19 ديسمبر، 2024 1:37 ص

اميركا وقطر وصدام والقنبلة الذرية

اميركا وقطر وصدام والقنبلة الذرية

حدث العاقل بما لايعقل فأن صدّق فلا عقل له .

الضجة المعلنة حلياً حول موضوع قطر وتوتر العلاقة بينها وبين السعودية وعدد من الدول , ترافقها انفجارات واعمال ارهابية هنا وهناك وانذار عالي الدرجة في فرنسا وعموم اوربا والعديد من دول العالم . والسؤال الكبير الذي يثير اكثر من علامة استفهام . كيف لقطر ان تساعد المنظمات الارهابية والفصائل الداعية الى محاربة اميركا وغيرها من الدول الاستعمارية بالرغم من ان قطر تربطها بأميركا علاقات غير طبيعية فوق مستوى الاعتدال والحياد حيث من المعلوم أن لأميركا اكبر قاعدة عسكرية حالياً في المنطقة تظم اكثر من عشرة آلاف عسكري . طيّب لو ان قطر تعادي الولايات المتحدة الأميركية لماذا تسمح بهذا الوجود فوق اراضيها وما هو السبب .. هل هو المال .. قطر لا تحتاجه قطعاً .. هل هو الاحتيال على هذه الدولة ” اميركا ” وتظليلها والعمل بشكل خفي ضدها في السر . وهذا الافتراض غير وارد وغير منطقي لأن العالم كله يتحاشى هذا الافتراض مع اميركا لأنها دولة قوية استعمارية دولة شر اجرامية تسعى وتبحث عن المشاكل وخلقها , منهجها وفلسفتها السياسية مبنية على ذلك . قطر ليس لها تاريخ نظالي ضد دول الاستعمار العالمي بشكل عام وضد اميركا زعيمة الاستعمار الحالي بشكل خاص . ولها علاقات وطيدة مع اسرائيل في السر اكبر منه في العلن اذا ما هذه التمثيلية الغير معقولة . الجواب واضح لأصحاب العقول والمدارك من سياسين ومثقفين وغيرهم . فحواه ان اميركا هي من يخلق ويصنع مراكز الصراع في العالم وتحركها كيف ما تشاء وحسب مصالحها وكوامنها . صنعت القاعدة وصنعت داعش وصنعت الحركة الخمينية في ايران . وهذا امر طبيعي وتؤثر في قرارات البعض الآخر مثل الاخوان وغيرهم عن طريق من يمولهم بأمر اميركا عملاً بـ ” اترس الحلق تستحي العين ” . المشكلة التي تواجه اميركا في هذا الموضوع , هي الكيفية التي تمول بها هذه الحركات والمسألة بسيطة ايضاً يتم الايعاز الى من يسير على النهج الاميركي المتحالفين معها او الخاضعين لسيطرتها . توعز لهؤلاء بالقيام بتمويل هذه الحركات المصنوعة والدفع يكون اما من هذه الدول او من اميركا وبواسطتهم . مثلا لو ان اميركا طلبت من الكويت ذلك هل يتجرئ حكام الكويت على رفض الطلب الاميركي , يمكن لتحاشي الفضيحة أن تقوم هذه الدول بتهيئة شركات أو اجزاب او افراد وتمويلهم بموارد مالية كبيرة وبغطاء تجاري والايعاز لهم بتمويل الجهات المراد تمويلها .وتكون اميركا مثل المثل القائل ” طالق الرمح سالم الخسارة ” حال قطر مثل هذا الحال , وقطر ضمن مجلس التعاون الخليجي الذي تربطه بأميركا علاقات استراتيجية تاريخية كذلك مع بقية دول الاستعمار الاوربي مثل بريطانيا وفرنسا . لكن احداً يتسائل لماذا هذا الفضح المبرمح لدور قطر الآن . الجواب هناك اسباب لها موجباتها روجتها اميركا للأبتزاز مثل توجيه الانضار العالمية الى الدول الخليجية وخاصة السعودية في تمويلها للأرهاب ومساعدتها للأرهابين وليس بعيد عن الاذهان قرار الكونكرس الاميركي زمن الرئيس أوباما بتحميل السعودية تداعيات الاعتداء على ابراج التجارة العالمية في اميركا والتركيز على اسامة بن لادن كونه سعودي وغير ذلك الكثير . المصالح الاميركية لا تقف عند حد كانت قواعدها العسكرية في السعودية والسعودية وقفت بجهد مالي كبير في ازمة اميركا المصرفية زمن الرئيس اوباما . كل ذلك لم يعني شيئا لأميركا . ترامب الرئيس الاميركي الحالي في بداية تسنمه منصبه كرئيس للولايات المتحدة الاميركية أول اعلاناته ان على السعودية ان تدفع ثمن الحماية الاميركية . اعلان واضح وصريح ” ادفع تأخذ ” بدون ذلك الحال يعني ” هواء في شبك ” الم تكن السعودية والدول الخليجية اهم المعادين للتيارات القومية والوحدوية التي كانت تناوئ اسرائيل ودول الاستعمار وتدعوا وتعمل بجد لتحرير فلسطين من السيطرة اليهودية الصهيونية العنصرية المتطرفة . شاهد كلامنا ” ترامب ” يدعو لحل الازمة بين قطر والسعودية وانهاء الخلاف .. يا لها من تمثيلية مضحكة فائقة السخرية . قطر تحركها اميركا منذ زمن بعيد لهذه الأمور . كانت بأستمرار مشاكلها مع السعودية في موضوع الحدود وتتدخل في شؤون المنطقة القريبة والبعيدة . في توتر العلاقة بين حكومة العراق قبل احتلاله والولايات المتحدة الاميركية جاء حينها وزير خارجية قطر لمقابلة المرحوم صدام حسين وبعد المقابلة اقترح على الرئيس العراقي الاتصال بأسرائيل وستكون هي مفتاح الحل لهذه الازمة . غضب الرئيس العراقي وقال لوزير الخارجية القطري ارجع فوراً للطائرة التي جئتَ بها . وقطر هي اول من دعى الى تسليح المعارضة السورية ” وكتبت في مقال حينها قلت فيه ان هذه الدعوة ” كلمة حق يراد بها باطل ” لانها ستعطي المشروعية لضرب المقاومة السورية . ومهما كان تسليح المعارضة لا يرتقي الى امكانية وتسليح النظام السوري وفعلاً حدث ما توقعتهُ من استخدام القوة المفرطة في ضرب الشعب السوري الرافض للسيطرة القمعية وبقساوة . اميركا هي من يوجه قطر في سياساتها الداخلية والخارجية وبقية الدول الخليجية . المشكلة ان السعودية ارادت أن تتحاشى ماينسب اليها في هذا المجال بتمويل جهات الارهاب . فكانت مضطرة لفضح قطر تحاشياً لهذا الضن وتفادياً لتطبيل ايران ومن يحرضها ويسير بركابها بالرغم من ان الملك السعودي المرحوم عبد الله صرح اكثر من مرة بخطورة داعش والدعوة لمقاومتها ومحاربتها وقال انها اليوم فاعلة في منطقتنا وغدا ستكون فاعلة في اوربا وحتى اميركا وهذه حقيقة حدث ما توقعهُ . ولكن هذا ينخرط ايضاً بتحريض وتوجيه من اميركا . تستخدها كأداة ابتزاز في كل العالم وخاصة على بريطانيا وفرنسا لجرهم الى طريقها والعمل بما تعمله وتنتهجه وهذه الدول صامتة وساكتة على افعال اميركا لمشاركتهم في اجرامها وتطابق سياساتهم مع توجهاتها ويستغلون كل هذا لأقناع شعوبهم في السير بالاتجاه الامريكي والتحاشي والتملص من مساءلة شعوبهم ورفضها لسلوكهم كأدارات حاكمة . هذه هي اميركا تحرك الجميع ” بالبلوتوث ” إن صح التعبير . في الحرب العراقية الايرانية جهة معينة عرضت على المرحوم صدام حسين ” القنبلة الذرية ” لأستخدامها ضد ايران فرفض ذلك , جاء هذا في تصريح لهُ عبر تلفزيون واذاعة بغداد . كان يدرك الغاية الأخطر في هذا الموضوع والخطر كامن في ادانة العراق لأمتلاكه مثل هذا السلاح واستخدامه ضد جيرانه . هذه هي اميركا وملاعيبها

في مرحلة ما اختلف الرئيس الفرنسي ” ديغول ” مع الاميركان لرفضه الانسياق للسياسة الاميركية محاولا تغيير الصورة العالمية السيئة عن فرنسا كدولة استعمارية معتدية . وفي سجال الكلام والتشنج الاعلامي صرح ديغول بغضب مخاطباً الاميركان ” نحن ايضاً لدينا اسلحة ذرية ” كان الرد الاميركي على تصريح ديغول عليك ان تدرك بأن الاسلحة الفرنسية التي تمتلكونها عبارة عن لعب اطفال مقارنة بأسلحتنا . ومن يومها سكتَ ديغول . كثير من دول العالم تدرك تماماً ما تقوم به وتفعله اميركا لكنهم لا يجرؤون على فضح سلوكها وما تقوم به فيكون حالهم مثل ” بالع موس الحلاقة ” لا يستطيع بلعه ولا اخراجه ولا حتى الكلام . ” ويكيليكس ” ماذا حل به عند فضحه الاميركان بعد نشر فضائحهم استحصل بصعوبة بالغة اللجوء ومِن مَن من دولة قادتها مجندين للمخابرات الاميركية . فالدول التي ستفضح اميركا وتناهضها من سيوفر لها اللجوء . انه امر صعب ومحيّر . هذه هي حقيقة اميركا تستخف بعقول الجميع وتضحك على ذقونهم ومن لا يروقهم ذلك عليهم مناطحة الجبال و ” غصباً على البل تصعد للسفينة ” البل = الأبل

أحدث المقالات

أحدث المقالات