بما انه الاحتلال الروسي لاوكرانيا واقع لامحالة نتمنى من الحكومة الروسية أن ماتخطأ الاخطاء الامريكية الفادحة اللي ارتكبتها باحتلال الدول الصغيرة .. وإنه ماتجيب لأوكرانيا الا ولد الاصول و شبعانين من گاعهم مو تروح تجيب وين ماكو واحد امه شبعانة وتسلمه سلطة بلد بحجم أوكرانيا
وإذا روسيا رادت تشكل حكومة ووزارة جديدة بأوكرانيا من هسه خلي تختار ناس اكفاء وناس اختصاص إدارة وقيادة مو تجيب مطيرچية وبياعة سبح بالسيدة ( أنوشكا ) أو حملدارية أو بياعة كبة وتسلمهم الرئاسة وهمه هوش الله بارض الله ..
ولازم وحتما” روسيا تدقيق القيود الجنائية لاي شخص تريد تسلمه منصب حتى ماتكرر الاخطاء الامريكية اللي سلمت السلطة لهواي دودكية و حرامية ومسلبچية وقطاع طرق ..
واذا رادت تسلم سلطة لواحد تسلمهياه على أساس كفائته وخبرته ورصانة شهادته العلمية مو تنطي المنصب لواحد اوكراني كل مؤهلاته إنه إبن البطريارك الفلاني او إبن إخت الكاردينال العلاني أو تنطيه السلطة لإنه أبوه چان معدوم بزمن بريجينيف ..
وأيضا” لازم تنتبه عالشهادات العلمية للأشخاص اللي تريد تسلمهم منصب وتتأكد من صحة صدورها ..
وأهم شي لازم من هسه روسيا تگرص إذان جوارين اوكرانيا وماتسمح لأي دولة اقليمية تشيل راسها وتتدخل بشؤونها ولاي سبب من الأسباب ولاحدود جغرافية ولا علاقات تاريخية ولاطيزلگن چعب بريج ..
ولازم روسيا تنتبه وتخلي السلطة بيد شخص واحد لابرلمان ولا خرة چلاب ، لان الشعب الاوكراني يحتاجله الف سنة حتى يعرف يختار الشخص المناسب اللي يستحق يمثله ، هاي غير انه الاوكرانيين من الله خلقهم الديمقراطية ماتاكل وياهم ومايمشـــــون الا بالسيف والنار ..
ودير بال روسيا تحل الجيش الاوكراني أو تحل الأجهزة الامنية لأن الف نغل راح يطلع يسوي نفسه چان معارض وچان ٢٤ ساعة مدوخ الامن وراه هاي غير انه حل الجيش يعني ظهور الف فصيل مسلح كلها بالظاهر تنادي بالوطن وترفع شعاره وبالسر كلها تنچلب عليه وتبوگه وتطعنه بظهره ..
أكو نقطة مهمة جدا” على روسيا أن تنتبهلها وماتنخدع بيها وهي انه اول مراح تدخل لاوكرانيا راح تلگه مئات من شيوخ العشائر الاوكرانية بانتظارهم اضافة لعشرات الالاف من الاوكرانيين اللوگية يهتفون بإسم بوتين ويشكروه على تحريرهم من الطاغية الهدام فولوديمير ليزينسكي ، ولازم روسيا تعرف انه ذولي من الله خلقهم يهتفون لأي واحد إينيچمهم ..
