لم يحالفني الحظ في كل مراحل حياتي منذ الطفولة مرورا بالمراهقة وصولا الى ما انا عليه الان شاب ترسم الرجولة ملامحها على شخصيته الغريبة الاطوار …..
فقاموسي مليء بالحروف والكلمات ولكنه يخلو من كلمة الحظ فأنا اتفنن واتلاعب بالفكر والفلسفة والشعر فهذه حلبتي التي امارس فيها رياضتي المفضلة الا وهي المصارعة مع عالم الابداع بكل تفاصيله من الالف الى الياء …..
لذا ابحث دائما عن الحظ في يومياتي ولكن ليس كل ما يرغب فيه المرء يحصل عليه …..
فأنا لم اكن محظوظا في دراستي رغم كوني كنت من الاوائل فلقد تم قبولي في كلية ولم التحق بها والتحقت بكلية اخرى وقدمت استقالتي بعد مضي ايام من التحاقي بها وضاعت السنة الدراسية وفي السنة التالية قدمت طلبا للكلية الاولى التي قبلت فيها فرفضت قبولي لأنني من خريجي السنة الماضية والاولوية لخريجي العام الجديد فلم يبقى امامي سوى ان التحق بعدة معاهد واخترت احدها والشيء الجميل انني تخرجت من الاوائل وهدية التخرج كانت هي مقعد مجاني في احدى الكليات ولكنني لم التحق بها …..
لذا انا لا اعرف هل انا السبب في كل ما حصل ام ان الحظ لم يسعفني
ولم يحالفني الحظ في عملي فأنا اعمل في وظيفة الفضل فيها لشهادتي اولا وما املك من كفاءة وموهبة وطاقة ثانيا ورغم ان وظيفتي يتمناها الكثيرون وهي بالنسبة لهم حلم ويمكن اعتبارها في خانة الــ VIP ولكن اشعر ان هنالك شيئا ينقصني وان هذا المكان ليس مناسبا لي فأنا استحق مكانة ارقى وارفع تحترم وتقدر طاقاتي ومواهبي وقدراتي …..
وفي الحب فشلت كثيرا الى ان وصل بي الحال لكي اعقد صفقة تجارية خاسرة مع مؤسسة الزواج
وفي العائلة ادواري تختلف فعائلتي من جهة الاب تعتبرني رمزا وطنيا من تأريخ ابي وهذه قوة لا يمكن تجاهلها ولا يمكن الاستهانة بها
ولكن عائلة امي تعتبرني متمردا على قوانين العائلة لأنني من يمتلك خيوط لعبة ميراث واملاك العائلة ولكن في ذات الوقت يحترمونني لأنهم يعرفون انني استطيع ان اخربها واقعد على تلها بثواني معدودة لن تليها دقائق
وعائلة زوجتي تعتبرني متعجرف ومغرور وبلطجي ونرجسي وبخيل ولكنهم في نفس الوقت يعاملوني معاملة الامراء والملوك
لذا احترت مع هذه العائلات الثلاث فكل واحدة منهم تنتمي لعشيرة تختلف فيها العادات والتقاليد والحياة بأكملها فيما بينهم
لذا الحظ ليس في صفي فبيتي اصبح ملتقى عائلي بين ثقافاتهم التي افقدتني جذور التواصل فكريا وفلسفيا وثقافيا معهم
ولكن انا اعتقد ان للحظ علاقة مع هذه العبارة التي اكرهها
القناعة كنز لا يفنى فأنا لا ارى ان هنالك رؤية علمية تجعلني اعترف بها كوسيلة لكي اتخلى عن المجد والخلود والطموح في ذاكرتي فهذه العبارة وجدت من اجل الفقراء لكي يستغنوا عن احلامهم
اما انا فاحلامي كثيرة ومتشعبة
فسيارتي رغم كونها فخمة وباهظة الثمن ولكن ما المانع ان اقود سيارة جاكوار او مايباخ او كاديلاك
وبيتي جميل وديكوراته اجمل ويقع في منطقة سكنية يسكنها النخبة من الناس ولكن ما المانع ان امتلك قصرا في احدى ضواحي امارة موناكو
فأنا اريد ان املك فيزا دولية توفر لي السفر والسياحة الى كل دول العالم
واريد ان احصل على خادمات اوكرانيات يفركن اصابع قدمي كلما تعبت من القاء الشعر على خشبة ارقى مسارح العالم
واريد ان اعزف بصحبة جميلات اوروبا لعلي اخطف قلوبهن بما املك من مميزات في لغة الجسد
احلامي كثيرة ليس لها حدود لهذا انا لست مقتنعا بعبارة القناعة كنز لا يفنى وفي نفس الوقت انا لست محظوظا فهل من المعقول ان هنالك علاقة بينهما ؟