قد تكون هذي الكلمات عبارة عن همس في جو من الصخب تضج به الان سماءات العراق المبتلى بالحرب الاهلية والاحتلال والفساد الذي ينخر به وبجسده ولكننا اعتدنا ان نقول كلمتنا للتاريخ ونمضي والتاريخ هو من يحكم هل كنا على حق ام لا .
الجميع يعرف ان الاحتلال الامريكي الذي وقع للعراق بالضد من كل الاعراف والمقاييس وضد ارادة الدول الرافضة للهيمنة الامبريالية الامريكية ولو كان الزمن غير هذا الزمن الاغبر الذي تتسيد فيه روح شريعة الغاب المحمية بالفيتو الاممي لكان لحديث غزو العراق حكاية اخرى .
نعود الى الديمقراطية الامريكية التي زرعتها في العراق والكل يتذكر كيف سيق العراقيون تحت اضواء الفضائيات السعودية وغيرها مدفوعة الثمن وتحت اصوات الانفجارات التي كانت ولا زالت تهز العراق الى صناديق قالت امريكا انها للانتخابات الديمقراطية جدا وهللت لها الفضائيات وسيق الشعب لها كما تساق الشاة الى المذبح تحت اصوات الانفجارات وازيز الطائرات الامريكية التي كانت تمشط السماء العراقية بحثا عن المقاومين العراقيين لاحتلالها ,سجلت الانتخابات الامريكية هذه سابقة في تاريخ الشعوب لم تمر على شعب مغلوب على امره مثل شعب العراق فلاول مرة في التاريخ تذهب الناس الى صناديق اقتراع وتقترع على اشخاص لم تظهر صورهم واذكر حينها ان ولا صورة لمرشح ظهرت للعلن حين كان المرشحين يخافون من اصطيادهم من قبل المقاومين العراقيين يعني بمعنى آخر كان هناك من ينتخب شخص لم يعرف منه غير اسمه ولم يره ولم يعرف برنامجه ولا اهدافه لا بل ولا تاريخه سوى ان هذه القائمة توصي بها هذه الجهة وتلك تحبها هذه الشخصية اما عن الظرف الذي سيق الناس الى هذه الانتخابات فحدث ولا حرج في ظل انعدام تام للخدمات الانسانية الاساسية كالماء والكهرباء وعدم وجود الوقود ودع عنك حديث كتاب الدولار الذين تحدثوا عن مشاركة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ولست افهم كيف وصل هؤلاء الى مراكز لم يستطع اهل مدينة كبيرة في مكان ما من الوصول نظرا لخطورة الطريق ولان رائحة الموت الامريكي كانت تملا الاجواء وكانت مشاركتهم لو كانت صحيحة هي تجميل للدور الذي لعبته هذه الهيئات لتسويغ المشروع الامريكي القذر بتجويع العراق وحصاره غير الانساني ومن ثم احتلاله .وكان لابد لتجميل الاحتلال وصنيعته حكومة المنطقة الخضراء ان يكون افهام بسطاء الناس ان كل المشاكل والقتل والارهاب والغزو سينتهي بمجرد وقوع واقعة الانتخابات العتيدة ولم يتحدث احد عن الجهل والتخلف ولم يتكلم احد عن الفتاوي التي ظهرت وانتشرت كالنار في الهشيم مثل تحريم الزوجة على زوجها اذا ما قام بانتخاب غير القائمة الفلانية حتى ان الامور اخذت مجرى خطير حين طرحت المسألة الطائفية على بساط الانتخابات واخذت كل طائفة تعد جمهورها بجني ارباح الانتخابات وكان المواطن البسيط هو الضحية التي دفعت الثمن فخرج في تلك الاجواء من القتل المنظم من قبل ميلشيات المخابرات الامريكية تحت مسميات القاعدة والزرقاوي والصداميين وغيرها وتحدى ظروف انعدام الخدمات وكل السلبيات التي بمفهوم كل الامم وقوانين الطبيعة يبطل تحت ظلها اي شرعية للانتخابات .