لطالما تحدثنا عن الحفريات المفارقة انها تتوزع في كافة مناطق بغداد وبدون استثناء و في ارقى مناطق العاصمة ، جميع المواطنين متساوون أمام هذه الأزمة المتجذرة التي لا تنتهي، و يتوارث الأبناء عن الآباء تلك المعاناة وهي انعدام الخدمات البلدية ، المعلومات عن مواقع الحفر وعمقها وأساليب وهي لا يمكن تجنبها ولا حفظها وربما فقط امانة بغداد قادرة على احصائها وترقيمها ضمن المشروع الوطني لترقيم الحفريات. و على الرغم من تقسيم القواطع البلدية بين الرصافة والكرخ ولكن تزداد تلك الحفريات والتخسفات بشكل كبير جدا وفي بعض المناطق كأنها وسط اقضية ونواحي وطرق ريفية وخاصة في منطقة الكاظمية والحرية والغزالية والدورة وشارع فلسطين وغيرها . وقد بعثنا عشرات المرات بخارطة واضحة لهذه الحفريات الى مدير عام بلدية الكاظمية خاصة بعض شوارع المنطقة ضمن قاطعه فيها مقالع للحصى ممتلئة بالأتربة والنفايات والانقاض وهنالك وفود وزوار عرب واجانب تزور تلك المناطق والامانة تقف مكتوفة الايدي وعاجزة عن تقديم الخدمات البلدية هي تهتم بالشوارع الرئيسية فقط وكثير من المواطنين يطالبون بالترقيع لا غير. لا نعلم لماذا تتعمد امانة بغداد ترك تلك المناطق وعلى الرغم من وجود مشاريع استراتيجية كبيرة تخص البنى التحتية لبغداد خاصة بدعم واسناد رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) ولكن الامانة لم تنسق مع محافظة بغداد ، الجهد الهندسي ، مديرية المرور العامة ودائرة الطرق والجسور ، خاصة ان وزارة الاعمار والاسكان لديها شركات جيدة وذو خبرةمتراكمة ورصينة تخص اعمار الطرق والجسور وإنشاء الابنية وتبليط الشوارعوخاصة الطرق الخارجية ومداخل العاصمة بغداد ولكن التنسيق غائب والخراب والدمار لتلك الشوارع هو الحاضر والامانة عاجزة واعمالها مشلولة تماما . الامانة تعلن بالشروع بأعمار وتبليط المدن والازقة ولكن على الورق وفي وسائل الإعلام فقط ، الحقيقة هي مشاهدة الأزقة والمدن مدمرة “مفلشة”وحفريات مميتة . المواطنين يسخرون من تلك الاوضاع ويتساءلون اين تذهب المليارات التي تخصص الى امانة بغداد . ومع اشتداد الانهيار المتسارع لتلك الامكنة تحوّلت طرقات بغداد وحتى السريعة منها إلى مصيدة للأرواح بشكل ممنهج ومرتب بفعل غياب الاهتمام وعدم المتابعة وانعدام الإنارة والحفر الهندسية بأنواعها الدائرية والمستقيمة والمثلثة التي تحوّلت إلى خنادق ما جعل المبادرات الفردية للمواطنين الفرصة الوحيدة لتحسين الأوضاع ، مفارقة أنه كلما ينهزم سواق المركبات من تلك الحرفيات لا يفلحون ويتم وقوعهم في الهدف . !! ! ليس العمل فتح متحف واعمار بيت شاعر وأديب وخطيب ، وانما تقديم الخدمات البلدية الاساسية ماء مجاري تأمين الشوارع وتأثيثها وتبليط الازقة والشوارع الرئيسة في حين تصل الالاف من الحفريات وهي تواجه سواق المركبات وبقية المواطنين وحوادث مميتة وهل ان امين بغداد وبقية المدراء العامين في الامانة لا يشاهدون ولا يسمعون استغاثات المواطنين بشأن دمار واندثار الطرق والجسور وصل الخطر حتى الأطفال داخل الأزقة السكنية الذين يقودون الدراجات الهوائية والكهربائية وهم يقعون في تلك (النكر الغميجه)!!! يتطاير عليهم الحصى ويضرب اعينهم ووجوههم وقد تم نقل العشرات من الأطفال الى المستشفيات للعلاج من جراء حصول تلك الحوادث المؤسفة والتي يتحمل مسؤوليتها القانونية والشرعية المسؤولين في امانة بغداد . وعلى أهمية تلك الخدمات المهمة للمواطنين يتطلب جهدًا كبيرًا من الحكومة المركزية والمحلية لا نريد ان نرى “السبيس والتبليط” وقت الانتخابات فقط وعلى ناس وناس . نطالب من لجنة الخدمات البرلمانية ومن مجلس محافظة بغداد وبقية المسؤولين في الحكومة الاجتماع مع امين بغداد ووضع الحلول المناسبة لتقديم الخدمات البلدية وإنهاء المعاناة لملايين
المواطنين في بغداد .