18 ديسمبر، 2024 10:06 م

امريكا : – غباء الذكاء!

امريكا : – غباء الذكاء!

كعادتنا المعتادة , نبتعدُ عن صيغة التعميم ونحصر الحديث في موقفٍ محدد او حالةٍ تستوجب التوقف أمامها ومن حولها .
إذا ما كانَ الغباءُ غير قابلٍ للقسمةِ على إثنين , او لو كان بمفهومٍ نسبي .! وغيرَ ذلك من التعريفات السيكولوجية والسوسيولوجية الغبية او الذكية او كلاهما في وِعاءٍ واحدٍ وشفّاف .! , فالحكايةُ تبتدئُ هنا بما وعمّا جرى من مجرياتٍ وتفاصيلٍ وجزئياتٍ منذُ قصفِ الإيرانيين لقاعدتي ” عين الأسد و اربيل ” بالصواريخ اللواتي لم تَكُ مؤثّرة ولمْ تقتل ولم تجرح ايّاً من الجند الأمريكان في تلكما القاعدتينِ , حسبما تناقلته وسائل الإعلام العالمية وتقاريرها وصورها وما الى ذلك .

لكنّهُ ومنذُ سقوط وهطول تلك الصواريخ قبل بزوغ فجر

اليوم الثامن من هذا الشهر , وبعد مرورِ اكثر من اسبوعٍ ونيف على ذلك الحدث , فليس مفهوماً على أيٍّ من الأصعدةِ الإعلاميةِ اولاً , والسياسيةِ ثانياً وعلى صعيد مجمل الرأي العام العالمي ثالثاً , ماذا انتاب الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع وجعلهما يكشفون اعداد الجنود الجرحى من عملية القصف , ويفسحون ويتيحون للإعلام اجراء مقابلاتٍ ميدانية مع المصابين وغير المصابين لوصف مشاعرهم المضطربة اثناء سقوط الصواريخ من فوقهم ومن حولهم .! , ولمْ تكتفِ القيادة الأمريكية بذلك , بل وجّهت الدعوة الى وسائل الإعلام للدخول الى قاعدة ” عين الأسد ” لتصوير المعدّات والحاويات والمنشآت وسواها التي تعرّضتْ لإصاباتٍ من اجزاء وشظايا الصواريخ .! , بينما ترسّختْ الصور الذهنية للرأي العام وفقَ ما نشرته وأكّدتهُ مختلف وسائل الإعلام العالمية والأقليمية بأنّ الصواريخ الأيرانية لمْ تتسبّب حتى بإحداثِ حفرةٍ في الأمكنة المختارة لسقوطها .!

ويتساءل المرء في ايٍّ من بقاع المعمورة او القارّات , عمّا دفعَ القيادة الأمريكية لتكشف عن عورتها العسكرية ! مهما كانت مخففة او ملطّفة ! , وهي بذلك تخدم الحكومة الأيرانية إعلامياً , ومن حيث تدري او لا تدري .!

وباتَ وما انفكّ ان نشير , فمهما بلغت وتبلغ الضرورات المفروضة على صدقية ودقّة الإعلام اكاديمياً وعملياً وغير ذلك في كشف الحقائق للجمهور , لكنّ الحقيقة المرّة والقائمة , فكلّ ما يجري عرضه ونشره وبثّه في الإعلام اثناء النزاعات والحروب , هو عكس متطلبات الحقائق والمصداقية والى حدٍّ غير قليلٍ بتاتاً .

ماذا استفادت الأدارة الأمريكية ومعها البنتاغون جرّاء ذلك .! ولا ندري لماذا لم يتلقّفها الحزب الديمقراطي الذي يجاهد لعزل السيد ترامب عن السلطة!