18 ديسمبر، 2024 7:03 م

امريكيّاً .. اوكرانيّاً .. اسرائيليّاً

امريكيّاً .. اوكرانيّاً .. اسرائيليّاً

1 : في الخطاب الذي القاه الرئيس الأمريكي بايدن يوم امس , تعرّضَ في حديثه وللمرّة الأولى منذ بدء الحرب في اوكرانيا , الى أنّ الرئيس زيلينسكي لم يشأ ولم يتقبّل الإستماع الى التحذيرات الأمريكية عن قرب غزوٍ روسي لأمريكا قبل انطلاق الحرب في شباط – فبراير الماضي وبدا عليه عدم الإكتراث لذلك , وكانت تلك التحذيرات وفق مصادر المخابرات الأمريكية والأقمار الصناعية .

قبل القول او استباق القول , لو أنّ الرئيس الأوكراني قد أخذَ واستوعبَ تلكنّ التحذيرات على محمل الجّد , فماذا كان بوسعه أن يفعل لإيقاف الهجوم الروسي او تأخيره , وتعزيز الدفاعات الأوكرانية ” بإمكانياتها وتسليحها الموجودة آنذاك ” , والقيادة الأوكرانية تجهل إتّجاه او إتّجاهات الإندفاع الروسي في اراضيها مع أخذٍ بنظر الإعتبار لأساليب التكتيك والتمويه والمناورة للقوات الروسية المهاجمة .

وقبل القول لماذا لم يتطرّق بايدن سابقاً وقبل أن يدلي بما طرحه بالأمس حول زيلينسكي تحديداً .؟ وما الذي اضطرّه لذلك الآن .؟

إنّ ايّة محاولةٍ تحليليةٍ لتفكيك أبعاد تصريح الرئيس الأمريكي < وخصوصاً من الزاوية السييكولوجية – السياسية > فإنّها تومئ وتوحي بعلامةِ عدمِ رضاً عن قيادة زيلينسكي للدولة الأوكرانية وفشله في هذه القيادة , وفقدانه للدبلوماسية المفترضة في ادارة هذه الحرب وبموازاةٍ مطابقة للشأن العسكري , وبالإضافة الى الإفتقاد الى ” الإعلام الداخلي ” تجاه الجماهير الأوكرانية التي اضطّر الملايين منهم لمغادرة بلادهم والهجرة واللجوء الى دولٍ اخرى , والأهمّ في ذلك هو تجاهل تأمين مصالحهم الماليّة والتموينية خارج بلادهم , وانعكاسات ذلك على الآخرين في الداخل , وايضاً على القاطنين بالقرب من مناطق تقاطع النيران في الجَبهات المشتعلة مع الجيش الروسي , ممّا جعل وافرزَ هوّةً قابلة للإتّساع بين القيادة الأوكرانية وجمهورها .

إنَّ أقربَ ما يمكن أن توصل او تتوصّل اليه نتائج هذه التحليلات ” في المختبرات الإعلامية الخاصة .!! ” هو أنّ ملاحظة بايدن النقدية المخففة ” وليست الملطّفة ” تجاه زيلينسكي وفي هذا الوقت تحديداً , فقد تغدو للتمهيد المتدّرج لإزاحته عن كرسي السلطة , واستبداله بشخصية قيادية اوكرانية ذات كاريزما عسكرية وسياسية على الأقلّ .!

2 \ : إذ تأقلمَ وتكيّف الرأي العام العربي وغير العربي ” سلباً ” مع الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا وانحائها سواءً في ” ريف دمشق ” او في محيط مطارها الدولي , في الأمكنة التي تتواجد فيها الميليشيات الأيرانية والأخرى المتعددة الجنسيات ” العراقية او الأفغانية والباكستانية والتي تتسيّدهم وتتصدّرهم ميليشيا حزب الله اللبناني ” , وبلغَ هذا الأمر المتكرّر الى درجةٍ قد لا تصل الى اولويات الإهتمام من لدن شرائحٍ ما , من الجمهور العربي , لكنّ الإستهداف الأخير للمقاتلات والقاذفات الإسرائيلية لأهدافٍ محددة في منطقة مطار دمشق جرّاء كشفها واكتشافها لتواجد تقنيات تحديث انظمة الصواريخ المرسلة من ايران الى حزب الله اللبناني ” وفق الإعلام الإسرائيلي ” , فإنّ ذلك يجرُّ الى تندّرٍ وسخريةٍ لقصف صالة ال VIP في المطار المذكور , وحتى لو كانت تستقبل شخصياتٍ معتبرة من قادة الحرس الثوري الإيراني او من قيادييّ حزب الله , والصالة او القاعة هذه تستقبل كلّ شخصيات ال VIP من كلّ دول العالم الذين يزورون دمشق , لقد كان قصف وتدمير هذا ” الهدف ” سخيفاً للغاية والى أبعد الحدود ودونما حدودٍ كذلك .! , وبموازاة ذلك وتزامنه ايضاً , فإنّ قصف كلا المدرجين ” المدني والعسكري ” لمطار العاصمة السورية , فإنّه مدعاةٌ لتندّرٍ أشدّ .! فمن المعروف عالمياً من الجانب العسكري البحت , فإنّ إصلاح وتصليح وترميم مدارج المطارات والقواعد الجوية لا يستغرق اكثر من 45 دقيقةٍ كمعدّلٍ علميٍ متعارف عليه , لكنّ الهوس الإسرائيلي تجاوز المدى , ولن يغيّر قصف مثل هذه الأهداف من الأمر شيئاً , وهنالك بدائل أخريات , والعسكر السوري مهيّأ مسبقاً لمثل هذه الإستهدافات غير الهادفة .!

3 \ : آخرَ محطاتنا في هذا الصدد ذي الصدأ السياسي , فقد بلغت اعداد المرّات اللواتي تقوم القوات الخاصة الروسية , بالإستيلاء على الأسلحة الأمريكية واليريطانية المرسلة الى القوات الأوكرانية , بأن وصلت هذه الأسلحة الى الميليشيات العاملة في مساحات الساحة السوريّة المتعددة الأبعاد .! ولا ندري عن الأسعار والأثمان في السوق السوداء , والأخرى المدعومة في السوق الظلماء .!