18 ديسمبر، 2024 10:43 م

امريكا… طليعة الانحطاط

امريكا… طليعة الانحطاط

… نحن نعلم جيداً، ان امركة اوربا بعد الحرب العالمية الثانية، خطر شديد جداً… ونحن نعلم تماماً ماذا سنخسر ان حدث ذلك… ان امركة اوربا تحضر دون شك لامركة العالم… هكذا ستخسر الانسانية ماضيها.
… اننا في الطريق لقتل احفادنا وتحضير انتحار كوني للقرن الحادي والعشرين، ان استسلمنا للانحرافات الحالية للسياسة الامريكية.
بعد ان كتب غارودي ذلك في مقدمة كتابه، يبدأ بايراد الاسئلة التالية: ما الرؤية التركيبية للعالم الذي ينكشف في نهاية القرن العشرين عن الاحداث المتباينة ظاهراً؟ ما القضايا الرئيسية التي تتراءى لمستقبل قريب؟ هل سنشهد حرباً عالمية ثالثة من طراز جديد؟
يجيب غارودي: ان ما سمي حتى الآن (الحربان العالميتان) كانتا نزاعات اوربية داخلية وليستا عالميتين. ولم تكن حرب امريكا ضد اليابان مواجهة بين حضارتين انما هما متنافسان ينميان في بلديهما النظام الصناعي نفسه ويتجابهان للسيطرة على المحيط الهادئ للاستيلاء على اسواقه. ولم يختلط النزاعان عسكرياً، فقد تصور هتلر من اجل ابعاد الامريكان لاطول مدة ممكنة عن النزاع الاوربي، ان يجعل من اليابانيين آريين فخريين ليهيء لمحور برلين- روما- طوكيو.
لكن ، ان اقتنعنا بما يسميه هنتنغتون– الحروب المحضرة- فان حرب ثالثة ان نشبت ستكون من طراز جديد، فلن يكون منشؤها منافسات اوربية داخلية انما مجابهة حضارات بين المركز –الغرب- والمحيط- البلدان المستعمرة سابقاً- بل انه يعطي لهاتين المجموعتين دلالة ضمنية دينية. فالنزاع هو صراع بين الحضارة اليهودية – المسيحية وتواطؤ اسلامي- كونفوسيوشي.
لقد اسيء طرح المشكلة ولكنها مشكلة حقيقية –يحلل غارودي الأمر بالشكل التالي: هل الولايات المتحدة في طموحها للسيطرة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبخلقها عدواً بديلاً –الاسلام- وحلفاءه المحتملين مما يسمى العالم الثالث. وبعد ان اعتدت على العراق ليكون عبرة، ستتمكن من بسط نظامها النهاب- السوق الحرة- على العالم كله؟
بمعنى ما، ستكون فعلاً –صدمة محضرة- وحدانية السوق التي تجهد لتحطيم مقاومة كل اولئك الذين احتفظوا بنظام قيم آخر غير القيم التجارية والذين يدافعون الى جانب هويتهم عن معنى الحياة.
النقطة الحساسة في حدود الامبراطورية الامريكية، هي الخليج العربي، لانه محاط باغنى مكامن البترول الذي سيبقى لعدة عقود عصب النمو الغربي.
على هذا الحد النطاقي الامبراطوري، احرز احدث نصر لوحدانية السوق، بسحق العراق في الحرب التي اثارتها امريكا تحت ضغط مجموعتي ضغط قويتين، اللوبي اليهودي ولوبي رجال الاعمال.
وفي هذه النقطة الحساسة –يتابع غارودي – من حدود الامبراطورية الجديدة ما فتئت دولة اسرائيل تلعب الدور الذي حدده لها سابقاً مؤسسها الروحي هرتزل، استحكام محصن امامي للحضارة الغربية ضد برابرة الشرق، غير ان البرنامج الاكثر دقة لدورها هو تحطيم جميع الدول المجاورة من النيل الى الفرات.
ويتابع غارودي – ما من استجابة افضل لطموحات امريكا في الهيمنة العالمية ضمن النقطة الحساسة من حدود امبراطوريتها الا من خلال حرمانات قاتلة تفرض على الشعب العراقي بحصار مستمر، الافضلية فيه لاهلاك الاطفال في محاولة لسرقة كل شيء من تلك البلاد حتى مستقبلها.

