23 ديسمبر، 2024 5:38 ص

انا ومن بعدي الطوفان

انا ومن بعدي الطوفان

مثل فرنسي اطلقته عشيقة لويس الخامس عشر، ارادة منه ان ترفع معنويات الملك خلال خوضه احدى المعارك، بان لايبالي بالعواقب مهما كانت نتائجها، مازال هو على قيد الحياة فلايهم من يموت ومن يحيا اهم مافي الامر هو بقاءه على قيد الحياة وان كان ذلك على حِساب شعبه.

الطموح والتطلع حق مشروع لكل فرد من افراد المجتمع، بما فيها المصالح الشخصية ليؤسس لنفسه بناء رصين ومستقبل له ولعائلته بشرط ان لا تكون تلك المصالح الشخصية مبنية على حِساب الاخرين.

لكن حُب الأنا والتملك تكوّن مساراتها عكس المباديء السامية للانسان السوي، حيث لايفكر سوى كيف يجمع المال ويكون لنفسه امبراطورية بأسمه واستغلال النفوذ لتحقيق منافعه الشخصية الضيقة.
العراق مُقبِل على حدث مهم في مشوار مستقبله السياسي القادم، الانتخابات التشريعة على الابواب لاتفصله سوى فترة زمنية ليست بالفترة الزمنية الطويلة، لينبثق عنها حكومة ستكون تختلف نوعاً ما عن سابقاتها كماً ونوعاً، فبعد اربعة عشر عام من العملية السياسية الفتية بكل ما تحمل من جوانب ايجابية وسلبية بمفاصلها، تكونت لدى الناخب العراقي قناعة مستوحاة من التجارب السابقة التي خاضها من الحكومات المتعاقبة بعد 2003، متمثلة بتغير الوجوه المتكررة في المشهد السياسي التي لم تقدم شيء للمواطن سوى هدر بالمال العام.
تعالت الاصوات المطالبة بالتغير لاسيما في المناطق التي استولى عليها التنظيم الارهابي داعش، لكون ممثلي تلك المناطق من الطبقة السياسية لم تقف مع جماهيرها في محنتها في مواجهة داعش وايواء النازحين، انما وصل الامر إن احد ممثليها لم يكتفي بالتفرج على معاناة اهالي تلك المدن وانما سرق الاموال المخصصة لنازحين ووضفها لمنافعه، وغيرها من المتاجرة باسم اهالي المناطق الغربية بانهم مهمشين ومن الدرجة الثانية ليس من اجل مواطنيهم يرفعون هذه الشعارات وانما من اجل المكسب الشخصي..لهذا السبب فقد المواطن السني الثقة بمثليهم فضلاً عن الشيعة، فادرك سياسيو المكون السني بهذا الاعصار الذي سيجتاحهم ويزيحهم عن المشهد السياسي، لثقتهم انه لن يتم تجديد الثقة لهم من قِبل جماهيرم التي كانوا يعولون عليها مرةً أُخرة.
الآن سياسيو تحالف القوى، تطالب بتأجيل الانتخابات عن موعدها المزمع اجرأه في بداية شهر أيار من السنة الحالية، بدواعي واهية منها عدم عودة النازحين لقُراهم التي ستكون سبب في اعاقة وصول الناخب لمراكز الاقتراع حسب ادعائهم، انما لو عدنا إلى السبب الرئيس في طلبهم التأجيل هو خشيتهم من الخسارة التي سيتلقونها بسبب سخط الجمهور، لما لاقوه من الخذلان من ساستهم طوال تلك الفترة التي كانوا بامس الحاجة اليهم في محنتهم، فتركوهم يصارعون الموت والجوع لوحدهم، بينما كانوا السياسيين اول من حزموا امتعتهم استعداداً للخروج من تلك المدن وبما فيها المنطقة الخضراء والتحقوا بفنادق اربيل وعمان وابو ظبي خوفاً على انفسهم واهليهم.

لم تبالي الطبقة السياسية التي تمثل المكون السني بكل ما جرى على مواطنيها؛ من سبي وقتل وتهديم لدور مازال هم ومصالحهم بمأمن، فطبقوا المثل الفرنسي الذي ابتدأت به
“انا ومن بعدي الطوفان”، فليذهب السنة إلى الجحيم اهم مافي الامر مكاسبنا ولنا ادواتنا في تظليل الجمهور ليجدد الثقة بنا مرةً أخرة.