19 ديسمبر، 2024 1:15 ص

حيث الشمس اخذت تلملم ذوائبها الكستنائية بعد نهارٍ طويلٍ وجميل يداعبها نسيم البحر المنعش وتسدل ستار دارها المخملي على الزوارق النائمة بهدوء تتهادى على امواجه ولتفيض بكرمها المعهود فاتحة المجال لبزوغ البدر بابها واشراقة وجهه التي تداعب موج البحر المتكسرة . هنا سكن كل شيء على الشاطئ الا صوت الامواج التي تذوب تحت اقدامنا الحافيتين والتي تهدهد للمراكب الصغيرة التي تغفو على ظهره بهدوء وحنان الرضيع في حجر امه والعاشقين المحتضنين لبعضهم يبصمون بأقدامهم على الرمال ليخلدوا ذكرياتهم على شواطئه . وكلمات حبيبتي التي تهمس بها شفتاها اللمياء الجميلة بين الحين والاخر ونحن نرسم الحياة الجديدة السعيدة التي سوف تربطنا مستقبلا معا .
كنت اشعر حينها اني مَلِكٌ من غير تمليك وعرشي على سحابة تهدي غيثها الى سكان الارض عطاءا واميرتي بين يدي نتشابك الانامل بحنان ودفئ بعدها اصبح الحديث ملائكي بيننا نصعد به كمَلَكين مجنحين نرتقي بأحلامنا الى عنان السماء تأخذنا نسمات الشاطئ لتعرفنا على جماله وعذوبة مناظره .هنا مال البدر بكل رقة وحياء وهو يطبع قبلة على خدها الوردي كي يستأذنها للوداع بعد ليلة مضنية من التعب والنعاس وبدأ يميل برأسه نحو الافق ليغادرنا على استحياء واعتذار عندها سكتت شهرزاد اميرتي عن الحديث مع قرب صياح الديكة في الصباح بعدما كانت الرمال نمارق تتوسدها أجسامنا المتعبة من السهر وانامل الشمس توقظنا بكل حنان ولطف .