ان الضعف الكبير الذي تعانيه هذه الامبراطورية، هو انه لا روح لها، اي لا وجود لديها لمشروع جماعي يتعلق بمستقبل الانسان عدا تنمية انتاجية واستهلاكه بالاعتماد على تفوق الاسلحة. هذا ما يجهد هنتنغتون لحجبه بتباين مزعوم بين الحضارة اليهودية –المسيحية وتواطؤ اسلامي –كونفوشيوسي، ان صح، فهو وريث اقدم حضارات العالم من بلاد ما بين النهرين وسوريا حتى الصين.
هنا- يؤكد غارودي – ان ذلك يدفع القضية الدينية الى الواجهة، والامر يتعلق بالصراع ضد حملة عالمية تشن بأسم دين لا يجرؤ على الافصاح عن اسمه، انه وحدانية السوق، وهو يصطدم بمقاومة الاديان بحصر المعنى سواء أكان الاسلام او مذاهب التحرير في امريكا.
ولو ان الاسلام بدلاً من ان يعتصم بماضيه يعود الى المفهوم القرآني في وحدانية الاديان مع شريعة هي القاسم المشترك لكل ايمان ولكل حكمة على المقياس العالمي بكلمة واحدة، لو يتمم هو ايضاً العودة الى الاصالة القرآنية كعودة مذاهب التحرير الى اصالة رسالة يسوع المسيح ما قبل اجيال لاهوت التسلط، فان هذه الجبهة العالمية ستضمن انتصارها على عالم وحدانية السوق الخالي من الروح. هذه هي سعة المأساة التي تمثل على المقياس العالمي وعلى جميع المستويات من الثقافة الى الايمان ومن السياسة الى الاقتصاد.
من جانب آخر – يعلق غارودي- انه في اللحظة التي توقفت فيها امريكا عن ان تكون الدائن الرئيسي للعالم لتغدو فيه المدين الرئيسي حيث غدا معدل استثمارها الاكثر انخفاضاً في العالم الصناعي رغم قوتها، وهي ليست بجيوشها التي لا يحفزها اي مشروع انساني، ولا تحلم كالبنتاغون الذي يسوسها الا بحروب لا تخسر فيها جندياً واحداً وانما بتقنيتها المستندة الى الأتمتة وكبس الازرار، فان هذه البلاد التي يريد قادتها ان يكونوا سادة العالم، تبدو اكثر فأكثر، وكأنها تمثال ضخم بقدمين من قش بسبب هشاشتها الاقتصادية المحتجبة لزمن بمضاربات تحول مصارفها الى كازينوهات تعددت افلاساتها بعد افلاسات صناديق التوفير.
لهذا السبب –يؤكد غارودي- ما تزال الولايات المتحدة تراهن ولزمن على سياسة تسلحها لتجابه صعود عمالقة آخرين وليس فقط لتسلح بافراط اسرائيل جنديها المرتزق الرئيس في الشرق الاوسط وانما ايضا لتؤخر بروز صين موحدة بسوق داخلية تحوي ملياراً ومئتي مليون نسمة وموارد طبيعية ضخمة، ويداً عاملة لا حدود لها من ان تغدو قوة عظمى عالمية.
لقد دخلت امريكا في طور انحطاطي من تاريخها، اي في تفكك داخلي، ويسعى نظامها لوقت ايضا الى الصمود بواسطة القوة التقنية لاسلحته وحدها فارضاً على محيطه سيادة محدودة للدول وحق التدخل الذي يحتفظ باحتكاره مع تمويهه عندما يمكن ذلك بتدخل انساني تحت غطاء المؤسسات الخاضعة لنفوذه. كمنظمة الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي ولجان الدفاع عن حقوق الانسان…
يتناول غارودي في جانب من كتابه، عنصراً مهماً من عناصر الانحطاط الامريكي هو عنصر السوق ومضارباته. ففي هذا الصدد يقول: تنجم جميع تظاهرات هذا الانحطاط عن منطق اقتصاد السوق، وقد غدت مرحلته الاخيرة ديناً سائداً لكنه لا يجروء على الافصاح عن اسمه، وهو – وحدانية السوق- والسوق هو مكان تبادل معاصر لكل مجتمع معتمد على تقسيم العمل. ولا يتحول السوق الى دين الا عندما يغدو هو الناظم الوحيد للعلاقات الاجتماعية او الشخصية او الوطنية والمصدر الوحيد للسلطة.