أخيرا على روسيا ان تنتبه زين لكل اعوانها وسماسرتها اللي جابتهم وياهه وسوتهم اوادم لان التاريخ يگول انه اي واحد اجه ويه محتل ومااستفاد منهم مباشرة” يعض ايدهم ويروح يصير ذيل لأي دولة تحتضنه ووره كم سنة يرفع راية الجهاد والمقاومة
ذهبت أمريكا للعراق تحت راية تحرير العراق، ولكن كانت هناك أجندة اقتصادية مجانية. فالهدف الاقتصادي من اجتياح العراق عام 2003 كان أولاً الاستفادة من نفط العراق، كما كان الهدف خلق مشاريع لتستفيد منها الشركات الأمريكية. فحسب رؤية المحافظين الجدد في ذلك الوقت كان التخطيط للإطاحة بنظام صدام حسين على أن تتولى الشركات الأمريكية إعادة الإعمار، ومن ثم يدفع العراق تكلفة إعادة الإعمار من مال النفط. ولكن لسوء حظ أمريكا، فإن مغامرة الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت للإطاحة بنظام صدام كانت لها أثر معاكس لرغبات تلك الإدارة، والسبب الأساس لفشل المشروع الاقتصادي الأمريكي كانت عدم الاستقرار الأمني. لذلك منصات النفط لم تحدث كما يجب، والإعمار الذي كانت تنتظره الشركات الأمريكية لم يحصل. وخرجت أمريكا من العراق بعد عشر سنوات خاسرة معنوياً ومادياً. خسرت معنوياً لأنها فشلت في أن تبني عراقاً مستقراً وفشلت مادياً لأنها مغامراتها في العراق لم يمولها مال النفط العراقي، ولكن انتهت بأن كلفت دافعي الضرائب تريليون دولار بالإضافة لتدهور صورة أمريكا، لما صدر عنها خلال احتلالها للعراق من تجاوزات إنسانية خاصة في سجن أبو غريب وغيره. والآن على روسيا أن تأخذ عبرة من تجربة أمريكا في العراق. لقد دخلت روسيا سوريا ولديها هدفين، أولهما أن توطد من نفوذها في المنطقة، وذلك من خلال القواعد العسكرية المطلة على المتوسط. وثاني هدف لها هو العقود التجارية من نفط وغيرها، التي أعطاها الأسد لبوتين. ولكن على روسيا أن تنتبه وأن تبدأ بداية صحيحة حتى تستطيع أن تؤمن الاستقرار، وفي استقرار سوريا مصلحتها. ومن مصلحة روسيا أن توقف سياسة الفرز الطائفي التي تعتمدها إيران والتي ستنتج عنها مشاكل لا نهاية لها في المستقبل بسوريا. كما إنه من مصلحة روسيا أن تأتي بحل عادل يناسب جميع الفرقاء ويؤمن نمواً متوازناً وإعادة إعمار. وأن بدأت روسيا في سوريا على أسس غير سوية مثلما بدأت أمريكا في العراق ستنتهي كما انتهت أمريكا مهزومة وخاسرة مادياً ومعنوياً.
عندما يُعبّر فلاديمير زلنسكي رئيس أوكرانيا عن استيائه وإحباطه وخيبة أمله إزاء “تحفّظ” الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي على انضمام بلاده إليهما فورًا، حسب وعود سابقة، والانتظار 30 عامًا للانضمام إلى الأوّل (الاتحاد الأوروبي)، و50 عامًا لدُخوله الثاني (حلف الأطلسي)، فهذا يعني تخلّي الولايات المتحدة وحُلفائها الأوروبيين عن بلاده، والرّضوخ لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهديداته.
الازمة الأوكرانيّة بدأت في الأساس بسبب غضب الرئيس الروسي من تدخّل الولايات المتحدة في أوكرانيا، وتبنّيها رئيسها زلنسكي ومطالبه بالانضمام إلى حلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يُشكّل تهديدًا للأمن القومي الروسي، وقاعدتها النوويّة الأبرز، فأوكرانيا كانت جُزءًا من الاتحاد السوفييتي وتُشكّل الفناء الجنوبي لروسيا، وتحوّلها إلى قاعدةٍ عسكريّة لحلف “الناتو” بالتّالي يعني طعن روسيا في مقتل.
في القمّة الافتراضيّة التي انعقدت قبل أيّام عبر الفيديو بين الرئيسين الامريكي والروسي لبحث الأزمة الأوكرانيّة، والحُلول الدبلوماسيّة للخُروج منها تجنّبًا للحرب انتهت بتوجيه الإنذارات المُتبادلة، فالرئيس بوتين طالب بايدن بتقليص الوجود العسكري الأمريكي والغربي قُرب حُدود بلاده، وفي أوروبا وآسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط وكوريا الجنوبيّة واليابان، وهدّد بأنّ أيّ صفقات أسلحة أمريكيّة حديثة لاوكرانيا يعتبر “إعلان حرب”، بينما رد الرئيس بايدن بالتهديد بأنّ أيّ غزو روسي لأوكرانيا سيؤدّي إلى فرض عُقوبات اقتصاديّة على روسيا غير مسبوقة، أبرزها طردها من نظام “سويفت” المالي الأمريكي.
