردستان, وارتباطه بالعراق هو ارتباطاً رسمياً فرضه الاحتلال البريطاني العراقي لجنوب كوردستان, وسينتهي في أية لحظة يعلن العراق فك هذا الارتباط القسري مع جنوب كوردستان. تماماً كما فك الملك حسين ارتباط الأردن مع الضفة الغربية, ومصر مع قطاع غزة. لنعود إلى مدح صاحبنا لقاسم ولأيام حكمه…, كأنه لا يعلم أن قاسماً هذا هو الذي أعلن الحرب على جنوب كوردستان, وهو الذي دمر القرى الكوردية بطائرات الهوكرهنتر, وهو الذي حاول اغتيال القائد (ملا مصطفى البارزاني) عندما دعاه إلى اجتماع مع موفده حسن عبود, وهو الذي أغلق الصحف والمجلات الكوردية, وهو الذي ألغى إجازة الحزب الديمقراطي الكوردستاني,وهو الذي زج المناضلين الكورد في السجون والمعتقلات, وهو الذي ترك المادة الثالثة في الدستور العراقي حبراً على الورق,التي تقول: العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن. أين كانت الشراكة في عهده؟! أو في عهد من سبقه ومن لحقه في حكم الكيان العراقي,أليس كلهم سواسية بمعاداتهم للشعب الكوردي وقضيته العادلة؟. لو تنظر إلى الفارق الزمني بين ما قام به قاسم ضد الشعب الكوردي وما قام به بكر أو صدام أو أي رئيس آخر من أولئك الذين تربعوا على دست السلطة في الكيان العراقي بعد قاسم, لا فرق بينهم في تعاملهم اللا إنساني مع القضية الكوردية والشعب الكوردي المسالم.
وفي عام (2005) ترأس العراق شخص كوردي (فيلي) بحكم انتقال عشيرته إلى منطقة سوران تعد الآن جزءاً من شريحة السورانية. وهذا الشخص هو (جلال حسام الدين نور الله) خلال وجوده كرئيس للجمهورية بين أعوام (2005 – 2014) لم يحقق شيء لشعبه الذي بعثه إلى بغداد ليمثله في قمة السلطة في هذا الكيان الاتحادي, الذي منحه الدستور العراقي بجانب تمثيله لسيادة البلاد ورمزها الأول, أعطاه مساحة واسعة للتحرك والتدخل في شؤون الدولة كمسئول أول في السلطة التنفيذية أيضاً, كما جاءت في المادة (62) التي تقول: تكون السلطة التنفيذية الاتحادية, من رئيس الجمهورية,ومجلس الوزراء, تمارس صلاحياتها وفقاً للدستور والقانون. ألا أنه انزوى في قصره ولم يتدخل في أمور الدولة التنفيذية كما منحه الدستور. أقوله بكل وضوح وصراحة, كانت أعوام وجوده في بغداد لخير العرب وليس الكورد. حتى قال عنه العرب أنه ” صمام أمام العراق” إن السياسيين العرب في العراق لا تردد مثل هذه الجملة… عن شخص غير عربي, إذا لم يكن قد خذل شعبه وخدم العرب. المصيبة, أن الكثيرين من الكورد في حزبه وخارجه, لا زلوا يرددوا هذه الجملة القبيحة على مسامع الوطنيين الكورد.لا يعرفوا أن العراق القوي يعني هدر حقوق الشعب الكوردي, يعني نستعد لأنفال أُخر وحلبجة أخرى وتهجير آخر للكورد الفيليية وتصفية شبابهم بدم بارد الخ. إذاً, بناءاً عليه, يجب على الكوردي المخلص عندما يرى نار البغضاء مشتعلة بين الشرائح العربية أن يسكب عليها الزيت حتى لا تنطفئ, لا أن يخمدها ويصلح بينهم كما فعل رئيس العراق الكوردي المشار إليه. إنه كان يتصور أن العرب سيمجدوه على هذه المبادرات غير الموفقة التي قام بها وسيصنعوا له تمثالاً وينصبوه في ساحة الفردوس تخليداً له, لكننا رأينا عكسه, لقد استصغروه وسخروا منه في وسائل الإعلام. في لقاء صحفي سئل عدنان الباجه جي كي يبدي رأيه فيه قا أنه رجل أريحي, أليس هذا جواباً تهكمياً,إنك تُسأل حتى تُقيم شخصية رئيس دولة تقول عنه أريحي, هل هذا مدح أم قدح!!. وقال عنه صالح المطلق, أن الرئيس يخلق مشاكل ومن ثم يجمعنا ويطرح مبادرة لحلها حتى يقولوا له حلال المشاكل. وفي لقاء تلفزيوني أجري معه في قناة الاتجاه نقل عنه أمير الحلو قائلاً: أن مام جلال قال لعبد الله سلوم السامرائي عندما كان هذا الأخير وزيراً للإعلام: إذا ما تنقل أمير من مديرية إذاعة بغداد سأصعد للجبل وأعلن العصيان. وحين صار نائباً لرئيس الاشتراكية الدولية, قال ظافر العاني متهكماً, أن هذا المنصب لم يمنح لشخص الطالباني, بل منح لمنصب رئيس الجمهورية العراق. تعقيباً على هذا الكلام غير المسؤول, قال كاتب كوردي في مقال منشور على النت, أن الطالباني أخذ القضية الكوردية إلى ساحة النكات والمزاح الشخصي!!!. كانت هذه نماذج بسيطة مما قاله السياسيون العرب عنه في بغداد؟؟؟. بسبب وجود هذه القيادات الرثة المتسلطة على رقاب الشعب الكوردي, وأحزابها التي لا زالت تعيش في زمن العانة والروبية. في مكالمة تلفونية مع أحد الكوادر في حزب الرئيس المنصرف, قال لي في سياق الكلام الذي دار بيننا, أن العراق بلد عربي. آه, عجبي, لم يعلم هذا الكادر المتقاعد, أن العراق لم يكن بلداً عربياً من أصله, لأنه متعدد الألوان, وبعد التحرير صار غير عربي وفق الدستور الاتحادي الدائم, الذي يقول في مادته الثالثة: العراق بلد متعدد القوميات… . والتعدد يمحي الصفة أحادية القومية عن البلد؟.