ثم يتوقف غارودي عند مسألتين هما: المخدرات والتسليح اللتين يعتبرهما الهدف الأخير لوحدانية السوق، فيعلق: ان رقم مبيعات المخدرات حالياً في امريكا، هو من ذات مرتبة رقم مبيعات السيارات. ويتزايد الاستهلاك كلما فقدت الحياة معناها بتأثير البطالة او ان الهدف من الترويج لزيادة الاستهلاك بالنسبة لآخرين يقتصر على انجاح تجارة كبرى. ويعد الاستهلاك المتزايد للمخدرات احد النتائج الطبيعية لوحدانية السوق من ناحية انتاجه، فقد غدت المخدرات بخور المعبد الجديد لوحدانية السوق.
اما السلاح، فيبقى الصناعة الأكثر ازدهاراً، حيث جعل من الولايات المتحدة القوة الاولى في العالم بعد الحرب العالمية الاولى، وهيأت لها الحرب العالمية الثانية الحل النهائي لأزمتها التي بدأـت في العام 1929، بل وجعلتها في العام 1945 تمتلك نصف ثروات العالم، واحدثت لها حرب كوريا زخما اقتصادياً جديداً.
اما مذبحة العراق – التعبير للمؤلف- فكانت قمة التعظيم لمعدات الموت والدمار بما هيأت من دعاية وعرض واقعي لحذلقتها بحيث ارتفع انتاجها ومبيعاتها كالصاروخ بعد نهاية هذه المذبحة .
ثم يورد غارودي امراً آخر يعتبره نتيجة طبيعية اخرى لوحدانية السوق الا وهو الفساد. حيث لا ينفصل انتشار الفساد عن اندفاع الفعاليات المالية والوساطة من تكوين ثروة خلال بضع دقائق يستحيل جمعها بالعمل المعتاد المتواصل خلال حياة بكاملها.
وفي نظام يباع ويشرى فيه كل شيء، ليس الفساد وحده بل العهر ايضا لن يتوقفا عن كونهما انحرافات فردية بل تحولتا الى قوانين بنائية موطدة للنظام.
والعهر السياسي، هو المظهر الاكثر سفوراً، فمنهم من دخل –حرب العدوان الامريكي على العراق- مقابل خمسة ملايين دولار، ومنهم من باع بلاده بسعر رخيص وهو يستلقي على عتبة صندوق النقد الدولي… هذه هي الاعراض المميزة لانحطاط نظام تدر فيه المضاربة ارباحاً اكثر مما تدره التوظيفات المالية في الانتاج او الخدمات.
من اجل ان نفهم كيف ان انتشار طراز الحياة الامريكية واوهامها اهم الاسباب الرئيسية في تفكك الاخلاق والفنون، من الضروري ان نحدد المشكلة ضمن منظور التاريخ الامريكي، لان انحطاط الثقافة التي لا تلعب اي دور منظم في حياة المجتمع ينجم عن ذلك تشكل الولايات المتحدة الامريكية وتاريخها.
وتأسيساً على ما سبق، يعتبر غارودي امريكا منظمة انتاج تديرها المنطقية او التجارية فقط حيث يساهم كل فرد كمنتج او كمستهلك متطلعا الى هدف وحيد وهو الزيادة الكمية للرفاهية وكل هوية شخصية ثقافية او روحية او دينية تعد قضية خاصة فردية حصراً لا علاقة لها في تشغيل النظام.
