من بين خبائث الادارة الامريكية ضد الدول التي لا ترغب بان يكون لها علاقة معها اما خلق فتن وطائفية او تشكيل معارضة مع ضخ الاموال لها وفي نهاية السنة يصرح الوزير المالي للادارة الامريكية بوجود عجز مالي .
قالها بوش الابن اما معنا او علينا وهو نفس مبدا حزب البعث العراقي ايام الطاغية ، وهي هكذا في سياستها الخارجية في منطقة الخليج تحديدا ، امريكا لم تنسحب من افغانستان عبثا بل انها علمت بان هنالك تقارب ايراني خليجي وعليه لابد لهم من ايجاد مصدر قلق لايران هذا اولا وثانيا مسالة العلاقة بين العراق وايران مهما حاولت امريكا قطعها فانها عجزت عن ذلك ، واليوم بدات اوراق التقارب بين دول الخليج وايران تتضح ولهذا فلا تستبعدوا دعم امريكا لطالبان ضد ايران وهي بالامس دعمتهم ضد الاتحاد السوفيتي ، ولان رئيس وزراء باكستان عمران خان مصدر قلق ايضا لامريكا ولا يكون مصدر قلق لايران فانها استطاعت من خلعه واعتقاله . واما المعارضة المتمثلة بمجاهدي خلق والتي حاولت فرنسا اخراجها من الانعاش المركزي الا انها فشلت ولم تكن عامل تاثير على ايران .
ومن جانب اخر سوريا التي بدات علاقتها تتحسن بالدول العربية التي هي اصلا من رعيل الادارة الامريكية ، وبعدما زجت بالتشكيلات الارهابية ومنحتها صفة ثوار وثورة وفشلوا فشلا ذريعا في تحقيق مسعاهم والفضل بالدرجة الاولى لايران ومن ثم روسيا التي دخلت على الخط لغايات تخصها وليس حبا بسوريا ، هذا جانب ، والجانب الاخر ان العراق بدا شيئا فشيئا يخرج عن السيطرة الامريكية التي حاولت جاهدة اخضاعه اليها لاسيما عندما كانت فرصتهم اقوى بمقاطعة السعودية للعراق وبقية دول الخليج ولكن في السنة الاخيرة بدات الاجواء تعود الى صفائها مع دول الخليج ولان العراق دولة ديمقراطية كما تدعي امريكا فان المعارضة للديمقراطية لاتكون منطقية ، ولكن تعلم امريكا علم اليقين ان ديمقراطيتها التي تريد تصديرها للمنطقة هي ديمقراطية فاشلة وخبيثة في نفس الوقت ، فكيف السبيل لمواجهة هذا التمرد الخليجي ؟ فما كان منها الا اعادة الحياة لبقايا البعث في الاردن ولان الاردن بلد مشهود له بالتامر والخبث في المنطقة وقد منحت استخبارات الطاغية ايام الحصار صلاحيات واسعة للاعتقال والاغتيال في الاردن لكل معارض عراقي ، فانها الارض الخصبة لتشكيل هكذا معارضات ارهابية ، وليعلم بايدن ان الحكومة الاردنية شيء والشعب الاردني شيء اخر فمهما خضع الملك او العبد لكم فان الشعب الاردني لا يخضع لكم اطلاقا ، ومن هنا فان حزب العبث يكون له هدفين فليس العراق فقط بل سوريا ايضا لان بعثها اصلا ضد بعث العراق ولان معارضتها الارهابية خسرت وعلاقة سوريا عادت فيكون هناك على عاتق البعث العراقي العمل على التدخل بالشان السوري لتحقيق غاياتهم .
وانتظروا مستقبلا ستظهر معارضة سعودية او تفعيل قانون جيستا وما شابه ذلك بعدما افتضحت الاعيبهم بابتزاز دول الخليج من خلال تخويفهم من ايران .
بالنتيجة مهما تكن قراءتنا للاوضاع في المنطقة تبقى السياسة مصدر نفاق وخبث طالما ان فيه سري للغاية واجتماع مغلق .