وكانت للاسف مشاركة ما يسمى باليسار العراقي من احزاب ومؤسسات ومنظمات مشاركة غير بريئة ولم تصب في مصلحة الشعب الذي لطالما نادت شعاراتهم الرنانة بحقوق هذا الشعب وحريته ولكننا لم نجد احد يقول لنا كيف تتم حرية شعب ولازالت رائحة دخان المحتل وبساطيل جنوده تدوس الاجساد العراقية قبل الارض ؟؟ واية حرية ودبابات المحتل تفرض على الناس الطريق الذي يسلكوه وعشنا معهم انفصام الذات والقفز على الكلمات والتلاعب بالشعارات . وحين أًطفأت انوار الفضائيات وانصرف الكل الى مصيبة اخرى من مصائب العالم المشتعل استيقظ العراقي في اليوم الثاني ليصحو على صوت انفجارات وقتل على الهوية ومذابح لا تكل ولا تمل وعلى عادة امريكا وعلى نهجها كان لابد ان تكون هناك كارثة تلد اخرى لكي ينسى الناس الكارثة الاولى ومرت السنين على عجل لتقرع اجراس انتخابات جديدة ويتقافز المهرجون على حبال الحيلة والخداع ليعلنوا على الملأ بدأ جولة سيرك جديدة تحت مسمى انتخابات ولان الللقمة كانت دسمة في الجولة الاولى فتقافز المهرجون يعلنون عن جولة جديدة لمنصب لا تعب فيه ولا ضوابط كل الذي يجب عليك فعله هو ان تحسب دورة انتخابية لكي تحصل على جواز سفر دبلوماسي وقطعة ارض ورواتب لاتعد ولاتحصى .. لن يطالبك احد ببرنامج انتخابي ولن يسألك احد عن الذي قدمته في السنين الماضية لان التهمة الصدامية موجودة لاخراس الالسن اذا لم ينفع الدولار ولابأس ان تنثر هنا وهناك بعض الاتباع وتستند الى الارضية الطائفية واذا ما نثرت ما في الجيب سوف ياتيك اكيد ما في الغيب لتبدأ مهزلة جديدة في عراق امريكا الديمقراطية للعظم وسجل التاريخ سابقة اخرى بانتخاب نفس الوجوه الكالحة ولكن هذا المرة ظهرت للعلن وتسابقت للظهور امام الكاميرات توزع البطانيات والمواد الغذائية بصورة مهينة للناس لاتخطئها العين البشرية وحدثت واقعة مهزلة الانتخابات وتحدثت الصحافة وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بفضائح للتزوير والتجاوز لم تكن ضبط شاحنات مليئة بالكوبونات المزورة تدخل من ايران لتحرك قيد انملة المرسوم بدقة ولم يسمع احد عن اعتراضات او تشكيك بعملية الانتخابات الهزيلة هذه وبدل ان تعي الناس عن طريق ما يسمى المثقفين ان هذه العملية البائسة هي لغسل وجه امريكا القبيح وشد الانظار عن جريمتها وفعلتها في العراق اخذت الاقلام هذه تتنابز فيما بينها عمن له الاحقية برئاسة وزراء وعملية سياسية بائسة ونست الناس التزوير ونسي العالم عن الذي قُدم للعراق منذ اول يوم الاحتلال الى ساعة انتخاباتهم البائسة وكان لاشيئ وكلما كانت الرشوة والطائفية اقوى كلما كان الصوت اعلى ولم يتذكر احد بؤس العراقيون اطفال ورجال ونساء وشيوخ … لم يتذكر احد ان الخدمات كانت صفر لم يتحدث احد عن الامان الذي اصبح في خبر كان كان كل هم من اخذ على عاتقه ان يصون الامانة بثقافته ولسانه ان ينصر هذا الفريق او ذاك !! واين امريكا من هذا كله؟؟ .امريكا كانت تعطي اشارات لكل الاطراف كل طرف ما يرضيه والشعب اين ؟؟ ماذا قُدّم له لا احد يعرف او قل لا احد يريد ان يعرف فالكل راض عن الذي نتج طائفيين ومستفيدين و قابضي العمولات وانصاف المثقفين ومن يريد لعملية ولدت ميتة ان تُبقي ورقة التوت تستر عورة اولئك الذين حمّلوا احتلال امريكا ما لايمكن تحمله .