بايدن يُريد جر روسيا إلى حرب في أوكرانيا على غرار توريطها في الثمانينات في حرب أفغانستان، أي شن حرب بالإنابة، وجلوس أمريكا في المقعد القيادي الخلفي، واقتصار دورها على التجنيد والتمويل والتسليح، تجنّبًا لسُقوط أيّ عسكري أمريكي.
الرئيس بوتين يعي جيّدًا هذا المخطط الأمريكي، ولهذا يُريدها مُواجهة مُباشرة، وليس بالإنابة، مع واشنطن وحلف الناتو، إذا كانت الحرب هي الخِيار الأخير، ويُدرك جيّدًا أن إدارة بايدن لا تُريدها وتتهرّب منها، لأنها لن تفوز فيها بسبب التفوّق العسكري الروسي، حسب اعتقاده، ونجاحه في تطوير أسلحة جديدة أكثر فتكًا، لا يُوجد لها مثيل في الترسانة الأمريكيّة.
الرئيس بوتين، وحسب تحليلات الكثير من الخُبراء العسكريين الغربيين، يُريد إعادة بناء “روسيا التاريخيّة” القويّة، وإعادة ضم مُعظم جمهوريّاتها التي انسلخت عنها في الأيّام والأعوام الأخيرة لانهيار الإمبراطوريّة السوفييتيّة في نهاية الحرب الباردة، ونتيجة للضغوط الأمريكيّة، ويختلف عن غيره، أيّ بوتين، من القادة الروس في قُدرته على اتّخاذ قرار الحرب، ولهذا اتّسم عهده بالمُواجهات العسكريّة في الشيشان عام 2000، ثم التدخّل في جورجيا عام 2008، وسلخ إقليمين من أراضيها “أوسيتيا الجنوبيّة” و”أبخازيا” وإعلانهما جمهوريتين مستقلتين، ثمّ التدخّل عسكريًّا وضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، ثمّ في سورية عام 2015.
حشد بوتين أكثر من 175 ألف جندي وألف دبّابة على حُدود شرق أوكرانيا الشماليّة، وأجرى جيشه مُناورات على بُعد 50 كيلومترًا منها، كان رسالة تهديد واضحة لأمريكا تقول “نحن لا نخاف الحرب ولا نتردّد في خوضها إذا تدخّلتم في أوكرانيا حديقتنا الخلفيّة، وحاولتم توسيع حلف الناتو على حُدودنا الجنوبيّة (أوكرانيا) والغربيّة في (دول البلطيق).
ألكسندر نزاروف الخبير العسكري الروسي الشّهير كشف في مقال نشره يوم أمس، ونقله موقع “روسيا اليوم” كشف فيه عن سلاحين روسيين جديدين تخشاهما واشنطن:
الأوّل: غواصة روسيّة (بوسويدون) تملك رأسا نوويًّا يبلغ حجمه 100 ميغاطون، قادر على خلق تسونامي يبلغ ارتفاع أمواجه 300 متر وقادر على اكتساح كل شيء أمامه لمئات الكيلومترات وهُطول أمطار بالكوبلت المُشع ممّا يجعل منطقة بحجم 1700 كم وعرض 300 كم غير قابلة للعيش فيها لعشرات آلاف السنين.
الثاني: الصواريخ النوويّة “فرط صوتيّة”، أو الأسرع من الصّوت بعشرة أضعاف على الأقل، القادرة على ضرب أيّ مكان في الولايات المتحدة أو قواعدها في المُحيطين الهندي والأطلسي.
لا أحد يستطيع أن يتنبّأ بالتطوّرات المُستقبليّة، ولكن اشتعال فتيل المُواجهة بين روسيا وأوكرانيا على أرضيّة الأزمة الأوكرانيّة، سواءً محدودة أو شاملة سيكون مدمرًا، ونقطة تحوّل رئيسيّة في تاريخ البشريّة، وستخرج الصين الرابح الأكبر، وستتربّع على عرش العالم على أنقاض الإمبراطوريّتين الأمريكيّة والروسيّة معًا.
نحن لا ننفي القُدرات الضّخمة لهذه الإمبراطوريّة الأمريكيّة، عسكريًّا واقتصاديًّا، ولكن ربّما يغيب عن مؤسّسة صناعة القرار فيها، أنها لم تعد القوّة العُظمى المُنفردة التي تُسيطر على العالم، وتتدخّل في شُؤونه كيفما تشاء، خاصّةً بعد هزائمها المُذلّة في أفغانستان والعِراق وسورية، وأن التحالف الروسي الصيني المُتصاعد بات البديل الأقوى لها على خريطة القوّة العالميّة.