وانطلاقاً من امثال هذه البنيات الاجتماعية، فان الايمان لا يمكن ان يعيش الا في بعض الجماعات التي حافظت على هوية ثقافتها القديمة او لدى بعض الافراد. اما لدى الغالبية العظمى من هذا الشعب، فان الايمان قد انتهى. فقد كشف توكفيل منذ عام 1840 في كتابه الديمقراطية في امريكا، وهي ما تزال في طور النشوء “لا اعرف شعباً يحتل فيه حب المال اكبر مكان في قلوب الرجال كهذا الشعب….” انه تراكم مغامرين ومضاربين.
وفي الوقت الحاضر –يشير غارودي- يمكننا ان نجد في تاريخ امريكا اسس انحطاط ثقافتها.. فالعنف الأكثر دموية وكفالته بتظاهر ديني منافق هو السمة الدائمة لتاريخ امريكا منذ نشأتها. فالطهريون المتزمتون الانكليز الاوائل الذين رسوا في امريكا حملوا اليها الاعتقاد الاكثر اثماً في تاريخ البشرية. اعتقد الشعب المختار الذي يقر شرعاً –كأوامر من الله- ابادة السكان الاصليين وسرقة اراضيهم وفق نموذج سفر يشوع التوراتي حيث يكلف –رب الجنود- شعبه بمهمة ذبح سكان كنعان الاوائل والاستيلاء على اراضيهم.
واعلان استقلال الولايات المتحدة بتاريخ 4/ تموز/ 1776، الذي يستشهد به غالباً لاعلان حقوق الانسان والمواطن- يعلق غارودي- يعد مثالاً صارخا لنفاق الحرية بالمعنى الامريكي للكلمة، فالنص يعلن منذ اسطره الاولى ، خلق جميع الناس متساوين، ووهبهم الخالق حقوقاً غير قابلة للتصرف، الحياة والحرية والسعي الى السعادة.
ويعقب غارودي على تعليقه هذا بالتالي: ان هذا المنشور عن الحرية ابقى عبودية السود لمدة قرن، ووجب قيام حرب اهلية في العام 1865، انهاء ما سمي النظام الخاص، اي العبودية، وعند تحرير السود لم يحفظ لهم اي مكان في المجتمع.
كان الرياء اكثر ظهوراً وبقوة ما سيغدوا المبدأ المحرك لجميع اعتداءات امريكا المستقبلية عبر العالم. اعتداءات وابادات جماعية.. هكذا ستغدو من الآن وصاعداً وبدءاً من هذه الخطيئة الاصلية المرتكبة من امريكا، السياسة الدائمة لتلك الدولة.
يورد غارودي نصاً سرياً لرئيس الولايات المتحدة الامريكية الاسبق ودرو ويلسون يحدد فيه واجبات السياسة الامريكية تجاه كل شعب مستعمر حيث يقول فيه:
“… ان نعلمه النظام ومراقبة الذات وتعلم القوانين والتعود عليها والطاعة. وعملياً الاذغان لحقنا في ان نسرق وان نستغل”. وفي نص خاص اورده غارودي ايضاً، يشرح الدور الذي تلعبه سلطة الدولة الامريكية في هذا المشروع: ” بما ان التجارة لا تعرف حدوداً وطنية، وبما ان المصنع يريد ان يكون العالم له سوقاً. فان علم بلاده يجب ان يتبعه، وابواب الامم التي تغلق في وجهه تخلع، وعلى وزراء الدولة ان يحملوا الامتيازات التي يحصل عليها الماليون حتى وان وجب لمس بسيادة الامم المناهضة. وبسبب ان تحدث المستعمرات او يحصل عليها بحيث لا تترك او تهمل أية زاوية في العالم”.
هذه الملاحظات السرية – يعلن غارودي – تعطي الدلالة الحقيقية لارسال امريكا قواتها الى الخليج العربي عام 1990. وتأسيساً على ذلك يورد غارودي نص ما لاحظته صحيفة الواشنطن بوست من ان “بوش يتعامل مع بلدان الشرق الاوسط على اساس استعماري”، فالعملية الاستعمارية هذه في الواقع تتمة للعدوان البريطاني الذي تلا استعادة عبد الكريم قاسم في العام 1961 لجميع الامتيازات النفطية الممنوحة للشركات البترولية الغربية من قبل الحكومات الصورية التي كان يفرضها المحتلون الاستعماريون.