الذي أريد أن أقوله للكورد الفيلية والكورد الشيعة, أولئك الذين يتواجدون إلى الآن خارج إقليم كوردستان, بدءاً من كركوك ومروراً بخانقين ومندلي و و, وانتهاء ببدرة وجصان, أضف لها بغداد وهي بيت القصيد في موضوعنا, أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما, أما أن (يتجحشوا) بصورة واضحة وجلية, و يتركوا شعبهم الكوردي ووطنهم كوردستان, أو يكونوا مواطنون كورد كأي مواطن آخر في العالم ينتمي لشعبه ووطنه, لا يجوز لهم أن يضعوا قدم في كوردستان وقدم في العراق, أما أن يكونوا كوردٌ أو لا يكونوا, كفى هذه الازدواجية, والظهور بمظهرين في آن واحد, اخجلوا قليلاً, وطنكم محتل ومجزأ وشعبكم يعاني الويلات على أيدي المحتل البغيض وأنتم في بغداد تصاحبوا حرافيشهم, الذين لا يعترفون بحقوقكم القومية, و يعدونكم من دون البشر؟ ما هذا الخنوع والإذلال والتبعية للمحتل وأذنابه؟. هل هذا
الإذلال يفيدكم بشيء!, حتماً لا, بالأمس سمعت في الإعلام, أن الأعراب و الشروكية هددوا الكورد في بغداد بالقتل إذا لا يتركوا العاصمة؟. أليس هذا التهديد الصادر من هؤلاء الهمج, تقول ليس لكم مستقبل في بغداد بين البهائم البشرية. أصحوا, هل أنتم مختبر تجارب؟, ألم تروا ماذا فعل اللعين صدام حسين وأبنائه بشبابكم الذين لم تعثروا على رفاتهم إلى الآن؟, لماذا تعاودوا الكرة مع الطائفيين؟, إذا كان صدام حسين لم يعدكم من الجن وفعل بكم ما فعل, يا ترى ماذا سيفعل بكم هؤلاء الذين يعدونكم من جنس الجن وكفرة عندما ينتهي مفعولكم المذهبي؟؟. إذا تريدوا أن تعيشوا بعزة وكرامة, وتكونوا كورداً وليس كرود أو كريدي, يجب على أحزابكم ومنظماتكم وجمعياتكم تغيير أسمائها التي ألصقتم بذيلها جزافاً اسم العراق إلى اسم كوردستان, مثل إخوانكم السوران والبهدينان, هل أسسوا حزباً أو جمعية باسمهم القبلي, الحزب السوراني أو البهديناني؟. الشيء الآخر, يجب عليكم أن تناضلوا بلا هوادة من أجل احتلال موقعكم الطبيعي في كوردستان, بجانب السوران والبهدينان وتشاركوهم في كل شيء في الإقليم, في الحكومة والبرلمان وفي اتخاذ القرار السياسي. أنا أعرف جيداً, أن هذا ليس سهلاً, لكن ليس مستحيلاً, إذا وجدت الإرادة القوية. ألم تروا السوران والبهدينان, كم مرة تقاتلوا فيما بينهم حتى قبل أحدهم الآخر في النهاية وشاركوا معاً في إدارة الإقليم. أنتم أيضاً تستطيعوا تحاربوا سياسياً حتى تحققوا ذاتكم الكوردية والكوردستانية رغماً عن أنف كل من يريد إقصائكم عن وطنكم الأم كوردستان.
07 04 2016
لا أبالي.. وأن أريقت دمائي … فدماء العشاق دوما مُباحة.
(أبو قاسم الشابي)