تراجع أمريكا وحُلفائها الاوروبيين عن ضم أوكرانيا لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لنصف قرن قادم إذا ما تأكّد، ويبدو أنه كذلك، هو رفع الرّايات البيض والاستِسلام للرئيس بوتين، وخُضوع لإملاءاته، ومثلما قد تتخلّى أمريكا عن أوكرانيا الأوروبيّة اليوم ستتخلّى حتمًا عن حلفائها العرب في المشرق والمغرب، وربّما عن إسرائيل أيضًا، والمسألة مسألة وقت وتوقيت.. والأيّام بيننا.
بمجردِ إعلانِ الرئيسِ الأمريكي (جو بايدن) قُبيل دخولِه (البيت الأبيض) بأنه يعتزمُ زيادةَ اهتمامِه بالنفوذِ الأمريكي مع الحلفاءِ في بحرِ الصين وآسيا وتحسينَ العلاقات مع (الاتحاد الأوروبي) مقابل اهتمام أقل «بالشرق الأوسط»، وتزامنَ ذلك التصريحُ مع حملةٍ سياسيَّة في الكونجرس الأمريكي معادية للسعودية، وسعت إلى اتخاذِ عقوباتٍ اقتصاديَّةٍ وسياسيَّة ودبلوماسيَّة ضد السعودية.. هذا التصريحُ والمواقف المعادية للسعودية دفعت بالكرملين في (روسيا)، وكذلك الصين إلى التحرك سريعًا نحو «الشرق الأوسط»، ومنطقةِ الخليجِ العربي تحديدًا، فوجدنا زيارةً من وزير الخارجية الروسي (سيرجي رفروف) إلى السعوديةِ والإمارات وقطر، كما قام وزيرُ الخارجية الصيني بزيارةٍ إلى السعودية.
إذن روسيا والصين تستفيدان من الفراغِ السياسي الذي تحدثه أمريكا في «الشرق الأوسط» ويتحركُ القبطان (الروسي والصيني) ليكونَ كلّ منهما بديلا لأمريكا وحليفًا استراتيجيًّا للسعودية ودولِ الخليجِ العربية ومصر في المنطقة.. والحقيقة أن (موسكو) و(بكين) يستفيدان كثيرًا من الأخطاءِ الجسيمةِ التي صارت ترتكبُها أمريكا، سواء في «البيت الأبيض» أو (الكونجرس) أو «مجلس الشيوخ» إزاء حلفائها التقليديين في «الشرق الأوسط»، خصوصًا السعودية، فقد أظهرت المواقفُ الأمريكيَّةُ (المتنمرة) ضد حلفائها أنها لا يمكن الوثوق بها لا كصديقٍ سياسيِّ ولا حليف استراتيجي.. بل إن دولَ المنطقة (السعودية والخليج) لاحظت بوضوح أن أمريكا التي صارت تتخذُ مواقفَ سلبيَّةً تجاهها، صارت في المقابل تتخذُ مواقفَ إيجابيَّةً ومغازلة سياسية لإيران، وأيضًا مواقف مرنة وإيجابية تجاه أذرع إيران في المنطقة، ومنها الموقفُ الأمريكيُّ المثيرُ للريبةِ والشك تجاه الانقلابيين الحوثيين في اليمن! ذلك أن أمريكا تتفاوضُ معهم في سلطنة عمان في الوقت الذي زاد الحوثيون من هجماتِهم الصاروخيَّةِ وطائراتهم (الإيرانية) المسيَّرة ضد الأراضي والموانئ والمنشآت النفطية السعودية، كما لو كان (الحوثيون) قد أخذوا ضوءا أخضر أمريكيًّا بزيادة ضرباتهم للسعودية!
هذه المواقفُ المريبةُ من قِبل أمريكا جعل حلفاءها يفقدون الثقة بها، وهذا ما يجعل أبواب دول المنطقة مفتوحة ومرحبة للخطوات الروسية والصينية، وهي رسالةٌ سياسيَّةٌ لأمريكا مفادها (إنكم تخسرون حلفاءكم ولن تكسبوا أعداءكم مثل إيران).