بعد ذلك ينقل غارودي تعليق للمؤرخ ايمرمان الذي يقول: “ان قوة امريكا وامنها يتعلقان بصورة رئيسة بالوصول الى الاسواق والموارد الاولية في العالم وخاصة في العالم الثالث الذي يجب التحكم به بشكل دقيق”. وقد ظهرت الادارة السياسة في السيطرة العالمية بشكل اكثر ضراوة بعد تدمير العراق.
لا نستطيع ان نقول شيئاً عن فلسفة امريكا حيث يخنق النظام صرخات البشر بالوضعية التي لا تدرك الا الظواهر والذرائعية التي لا تنظر الا الى المطالب والفوائد مبتعدة عن قضايا الايمان والاهداف السامية. وهذا يشكل بالنسبة لهدامي الكونية- هكذا ينعت الامريكان غارودي- الممارسين عبادة وحدانية السوق الخفية حرباً حقيقية يعدون كل من يعارض ارادتهم اياً كانت مزاياه او اخطاؤه او جرائمه وكل من لا يؤمن بمعبودهم او يحاول التخلص من هيمنتهم يعد (هتلر جديد).
وفي ختام كتابه يستنتج غارودي الآتي: الدفاع عن الحق الدولي والديمقراطية هما ايضاً من الاسماء التي تتقنع بها تدخلات هذا الاستعمار الجديد. ومذابح الخليج – اي العدوان على العراق- هي المثال الصارخ في الدفاع عن الحق والديمقراطية. الحق هو حق الاكثر قوة، وهو حصيلة الدفاع عن الحق الدولي الذي يعمل باتجاه واحد. فهو يطبق مثلاً بدون شفقة على ضم الكويت وينسى ضم القدس.
صحيح ان القدس ليست الا مدينة مقدسة لكن الكويت مدينة مقدسة آلاف المرات من وجهة النظر الامريكية لانها محاطة بآبار النفط.. كان التدمير على اكبر نطاق هو الطريقة المطبقة على العراق ليكون عبرة رادعة لكل بلدان العالم ولا سيما الثالث الردكيالي.
ومن ملاحظة غارودي.. ان اؤلئك الذين يعلنون انفسهم هم المدافعون عن حقوق الانسان على المستوى الدولي هم الأشد ارهاباً في العالم والاعتى سرقة لحقوق الانسان.
فعندما توحد الاستعمار تحت ادارة امريكا لم يكن النظام الدولي الجديد شيئاً آخر غير استمرار الفوضى الاستعمارية القديمة باسم الليبرالية الاقتصادية الشمولية التي تجعل السيطرة وابادة العالم أشد فاعلية، بوسائل اقتصادية دون استبعاد التدمير العسكري.
ان طموح امريكا الى السيطرة العالمية اصبح من الوضوح بحراب الحياة التي يطمحون –اي الامريكان- الى تصديرها الى العالم بأسره وفرضها عليه بحيث انه يثير الغضب على المستوى العالمي.
ان كتاب غارودي، دعوة الى مقاومة اللا معنى والى بناء عالم واحد مؤسس على مبادئ اخرى غير المبادئ التي قادت الغرب باسره الى الانحطاط وقادت العالم الى الاحتضار.
ان الوهم الذي مر عليه قرن للحلم الامريكي تحول الى كابوس امريكي من جراء رغبة القادة الامريكان في السيطرة على العالم وفرط التسلح الهمجي، ومن جراء رياء الليبرالية الاقتصادية المفروضة على جميع الشعوب لتستأثر بالاسواق عبر تشويه شيطاني تقوم به امبراطوريات الشر بحجة مكافحة الارهاب لتسويغ ارهابها الخاص وجرائمها ضد الانسانية.
ان وسائل اعلام امريكا هي شعاع الموت الذي يدمر على المستوى العالمي الفكر النقدي والفكر عموماً والثقافة والايمان والامل والحب لدى ست مليارات من الكائنات البشرية.

* الكتاب
امريكا… طليعة الانحطاط، تأليف – روجيه غارودي، ترجمة- عمر زهيري، تقديم كامل زهيري، ط2، دار الشروق، القاهرة، 2000