18 ديسمبر، 2024 9:58 م

امريكا تحذر بغداد ..

امريكا تحذر بغداد ..

من اللعب بالنار ..

واسبر يهاتف عبد المهدي ملوحا.. 

اكاد اجزم ان ما سمعه عادل عبد المهدي من وزير الدفاع الامريكي ماك اسبر امرا لترتعد منه الفرائص فهي ليست مكالمة عابرة حول حدث ليس ذي بال وانما كان تهديدا ووعيدا بان على العراق حكومة وقوات امنية واجب ان تحمي اطراف ومقتربات القواعد التي تتواجد فيها قوات امريكية وبضمنها السفارة الامريكية بالخضراء ..

واجزم ان ما سمعه عادل عبد المهدي القائد العام للقوات المسلحة رغم مبررات استقالته ما يجعل منه مسؤولا مباشرا عما يقع من اعتداءات مدبرة ومتفق عليها مع اتباع طهران لاحراج القوات الامريكية واستدراجها لكسر هيبتها بعد سلسلة من صواريخ الكاتيوشا التي طالت قواعد عين الاسد وبيجي وبلد ومحيط السفارة الامريكية ببغداد.

ونجزم ايضا ان امريكا بعد كل ما تساقط عليها من منشورات صاروخية لمليشيات ايرانية , لن تتحمل خسارة جندي واحد ولن يتقبل الرئيس ترامب الذي يمر بازمة رئاسية داخلية اي مخالفة لشروط وقواعد الاتفاقية الامنية والاطارية وقد تضطره لاتخاذ قرار خطير…

لهذا فان اي لعب بالنار ستمارسه مستقبلا تنظيمات موالية لايران او تلك مليشياتها العاملة في العراق باستهداف المصالح الامريكية سيفجر صراعا دمويا على ارض العراق ولن تسلم منه ايران مهما حاولت ان تبعد نفسها عن الاحداثيات .

وبالرغم من ان الشكوك تساور الكثير من المحللين حول مدى جدية الولايات المتحدة في خوض حرب محدودة تقمع فيها ايران بدعوى انها تهديدات معادة وان هناك تبادل للادوار ..!!

الا ان الاحداث المتواترة وتصاعد لهجات التهديد والوعيد وصولا الى تحميل رئيس الحكومة العراقية المستقيلة عادل عبد المهدي مسؤولية اي صواريخ تقذف على مصالحها , ما يضع اي موقف سيتفجر في خانة الحكومة العراقية باعتبارها المسوؤلة عن امن هذه القوات …

ولعل ما يشاع وما تبثه بعض الفضائيات والابواق الايرانية المأجورة حول دخول قوات ايرانية للعراق انما هو في محصلته يصب في خانة التاثير على المتظاهرين واضعاف الروح المعنوية لهم بعدما واصلوا صمودهم وثباتهم من اجل احداث تغير جذري لاترضى عنه ايران ..

ولو لمست امريكا التي تسيطر على اجواء العراق اي دخول لمثل هذه القوات فليس مستبعدا عليها تدميرها وهي في الطريق.. وبنفس الاتجاه تناقلت بعض الفضائيات العراقية انباءا مسربة حول دخول الوية مدرعة امريكية وعتادها للمنطقة الخضراء .

وفيما تتسارع الاحداث في بغداد ومدن الجنوب بدات ايران تنفيذ مخططها الدموي الذي يستهدف تحطيم الروح المعنوية للثائرين من خلال شن حملات من الاختطافات والتصفيات الجسدية للناشطين طالت حتى النساء …

تصعيد مثل هذا سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع السياسي والامني المتدهور في العراق .. ما دفع سفارتي امريكا والمملكة المتحدة في بغداد بالقاء ثقلهما وموحيتين في الوقت نفسه بان ثمة امر على وشك ان ينفذ على صعيد العلاقات مع العراق .وحتى ذلك الوقت لازالت الاوضاع مبهمة وخاضعة للكثير من التأويلات بانتظار ما سيسفر عنه اختيار رئيس وزراء جديد للعراق الخميس المقبل.

كاتب من العراق