من يعتقد أن اميركا لا تفهم كيف تتعامل مع كل من تريد أن توقعه فهو واهم،هي قادرة على قراءة مافي نفوس قادة الدول قبل أن يخرج أحدهم مصرحاً متبختراً منفوشاً،وهي في مجالات كثيرة تنفش وتنفخ قادتنا لدرجة يعتقد فعلاً أنه أصبح بشأن ما،لكن في حقيقة الأمر كأنه يشبه الدجاج الذي زاد حجمه كيمياوياً خلال الشهر الأول من عمره ليصبح أقرب إلى النحر الكهربائي،لست هنا في وضع مكانة اميركا في أعلى المناحي،لكن هذه هي الحقيقة،فاميركا هي من تتحكم حتى في(حركات قادتنا)وبنفس الوقت قادرة على إهانة أي مسوؤل في أي وقت، ورفع شأن أي مسؤول في أي وقت تريد،وما تهريج فضائيات اميركية بجلوس السيد العبادي بجانب اوباما إلا دليل على ما نقول وإلا التصرف جداً طبيعي لأن اوباما اساساً لم يكن يعلم بمن جلس خلفه وهو مندمج بالحديث بالإضافة إلى انهم كانوا في حديقة تعدعامة قياساً بالأتكيت الدوبلوماسي.
نعود لقلب الفكرة ونقول أن اميركا ترى أن هناك وقت كاف لإضعاف إيران أكثر وأكثر يقابله اضعاف واستقطاب المزيد من المتطرفين إلى سوريا والعراق،وما إرسال متطوعين إلى سوريا من المليشيات العراقية وهنا(النقطة المهمة في التحول الأميركي)ووصول هذه المليشيات إلى سوريا ماهي إلا ربحاً لأميركا قبل إيران لأنها عازمة على اضعاف إيران بطريقة تشابه اضعاف صدام حسين في تسعينات القرن المنصرم،فهي وأقصد اميركا كانت قادرة على انهاء حقبة البعث وصدام حسين في عام 1991 ولكنها تريثت وهذا التريث استمر أكثر من عقد لحين رأت أن الثمرة جاهزة للقطف وفعلا ما أسهل القطف حينها(2003)،مع فرصة ذهبية لإعادة احتلال العراق بطريقة القواعد التي يتكلم عنها هذه الأيام ساسة البيت الأبيض مع موافقة وترحيب بالورود من ساسة وأهالي الأنبار بعد أن ضربوهم بالرصاص سابقاً،وهنا نجد دهاء راعي البقر أكثر قوة من دهاء الآخرين،وأقصد كيف استطاعت اميركا حصولها على الدعم من العدو الأفتراضي(السني العربي)في حين خسرت إيران دعماً اسلامياً كان من المفترض أن يكون لها .
أميركا ترى كلما ترسل إيران دماء جديدة لمعاركها خارج الحدود كلما زاد استقطاب المتطرفين السنة من كل بقاع العالم وهذه تعد طريقة غير منظورة من وجهة نظر اميركا ومن في معسكرها لإبعاد خطر هؤلاء الشباب المتطرف عن دول العالم،فهي ومعها اوروبا تسمح للشباب بالذهاب إلى تركيا حتى تضمن دخولاً سهلاً لهم إلى سوريا ومنها إلى العراق وتركيا مشاركة معهم في هذا الشأن بتنسيق مخابراتي وإلا ماصعوبة الكشف عن الداخلين بصفة سائح إلى تركيا .
أخيرا نقول بأن التأجيل أصبح قاب قوسين أو ادنى،ومزيداً من الموت والدمار لنا نحن العرب في سوريا والعراق.
ـــــــــــــــــــــــــ
خارج النص:
عليكم أن تربطوا ما بين السطور أعلاه وبين المهلة الفرنسية للعراق وهذه أولاً، ثانياً بين السطور وتوقف الحشد الشعبي عن اقتحام الأنبار لتعرفوا صحة ما نكتب .