اعلن ترامب حتى قبل فوزه الساحق في الانتخابات الامريكية التي جرت قبل ايام؛ من انه سوف يعمل على انهاء حروب امريكا في المنطقة العربية وفي جوارها وفي العالم، ويعمل على جعل امريكا عظيمة مرة اخرى، او من جديد. اهم حربين هما الحرب الامريكية الروسية على الارض الاوكرانية وحرب الابادة التي تواجهها غزة وايضا كل فلسطين وشعب فلسطين، ولبنان، بألة الحرب الاسرائيلية المصنوعة في المجمع الصناعي العسكري الامريكي. في الحرب الروسية الامريكية على الارض الاوكرانية؛ من الصعوبة ان تتوقف او يعمل ترامب على ايقافها في الامد المنظور. فهي حرب ذات ابعاد وتداعيات استراتيجية، ومعقدة وتاريخية من حيث نتائجها على طرفي الحرب، امريكا وروسيا. روسيا لا تريد ان تكون اية مفاوضات، او تشمل هذه المفاوضات ان تم الاتفاق على اجرائها؛ على ما ضمته من اراضي اوكرانية وقد اعتبرتها اراضي روسية باستفتاء اجرته قبل ما يقارب السنتين، بعد غزوها لأوكرانيا. اذا ما تم الاتفاق على اجراء هذه المفاوضات حسب ما تريد روسيا، بموافقة امريكا ترامب؛ تكون روسيا قد حققت نصرا تاريخيا سيكون له تداعيات على العلاقة التاريخية الامريكية الاوربية، وعلى امريكا وعلى مصالح امريكا بعيدة المدى، وتخسر امريكا حلفائها لو مستقبلا، لمستقبل ليس بعيد. من وجهة النظر الشخصية ان من الصعوبة جدا؛ ان تقود مفاوضات الحل للحرب الامريكية الروسية في اوكرانيا، حتى ان جرت ولو ان هذا الامر مشكوك فيه بدرجة كبيرة من الشك؛ الى ايقاف الحرب باتفاقية شاملة، لحل دائم. إنما، ربما تقود الى وقف اطلاق النار من دون اتفاقية شاملة. وهذه ايضا، سوف تناور فيها روسيا، تناور بالزمن الى حين اتمام سيطرتها الكاملة على كل الاراضي الاوكرانية التي ضمتها عبر اجراء استفتاء فيها، صوت كما قالت روسيا عنه في حينه؛ ان الشعب في هذه الارضي صوت لصالح الانضمام الى روسيا. لذا، فان حديث الرئيس الامريكي المنتخب، عن انهاء حروب امريكا، حديث غير واقعي، او لا يدعمه الواقع المعيش على الارض. اما الحديث او ان العمل او عمل ترامب على انهاء الحروب ومنها حرب الابادة الاسرائيلية في غزة، فهو ايضا حديث غير واقعي بالمرة. الاحتلال الاسرائيلي يسعى من وراء هذه الابادة او المذابح بحق شعب فلسطين العربي؛ هو دفع الشعب الفلسطيني الى الهجرة، وبالذات في شمال قطاع غزة. كما ان ترامب يدعم بل هو ربما اكثر من بايدن في جعل امريكا ليس ان تقوم فقط بدعم مذابح الاحتلال الاسرائيلي في غزة، بل المشاركة معها في هذه المذابح بصورة جلية وواضحة جدا، ليس كما كان يقوم سلفه بايدن بالتغطية على هذه المشاركة، بأغطية مهلهلة من الكذب. كما ان وهذا هو الاهم؛ ان المقاومة الفلسطينية لن تقبل بحل لا يتضمن الانسحاب والوقف الدائم لأطلاق النار والاعمار. عليه؛ فأن الحربين لسوف يستمران لزمن ما.. باستثناء الحرب في جنوب لبنان، ربما يتم التوافق بين الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله على وقف اطلاق النار، وتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 ربما مع بعض التعديلات.. في الفترة الانتقاليةوالتي امدها تقريبا شهرين؛ هل تقوم ايران بالرد على عدوان الاحتلال الاسرائيلي عليها، المؤكد ان ايران لسوف ترد في هذه الفترة الانتقالية، ردا محدودا ومسيطر عليه. كل المسؤولون الايرانيون؛ اكدوا على الرد لكنهم جميعا، اكدوا؛ ان الرد يجب ان يكون عقلانيا، بأسلوب او بأساليب مختلفة لكنها تصب في ذات المعنى الا وهو الرد العقلاني؛ لحسابات ايرانية تتعلق بتجنب او تخفيف ضغوط امريكا ترامب عليها عندما يتسلم الادارة الامريكية في البيت الابيض. على لاريجاني قال ان الرد الايراني يجب ان يكون عقلانيا، وفي تزمن قال نائب الرئيس الايراني للشؤون الاستراتيجية، على جواد ظريف؛ ان على ترامب ان يصحح سياسته السابقة اتجاه ايران؛ اذا اراد تحسين العلاقة بين الدولتين، على ذات السياق قال المتحدث الرسمي للحكومة الايرانية؛ امريكا اذا ارادت بداية جديدة مع ايران عليها ان تغير سياستها في الذي يخص العلاقة مع ايران. على ما يظهر من تلك التصريحات الايرانية، ان القادة الايرانيين يسعون الى تبريد او تهدئة الاوضاع والعلاقة مع امريكا. هذه لعبة سياسية من حق ايران ان تلعبها؛ تجنبا او تخفيفا لما سوف يقوم به ترامب ضدها في القادم من الزمن، والابتعاد بقدر ما عن رفسات الثور الامريكي الترامبي الاقتصادية وربما غيرها من الرفسات التي ليس من بينها الحرب او استخدام السلاح في الصراع مع ايران. في النهاية اقول ان على العرب؛ ان يكون لهم مشروعهم في مواجهة هذا التغول الامريكي الاسرائيلي، وان يدعموا المقاومة الفلسطينية، بكل ما في حوزتهم من عوامل الدعم وما اكثرها، وان لا يتركوا امر هذا الدعم لغيرهم على اهمية ذلك الدعم. كما ان المشروع الامريكي الاسرائيلي، وبانبطاح وصمت عربي اي النظام العربي او المنظومة الرسمية العربية؛ لن يكتب له النجاح مهما طال الزمن على ما ترتكبه اسرائيل من مذابح في غزة ولبنان. لسبب واضح كل الوضوح لكل ذي بصيرة؛ ان هناك شعب يقاوم ولسوف يستمر يقاوم حتى يتم له تحقيق الآمل والحلم الفلسطيني العربي في دولة حرة ذات سيادة، وليس حكم ذاتي يبتلع الآمل والحلم، ويؤسس قاعدة لتهجير الشعب الفلسطيني، بتهجير ناعم مستقبلا اذا ما كتب للمشروع الامريكي الاسرائيلي، والمتعقبون لخطواته من المنطقة العربية، من منظومة العربية الرسمية( هو لا ولم ولن ينجح ابدا..). وايضا تحقيق ذات يوم الحلم العربي في التحرر من التبعية وتحقيق الاستقلال الناجز على ارض الواقع والحرية للشعب العربي وتوقد بتوهج ينير الطريق الى الحلم بغد افضل ومستقبل مشرق للشعوب العربية في اوطان مصانة في حدودها الجغرافية، بقوة وقدرات ابنائها، وليس بحماية المستعمر الامريكي الظالم..