«فرانسيس بيكون» قال: (إن الطبيعةَ تكره الفراغَ، فإن السياسةَ أيضًا تكره الفراغَ).. وهذا الدرسُ المهم لم تتعلم منه أمريكا حين تردد (أوباما) كثيرا في سوريا، وفتح المجال لروسيا أن تتدخل هناك عسكريًّا وسياسيًّا منذ سبتمبر 2015، وأصبحت روسيا حاليا لاعبا سياسيًّا قويا ليس في سوريا فقط، ولكن في (الشرق الأوسط) بأكمله.. في الوقت الذي كان الرئيسُ الأمريكي الأسبق (أوباما) منشغلا بمشروع إسقاط الأنظمةِ العربية، ومؤامرة الفوضى والعنفِ والإرهابِ في المنطقة العربية، ودفع الشعبُ العربي والدول العربية ثمنًا باهظًا جدا لسياسةِ (أوباما) المدمرة في الوطن العربي.
هذه الصورةُ الكارثيَّةُ بلا شك تدفعُ الشعوبَ والأنظمةَ العربية إلى الترحيب بروسيا والصين لأن الذي تآمر عليهم عام 2011 كان أمريكا وليست روسيا أو الصين.. وحاليا السياسة الأمريكية السلبية تجاه السعودية ودولِ الخليج تسقطُ آخرَ قطع (الدومينو).. لأن «الطبيعةَ تكره الفراغَ».
جورج أورويل، مؤلف كتاب «مزرعة الحيوانات»، فيه سخر من تطور الديكتاتورية فى المجتمع الديمقراطى ببطء لكن بثبات، ومؤلف كتاب «1984»، وهى رواية عن شكل الدكتاتورية فى المستقبل، كان أول شخص يستخدم عبارة «حرب باردة» فى مقال صحفى عام 1945، كُتب بعد القصف النووى لهيروشيما وناجازاكى.
لكن فكرة اندلاع حرب باردة جديدة مع روسيا أو الصين اليوم هى هراء. فجورج كينان، الذى عمل سفيرا للولايات المتحدة فى موسكو والمؤلف الشهير لمقالة الشئون الخارجية حول كيفية احتواء الاتحاد السوفيتى، أصر على أن قائد الاتحاد السوفييتى ستالين ليس لديه نية لدفع دباباته إلى أوروبا الغربية. يمكن تلخيص آراء كينان فى أنه اعتبر التهديد الذى مثله الاتحاد السوفيتى تهديدا سياسيا ويتطلب لردعه تهديدًا سياسيًا مماثلا وردا اقتصاديا لا عسكريا».
وفى عام 1948، كتب كينان، فى فترة إنشاء حلف الناتو، «لماذا رغبوا [القادة الغربيون] فى تحويل الانتباه من برنامج واعد ومبرر تمامًا للتعافى الاقتصادى إلى التأكيد على خطر لم يكن موجودًا فى الواقع، ولكن يمكن خلقه من خلال المناقشات الكثيرة حول التوازن العسكرى والتحفيز للتنافس العسكري؟».
يرى كينان أن توسع الناتو كان تحديا للعديد من الوعود التى أعطاها زعماء الولايات المتحدة وأوروبا إلى الرئيس ميخائيل جورباتشوف، وأن هذا كان أسوأ الأخطاء الممكنة فى تاريخ دبلوماسية القرن العشرين.
كما أن سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد السوفيتى، جاك ماتلوك، قال عندما وعد وزير الخارجية الأمريكى جيمس بيكر رئيس الاتحاد السوفيتى ميخائيل جورباتشوف بأن الناتو سيتوسع فقط فى ألمانيا الشرقية، قال إن هذا الوعد مضلل أو كاذب.
وبالفعل الآن توسعت عضوية الناتو حتى حدود روسيا، وتنتشر قوات الناتو بشكل أقرب من أى وقت مضى. علاوة على ذلك، يتم نشر الآن نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لدرء أى هجوم إيرانى مفترض ضد روسيا، ورءوسها الحربية نووية. مثل هذا النشر سيسمح لصاروخ بضرب موسكو فى غضون أربع دقائق أو أقل من الإطلاق.
ما يهم فى الأمر أن الولايات المتحدة لا تتذكر أن بوتين كان أول من اتصل بالرئيس جورج دبليو بوش بعد هجوم 11 سبتمبر. تنسى أن بوتين فكر بجدية فى طلب عضوية الناتو، وإذا تم تشجيعه لكان من المحتمل أن يمضى قدمًا فى ذلك.
تنسى أمريكا أن كلا من جورباتشوف والرئيس فلاديمير بوتين تصوَّرا فى وقت ما أن تصبح روسيا جزءًا من الاتحاد الأوروبى. تنسى أن روسيا عادت إلى كونها أمة مسيحية وأعطت أيضًا الحرية الدينية للإسلام والأديان الأخرى. تنسى التقدم الذى تم إحرازه تحت قيادة جورباتشوف ويلتسين وديمترى ميدفيديف وبوتين فى تقليص ترسانة الأسلحة النووية!.
خفضت الولايات المتحدة مخزونها النووى من 70 ألفا إلى 16300. وأنهى ذلك السباق الأمريكى الروسى فى مجال البرامج النووية الاستراتيجية الهجومية والدفاعية. لقد تخلصت روسيا والولايات المتحدة من فئات كاملة من الأسلحة. لقد عملا معًا لتأمين الأسلحة والمواد النووية فى روسيا. لقد وضعا قيودًا على الجيوش فى أوروبا مع إدخال الشفافية والثقة المتبادلة فى عملياتهما، إلا أن هذا التقدم بدأ فى الانهيار منذ التدخل الروسى فى أوكرانيا.
لا تتذكر الولايات المتحدة كذلك أنه عندما كان ميدفيديف رئيسًا، نشر فى عام 2008 خطة مدروسة جيدًا ومتعددة الأبعاد لتعزيز الأمن الأوروبى. إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا تجاهلتا الأمر تماما.
فى أوكرانيا، تراجعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن حل وسط كانا قد توصلا إليه مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والذى كان من الممكن أن يجنب الأطراف المعنية المزيد من الاضطرابات السياسية. ويتم التغاضى اليوم عن التزام روسيا بهزيمة داعش والتركيز فقط على الدعم الروسى لنظام الاسد
إذا مددنا الخط على استقامته، سنجد أن رودريك بريثويت، سفير المملكة المتحدة السابق فى روسيا، متفق مع تصريحات السفيرين الأمريكيين حيث قال: «لعقد من الزمان، حاضر الغرب فى موسكو عن مصالح الأخيرة الحقيقية. لكن نادرًا ما كان يستمع الغرب إلى ما قالته روسيا ردًا على ذلك. فالمخاوف الروسية بدت غير مهمة أو مضللة أو غير مقبولة فى نظرهم».
بناء على ما ذكرناه، الحرب الباردة الجديدة ليست ضرورية. فقط بعض القيادة الغربية الحكيمة. وفى الأيام القليلة الماضية، منحت موسكو دول الناتو فرصة. فوفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز، وضعت روسيا خطوطها الحمراء «لحلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة الأسبوع قبل الماضى، والتى تضمنت مطالبات صريحة للتحالف الغربى برفض عضوية أوكرانيا، والسعى للحصول على موافقة موسكو لنشر قوات فى الدول الشيوعية السابقة فى أوروبا. وتجنب الانتشار أو التدريبات العسكرية بالقرب من حدود روسيا».
هذه الخطوط الحمراء هى فى الحقيقة صدى لمقترحات قدمها الرئيس ميدفيديف قبل أربعة عشر عامًا، والتى رفضها الرئيس باراك أوباما دون أى نقاش ــ وهذا خطأ دبلوماسى فادح. هذه المرة وافقت الولايات المتحدة وشركاؤها فى الناتو على مناقشتها!. وبالرغم من أن هذا يعد تقدما معتدلا. لكن يتعين على حلف الناتو أن يتشبث بهذه المقترحات الروسية المنطقية بشكل جدى.
ولاكن خاب التوقع ؟؟؟؟
وأخيرا وليس اخرا , كيف تصحيح ماحدث ويحدث ووووووحلم الحقيقة او حقيقة الحلم:”:”:” الفارق بسيط بين ان يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد إجتاح اوكرانيا لكي يصفي حسابه مع لينين وستالين ويصحح الأخطاء السوفياتية الاولى، أو لكي يحذو حذو هتلر الذي أشعل حرباً عالمية إنتقاما من الذين هزموا المانيا في الحرب العالمية الاولى؟
الفرصة سانحة والظرف مناسب لكلا الاحتمالين، لكن “الحتمية التاريخية” التي يناقضها بوتين ويعمل ضدها، لن تؤدي إلا الى النتيجة التي توخاها لينين، قبل أكثر من مائة عام، والتي ذهب ضحيتها هتلر بعده بأقل من ثلاثين سنة.
