1 – وضع الدكتور هاشم العقابي اطروحته التي نال بموجبها الماجستير في التربية عام 1983 في صفحته في الفيس بوك قائلا لزائريه (ماريكم شباب بدراستي المعنونة ( القيم السائدة في احاديث الرئيس القائد صدام حسين ) المرفقة التي احاول نسيانها او التخلص من تبعاتها ماذا افعل ؟؟)
انها خطوة شجاعة بلاشك فهي نقد للذات واعتذار صريح لابناء العراق تؤكد صدق تخليه عن مواقف سابقة فرضتها ظروف الارهاب وسحق الانسان التي ضعف ازاءها الدكتور هاشم وغيره ..
اليوم نرى ان الكثيرين ممن طبلوا وزمروا لصدام ورفعوه الى مصاف الالهه قد احتلوا مناصب رفيعة في دوائر الدولة العراقية وبرلمانها واعلامها واحزابها ، ونحن نقول لهم ( هنيئا ومريئا .. اكلوا ووصوصوا) ولكن هل لكم ان تفعلوا مثل مافعل الدكتور هاشم وتعتذروا لابناء العراق بدلا من محاولتكم التعتيم على تاريخكم الذي يعرفه الجميع ؟
2 – ان للموضوع في نظري جانب اخر، فانا ارى ان الدكتور هاشم العقابي لم يرتكب خطأ حين تحدث عن( القيم) في احاديث صدام ، فاحاديث صدام وخطاباته (مثله مثل اغلب باقي القادة العرب) مليئة بالقيم الوطنية والاخلاقية والايمانية على العكس من افعالهم الشائنة التي دمرت اوطانهم واذلت مواطنيهم ..يبدو ان الاكثار من الحديث عن القيم الراقية والمباديء السامية هو محاولة لاشعورية لاخفاء العيوب لذلك قالوا ( العاهرات اكثر الناس حديثا عن الشرف ) وكما نرى الان في العراق فأن القادة السياسيين هم اكثر العراقيين حديثا عن القيم والشرف والاخلاق والمواطنة والعدالة والايمان ومحاربة الفساد على عكس افعالهم ( المخلة بالشرف ) والتي يشير اليها حجم الخراب في العراق .
لو كان صدام حكيما لمنع هاشم وغيره من تسليط الضوء على( القيم) الموجودة في احاديثه لانها ستذكر الناس باختفاء تلك القيم من افعال صدام وممارسات نظامه ..
الطغاة يحفرون قبورهم بايد المزمرين لهم ، فالمزمرون يحدثون الناس عن قيم تحدث عنها ( القائد الملهم)، فيفطن الناس الى روعة تلك القيم ويتولد عندهم ما يشبه التوقع بتحقق تلك المثل في ارض الواقع ولكن عندما ينظروا حولهم ويروا افعال الحاكم وازلامه وخستهم وبعدهم عن كل المثل النبيلة تزداد نقمتهم على هؤلاء الطغاة ..
القائد الحكيم عليه بابعاد حفاري قبره ( وهم المرتزقة على الوانهم واشكالهم) فهم حين يسوّقون المسؤول الرديء للناس فانما يعرضون بضاعة فاسدة ونتنة الاجدر دفنها لاشرها على الحبال..فالحديث عن قيم نبيلة وفعل مايعاكسها يجر الوبال على الحكام.
3 – رغم ان الدكتور هاشم العقابي اعلن بكل اريحية عن ندمه واعتذاره الا ان زائري صفحته في الفيس بوك لم يقبلوا منه الاعتذار وراح اغلبهم يكيل له الشتائم . اعتقد ان سبب ذلك هو ان اعتذار هاشم العقابي في نظر زوار صفحته هو مجرد كلام ، والناس كما يبدو ملت من سماع الكلام ( الحلو ) وتريد افعالا .
الدكتور هاشم كما يبدو يدرك ان الكلام وحده لاينفع لهذا تساءل عن ماذا( يفعل) كي يتخلص من تبعات اطروحته السابقة ..
ياعزيزي هاشم انت مصيب فالاعتذار اللفظي وحده لايقنع الناس فهم لم يتعودوا على ثقافة الاعتذار اللفظي .نحن ليس مثل الانكليز تمحو غيضنا كلمة ( سوري ).. الناس تنظر منك ومن سواك (افعالا) وانت تدرك ذلك لذا فانا انصحك وانصح كل من في نيته الاعتذار لابناء العراق بالتمعن في قصة ذلك الفلاح الشيوعي.
يروى ان فلاحا شيوعيا ارتكب خطأ حزبيا. وعند حضوره الى اجتماع الخلية راح رفيقه المسؤول يحدث الخلية عن ( جسامة ) خطأ رفيقهم ( ك) ثم التفت الى (ك ) قائلا 🙁 يله رفيق انتقد نفسك …) بانت الحيرة على وجه الفلاح ( ك ) ولم يدر ماذا يفعل .. اخذ المسؤول يلح عليه : ( رفيق انتقد نفسك .. ليش ساكت ) فما كان من الفلاح الا ونزع عقاله وكوفيته واخذ يلطم بيده على جبهته وهو يردد ( امّداني …امّداني …امّداني ).
[email protected]