19 ديسمبر، 2024 3:23 ص

انا وانتم والعراق انتماء ضائع…..

انا وانتم والعراق انتماء ضائع…..

كنت سائرا على قدمي في شارع الكرادة وانا احمل علبة السجائر خاصتي وادخن السيجار الذي لا يفارقني ابدا، واطالع وجوه المارة المتنوعة، بينهم المبتسم، والشاحب، والغاضب، فانظر لامر هذا البلد وسبيل الخلاص من زمرة الحكام الفسده الذين ترأسوا الحكم في العراق، وفجأة تعالت اصوات رجولية على الجانب الاخر من الشارع متشاجرة فيما بينها، احدهم يسب الدولة ( انعل ابوك لابو رئاسة الوزراء ) والاخر يهدد ( الا اضيعك )، وتعددت الشتائم فيما بينهم وتبين سبب الخلاف ان الموظف المدعي عمله في رئاسة الوزراء اوقف سيارته في الشارع بصورة غير نظاميه غير ابه لامر البقية مما دفع باحد السواق توجيه اللوم له بان الشارع مزدحم ولايجوز ان يوقف عجلته بهذه الطريقه قائلا 🙁 بشرفك هاي وكفه مال بشر ) مما اثار غضب الاخر وحدث ما حدث، بقيت انتظر وارى ما سيحدث وهل سيلعب القانون دوره؟، اتصالات تجري وسيارات اخرى تهرع مسرعه للمساعدة والنجدة لصاحبهم الموظف في رئاسة الوزراء، كان دور رجال الشرطه في بادئ الامر عنيف وبعد معرفة هوية صاحب المشكله تحول دورهم الى مصلح اجتماعي ومن ثم انقلب الى دور المساند للقوي على الضعيف، ذهلت وانا ارى ما وصلنا عليه من نصرة الظالم على المظلوم وخرج عقلي من تفاصيل الشجار الاخرى واخذتني ذاكرتي الى ما قبل عام كامل حيث كنت اعمل في اعلى الاماكن سلطة في البلد وتمت معاقبتي وخروجي من ذلك المكان بسبب قولي كلمة حق في حضرة سلطان ( حائر ) فبعد صدور قرار بايفادي تصرف احد الموظفين والغى سفري المقرر ويعتبر هذا الموظف من المتمتعين ومن اقرباء مدير المكتب ويتمتع بالعلاقات القوية بحكم القرابة مع مدير المكتب وطلب مني ان ادفع مبلغ تذكرة الطيران وانا لم ارى المطار حتى!!، بعد الشكوى وتدخل اطراف اخرى وجدت نفسي خارجا وذلك لعدم وجود من يساندني، وهناك الكثير من القصص التي تشبه ما ذكرته او قد تحمل تفاصيل اغرب لكل من ليس له من يحتمي به وقت الضرورة وغير الضرورة ( اللي ماعنده جبير يشتريله جبير ) هذا هو العراق الجديد.
قررت ان يكون لي انتماء، والانتماء في العراق ليس للعراق بل للاحزاب او إتباع رموز دينية حتى تسير اموري على خير مايرام او ان احصل على وظيفة ما، فأكون بذلك كائنا محميا متخليا عن الانسانية حتى استطيع العيش وتوفير كافة الاحتياجات لي ولعائلتي، ولكن الى من انتمي؟؟ هذا هو السؤال المهم، هل انتمي الى حزب الدعوة؟ وخصوصا انه الحزب الحاكم في العراق والحزب الذي دمر العراق، ام انتمي الى منظمة بدر التي تمتلك فصائلها المسلحة الغير قانونيه وتقاتل وتقتل فالدماء زادها وشرابها، ام انتمي الى التيار الصدري ذو الاغلبية الشيعية
وجيش المهدي وسرايا السلام الذين سرقوا من الفقراء ماسرقوا وقتلوا ماقتلوا، هل انتمي للاكراد المستولين على رئاسة الجمهورية والذين يدعون بانهم ليسوا بعراقيين ويريدون قيام الدولة الكردية على حساب العراق ارضا وشعبا، هل انتمي الى المجلس الاعلى بقيادة الحكيم والولاء لغير العراق فأقبل الايادي واقبل المداسات حتى يرضوا عني من يظنون بانهم اولياء الله في الارض، هل انتمي الى الحزب الاسلامي التابعين للاخوان المسلمين فاحمل في عقلي ذلك الفكر المتخلف والمتعصب والمتفجر، هل انتمي الى بقية الاحزاب التي تحمل اجندات خارجية تريد تقسيم العراق وفرض مصالحها على وطني، هل انتمي لرجال الدين الذين يمجدون بانفسهم ويعتبرون الاخرين كفره الذين لم يتفقوا على اي يوم يبدأ به شهر رمضان ومتى سيكون العيد، انكويت بنار السيجارة فوجدت ان كل الانتماءات التي ذكرت تسبب الخراب والدمار وسأرضى ببقائي منتميا لوطني الذي هو نفسه اضاع الانتماء بعد حُكمِ من حَكَم وظُلمِ من ظَلَم. وان قُتلتُ لاني تكلمت عن جبابرة الظلم في العراق فهذا امر طبيعي لاني انتمي للعراق والعراق لاينتمي لاحد ولا يوجد من يحمينيا، ضاع القانون فضاع البلد وضعنا معه.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات