اولا..ان شعوب ودول العالم اجمع تعرف ما يحدث في العراق المحتل منذ عام 2003 ولغاية اليوم، وبسبب تعمق المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغياب الخدمات وتنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة….، خرج الشباب الثائر والثوري العراقي بمطالبة النظام الحاكم في حل هذه المشاكل ومنها توفير فرص عمل للشباب، توفير خدمات ومنها الكهرباء والماء……. .
ثانياً.. لم يستجيب قادة نظام المحاصصة المقيت لمطالب الشباب وكانوا يخرجون بمظاهرات سلمية ومرخصة قانونياً، ومنذ عام 2019 ولغاية اليوم اندلعت ثورة تشرين الشعبية الشبابية السلمية من اجل تحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين، جوبهت من قبل الحكومة العراقية بالعنف المفرط واللاقانوني واللاانساني فالقتل المتعمد والاختطاف والاغتصاب وكسر الاصابع والرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والمغيبين والقناصين وقلع العيون…..، كل ذلك تم استخدامه من قبل الحكومة العراقية، وذهب نتيجة هذا الاسلوب اللاشرعي واللاقانوني والقذر اكثر من 30 الف بين شهيد وجريح ومعتقل ومغيب ومعوق، منهم اكثر من 800 شهيد عراقي،شاب.
ثالثاً.. يلاحظ خلال فترة الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم بشكل عام ومن عام 2019 ولحد الان هناك صمت شبه مطبق من قبل اميركا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا….. ناهيك عن الموقف السلبي من قبل الحكام العرب….، كما يلاحظ الموقف السلبي من المنظمات الدولية ومنها منظمة حقوق الإنسان الدولية، مجلس الامن الدولي….. حول ما يجري في العراق المحتل اليوم، وان ممثلة الامم المتحدة في العراق المحتل اليوم لم تقوم بواجبها بشكل سليم وعكس الواقع الموضوعي للمتظاهرين السلميين ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان…
رابعاً… وبنفس الوقت يلاحظ ان اميركا ودول الاتحاد الأوروبي…. قلبوا الدنيا على صعلوك روسي نفالني، ليبرالي معارض للنظام الروسي،وبسبب ذلك تم فرض عقوبات اقتصادية كثيرة على الشعب الروسي،عقوبات غير شرعية وغير عادلة وغير قانونية، ويطالبون باطلاق سراح نفالني فوراً…..، في حين نرى موقف سلبي اتجاه اسانج والذي تمت معاملته بشكل سيئ، اما اكثر من 800 شهيد شاب عراقي، فلم يتحرك الضمير الحي والشرف والغيرة لدى اميركا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا…. حول هؤلاء الشهداء، والصمت المطبق اتجاه جوليان اسانج….؟ اين العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية… التي تدعون بها؟
خامساً.. اما حول بيلاروسيا بخصوص الطائرة التي تم اجبارها على الهبوط في مطار مينسك وفق معلومة بوجود قنبلة في الطائرة، وتبين لاحقاً وجود احد المعارضين للنظام الوطني في بيلاروسيا في الطائرة، تم اعتقاله وفق ضوابط ومعلومات انه محرض لتقويض النظام في بيلاروسيا وهو يعمل كرئيس تحرير قناة nextaالالكترونية، وكان يحرض ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية بقتل قوات الامن والقوات الخاصة…. البيلاروسية عبر نشر عناوينهم ويتم التهديد بتصفيتهم وتصفية عوائلهم… ، كما شارك المعارض البيلاروسي في الانقلاب الفاشي في اوكرانيا عام 2014. وبعض الصحفيين العرب المتواجدين في روسيا الاتحادية اعتبروا انزال طائرة الخطوط الجوية الايرلندية (( قرصنة جوية…)) وكما اكد ايضاً ((ولم يجد الكسندر لوكيشينكا المصاب بهوس المؤامرة الكونية..)) الا ان هذا الصحفي تناسى حوادث كثيرة ومنها اجبار هبوط الطائرة الروسية في تركيا بحجة وجود سلاح فيها، بعد التفتيش لم يتم العثور على شيئ، وكذلك اجبار طائرة الرئيس البوليفي على الهبوط بحجة وجود رجل الامن الاميركي سنودين معه وتم ايقاف رحلة الرئيس البوليفي 10 ساعات، وبعد ذلك تم السماح للطائرة بالمغادرة.
وبخصوص المعارض البيلاروسي رومان وهو طالب يدرس في بولونيا، وبولونيا تستقبل من بيلاروسيا سنوياً نحو 10 الاف طالب يدرس (( مجاني)) ويتم اختيار النشطاء منهم وتوظيفهم بالضد من النظام الوطني والشرعي في بيلاروسيا كعملاء نفوذ، طابور خامس….. ورومان واحدا منهم، وبسبب ذلك اتخذت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وفرنسا…. اجراءات سريعة ضد بيلاروسيا عقوبات جوية، منع الطائرات المدنية بالمرور بالاجواء البيلاروسية ولعبت بولونيا اوكرانيا وجمهوريات البلطيق…. دوراً سلبياً في تازم العلاقات مع جمهورية بيلاروسيا.
سادساً.. سؤال مشروع؟ لماذا يتم استخدام المعايير المزدوجة، او الكيل بمكيالين من قبل الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين في العلاقات الدولية، وهذا مخالف للقانون الدولي اصلاً، من حيث التدخل في الشؤون الداخلية للدول،. معروف ان النظام الوطني والشرعي في بيلاروسيا، هو معارض للنهج الاميركي، وبالتالي تم تحريك ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية ودعمها بكل ما تحتاجه بهدف تقويض النظام في بيلاروسيا، وفشلوا في مشروعهم اللامشروع وتحت ما يسمى بالثورة الملونة بهدف تقويض النظام في بيلاروسيا، والاكثر من ذلك تتدخل اميركا وعبر مؤسساتها المختلفة باعداد مخطط لاغتيال الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا وتصفيته مع عائلته، وفشلت هذه المؤامرة القذرة ضد الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا.
سابعاً.. ان استخدام ازدواجية المعايير في العلاقات الدولية يدفع العالم اجمع نحو الفوضى السياسية والاقتصادية وتازم العلاقات بين الدول، وهذا يشكل توجه خطير في السياسة الخارجية الدولية.