واليوم وبالرغم من كل المآسي التي مرت على العراق وبالرغم من كل الفساد الذي ينخر بالوطن وبالرغم من كل الاموال المنهوبة بلا حسيب ولا رقيب تنبثق مسرحية جديدة قديمة اسمها انتخابات ويتقافز المهرجون من كل حدب وصوب للحصول على وظيفة مجزية الربح لاتتطلب شيئ مع الاطمئنان انلا احد سوف يسأل لماذا يحتاج العراق بعد عشر سنوات من ديمقراطية امريكا وثمان سنوات عجاف من حكومتي احتلال لماذا يحتاج العراق الى سبعة الالاف مدرسة والى 120 الف مركز صحي وملايين الوحدات السكنية واين ذهبت ميزانية ودخل خرافي وصل الى 185 مليار دولار اذا كان العراقيون الى هذه اللحظة لاتصلهم الحاجة الادنى للحياة البشرية من تجهيز الكهرباء والماء ولن يسال احد عن الامطار التي غرقت بها عاصمة الرشيد فالكل الان في عجالة لتوزيع بطانيات وعلب حلوى واكياس حبات الهيل وحتى وصل الامر بهم الى توزيع قطع الدجاج المشوي على الناس في محاولة خسيسة للنيل من الشعب والايحاء بان هذا الشعب عبارة عن متسولين يمضون ثلاث سنوات وبضعة اشهر يتسولون في الشارع بانتظار الاسابيع القليلة التي تسبق الانتخابات لكي يمد المرشح يده الى جيبه لرشوة الناخب ..!! كيف ارتضى المثقفون واليساريون ان يشاركوا بهذه المللهاة السمجة ؟؟ كيف ارتضوا ان يتنافسوا على احتلال مقاعد في برلمان اسسه احتلال ولازال الاحتلال هو اللاعب الاساسي فيه وهو المتحكم الرئيسي وكيف يرتضي من يسمي نفسه حر او يدعو كتلته بالاحرار او يتحدث باسم الشعب ان يضع اسمه وحزبه او كتلته بتصرف عملاء الاحتلال ؟؟من اين سيستلم دعاة الحرية رواتبهم ؟؟الم يكن الاجدى ان يدعوا الاحرار من يساندهم الى مقاطعة انتخابات ينخرها الفساد والرشوة لكي تسقط اي محاولة لشرعنتها واضفاء صبغة الديمقراطية الزائفة عليها ؟؟ الم يكن من الافضل استنكار ما تقوم به النخب الحاكمة من تبذير الاموال بمحاولة الرشوة للفقراء الذين ساهمت امريكا راعية الارهاب الاول باضفاءه على العراقيين منذ بدء جريمة الحصار الظالم ؟؟والمخالفات التي دأب الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي بارسالها لفضح التاوزات اي عاقل سعرف ان هذا لن يغير شيئ من اللعبة ولا اساسياتها ولا لاعبيها وسيفوز من تريده امريكا ان يستمر بتنفيذ مخططها الاجرامي ومن يقبل ان يدخل عمليتها الديمقراطيه هذه عليه ان يقبل بكل نتائجها وبكل تزويرها واذا اراد يوما ما ان يتذمر او يستغيث سيجد من يقول له انتظر الى ان تاتي دورة جديدة من الضحك على الذقون تسمى مجازا انتخابات لا احد يرقص فيها طربا غير امريكا لانها الصورة الجميلة ذات الرتوش التي تظهر للعالم لكي يفهم الاخرون ان هناك في العراق شيئ ما يدعى ديمقراطية ولكنها بنكهة امريكية خالصة>