يوم امس انكشفت شمس الحقيقة النفطية . بعض المسئولين يعتقد أن الله يحب العراقيين فوهبهم النفط . بعضهم الآخر يعتقد ان الثروة النفطية معجزة لا يعتمد عليها..! هبط سعر نفط الخليج العربي إلى 71 دولار للبرميل الواحد بعد أن هبط السعر الامريكي إلى 67 دولار. بذلك أصبح سعر النفط قريباً من أسعار الزبيب (العنب المجفف) كما انتهى اجتماع دول منظمة أوبك في فيينا من دون إجراء أي تخفيض في سقف إنتاجها النفطي، وابقائه عند 30 مليون برميل يوميا.
يوم أمس أيضاً أعلن وزير المالية هوشيار زيباري أن ميزانية عام 2015 تم تصميمها على أساس معدل سعر النفط بــ70 دولاراً. هذا السعر في الواقع يتناسى أن (النفط) مثل (الهر) يلعق بصاحبه ويخربشه بوقت واحد..!
مع الأسف أن مخططي الميزانية لم يأخذوا حقيقة وجود الزواج السري (زواج المتعة) بين الاحتكار البترولي وأسعار النفط وأن بين مصالحهما عقد (مسيار) أبدي صادقَ عليه كتـّاب العدول في جميع شركات الدول الغربية الكبرى منذ سقوط تجربة تأميم النفط الإيراني عام 1952 ..! كما أن المخططين في وزارة المالية لا يعرفون حتى الآن أن (صعود) أو (تصعيد) أسعار النفط هو كصعود المئذنة بواسطة سلالم ملتوية..! كما أن (نزول) و (تنزيل) الاسعار هو الآخر يتم بطريقة نزول أي إنسان من ملوية سامراء..!
الضرورة تفرض على جميع مخططي الميزانية العراقية أن يستفيدوا من تجارب الشعوب الأخرى وذلك بمجرد قراءة رواية عالمية عنوانها ( أرض ثمارها من ذهب) لمؤلفها البرازيلي جورج أمادو ليعرفوا حقيقة دور الاحتكارات في صعود وتصعيد الاسعار مثلما في نزولها وتنزيلها. الرجاء من وزارة المالية أن تضع في حساباتها وحسابات ميزانية عام 2015 سعر برميل النفط الأسود في المستقبل القريب 50 دولارا ليطابق سعر الزبيب الأسود..! إذ بدون الحساب المضبوط تصاب ميزانية 2015 مثل سابقتها عام 2014 بمرض الروماتيزم..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قيطان الكلام:
· النفط في كل بلدان الخليج توأم البناء والاعمار والرفاهية ما عدا في العراق حيث النفط توأم الفقر..!