ما زال الرئيس الروسي الراهن مقيماً هناك، ينتمي الى النصف الاول من القرن الماضي. وهذا ما يؤكده ويشرحه بنفسه وبالتفصيل الممل في جميع خطاباته وتصريحاته المطولة، لاسيما خطابه التلفزيوني الاخير مساء الاربعاء الذي كاد يتلبس فيه شيطان الزعيم النازي، عندما إختتم كلامه بالقول: “عسى أن يكون الجميع قد سمع ما قلته جيدا”.
لن تخرج أوكرانيا من الغزو الروسي كدولة مستقلة، ذات سيادة. وقد لا تبقى دولة موحدة. لن يتوقف بوتين قبل ان يحقق لائحة أهدافه الاوكرانية المحددة، والتي تعيد الى الاذهان ذكريات حروب القرن الماضي، وهي تبدأ من نزع سلاح الدولة الاوكرانية واسقاط حكم النازيين الجدد في كييف، واعلان الحياد التام لاوكرانيا..وصولا الى الهدف غير المعلن وهي ضم الاراضي الأوكرانية، التي يجري تحريرها الآن، الى روسيا مجدداً ، كما كان عليه الحال قبل الثورة الشيوعية عندما كانت أوكرانيا ريفاً روسياً وشعبها في خدمة القياصرة الروس.
وهو مخطط سهل جدا. يمكن إنجازه خلال ايام او اسابيع لا أكثر، ليس بسبب عدم تكافؤ موازين القوى العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، بل بسبب عدم تكافؤ ميزان العصبية الوطنية التي تحرك البلدين والشعبين، وعدم تفاعل الغرب، أو حتى تورطه في الغزو الروسي، الذي علِم حلف شمال الاطلسي بتفاصيله ، قبل ان يطلع عليه الروس أنفسهم..وهو ما يوحي بأن الحلف الذي تصدع وكان على وشك حلّ نفسه في عهد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، لم يعد يتمتع بترف الانجرار الى حرب باردة جديدة مع الكرملين، ومن أجل بلد كان بمثابة حديقة خلفية لروسيا.
لكن بوتين، على الاقل في الاسابيع الاولى من الغزو، لن يسمح لحلف شمالي الاطلسي بتفادي استدراجه الى حرب بادرة جديدة، ولن يسلم بان يستخدم الحلف سلاح العقوبات السياسي والاقتصادي الجارح ، من دون رد عسكري قاس، خارج الحدود اوكرانيا التي يسارع للسيطرة عليه وتغيير خريطتها السياسية وهويتها الوطنية. على جدول اعمال الكرملين أهداف أخرى، ودول عديدة تمردت على الهيمنة الروسية، وأنزاحت نحو الغرب، تترقب دخول القوات الروسية الطامحة الى استعادة الجغرافيا السوفياتية، من دون النظرية الشيوعية.
دفاعاً عن هذه الدول، سيضطر حلف الاطلسي الى القتال، بغير سلاح العقوبات وحده، وسيحاول أن يتحدى الانذار الصريح الذي وجهه بوتين في خطاب الغزو مساء الاربعاء. لكن الدافع الغربي الى تلك المعركة سيكون أضعف بما لا يقاس من دوافع الروس لاستعادة أمجادهم الامبراطورية الماضية، وللسير خلف زعيمهم الحالي الذي إنتشلهم، حرفيا، من الجوع والفقر والذل، ولو بواسطة أجهزة أمنية وعسكرية نموذجية في إستبدادها وفي سمعتها العالمية المشينة، وفي تحالفاتها المخزية التي يتقدمها الطاغية البيلوروسي الكسندر لوكاتشينكو، والسوري بشار الاسد..
لهذه الحملة العسكرية الروسية التي تشبه حملات القياصرة في القرن التاسع عشر، ثمن باهظ على الاوكرانيين وحدهم، دون سواهم، وعلى آخرين من شعوب دول الشرق الاوروبي التي سيجتاحها بوتين لاحقاً، ويدافع عنها الغرب ببيانات شديدة اللهجة: الحفاظ على الهوية الاوكرانية يتطلب من الآن فصاعداً الرهان على حركة مقاومة شعبية للاحتلال الروسي الذي جاء ليبقى، وليغير معالم الدولة ورموز الحكم في ذلك البلد الفقير والمعذب طوال عمره القصير.