الاتفاقية الامريكية-العراقية والتي يحلو ان اسميها لان مايبدوا ان امريكا هي من قامت بها وليس العراق، وذلك نظرا للخروقات المتكررة على بنود هذه الاتفاقية من قبل الجانب الامريكي، والذي اعتاد ان لا يحترم سلطة، ولا قانونا ولا سيادة لدولة ما، فهذه الدولة على مرور تاريخها تجدها تسير خلف سياستها لا غير.
الاتفاقية التي نفذت نوعا ما في 30/يونيو حزيران/2009م، حينما بدأت القوات الامريكي المقاتلة بالانسحاب من المدن والقرى، الى الاماكن التي حددتها اللجنة المشتركة بين البلدين، ولو دققت البحث لوجدنا ان امريكا هي ايضا من اختارت الاماكن هذه، فمثلا قاعدة عين الاسد التي اختاراتها القوات الامريكية، والتي صرح عنها ترامب في تصريحه الاخير 3/شباط /2019م، “اننا انفقنا اموالا طائلة عليها، فلم الاستغناء عنها” هي منطقة وسط في العراق، والتي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين سوريا وايران، وبهذا تتمكن امريكا من مراقبة جهد ايران، ومتابعة الاحداث الجارية في سوريا، لتضمن بذلك حمايتها لإسرائيل.
ايران “المهددة للامن” القومي الامريكي كما وصفها ترامب، تحتاج الى مراقبة عن قرب ويبدوا ان ترامب وجد ظالته في قواعدهم التي انشؤها في العراق، وهو تفسير لسياسة امريكا التي اتت بقائد الضرورة ليحكم العراق 34 سنة، ثم ازاحته عن الحكم في سيناريو ابتدأ تطبيقه في انهاكه في حرب الخليج الاولى 1991م، لتحقق في ذلك- اي امريكا- مطلبين، الاول؛ اعطاء دَينِِ لدول الخليج لتدفعه في ما بعد عند اجتياح العراق؛ لتكون ممرا الى دولتهم المجاورة، والثاني؛ انهاك الحكم العفلقي بحرب انهكت قواه وكلفته سقوطه في 2003/4/9م، وهو ما خططوا له ونفذوه، اذ كان الهدف ما وراء صدام.
تصريح ترامب الاخير بضرور بقاء قواته في العراق، هو خرق لجانبين من الاتفاقية الموقعة بين العراق وامريكا في 2008م، الاول: ان ابقاء القوات متعلق بصاحب الارض، خصوصا وان نص الاتفاقية يلزم الطرفين بالاعتراف بسيادة الاخر، وامريكا يجب ان تعترف بسيادة العراق، وهذا ظهر جليا في زيارة ترامب الاخيرة لقاعدة عين الاسد، ليلا وبدون سابق انذار!
والثاني: ان الاتفاقية تنص على وجود مدربين وليس 5000 الاف مقاتل!
ان يكون العراق مسلوب السيادة والارادة لهو حق على متصدري الشأن السياسي التعامل معه بجديه، وان يكون العراق محطة للاستكشافات والدراسات والتنصت انما هي لعنة كلعنة دول الخليج، سترد على العراق بأن يكون مستعبدا وذيلا من ذيول دولة ما، ليس دفاعا عن ايران ولا تنكيلا بأمريكا انما العراق يجب ان تحفظ سيادته وامنه وشعبه وان يحفظ تعاملاته الدبلوماسية مع دول الجوار بعيدا عن تنفيذ الاجندات الخارجية.