27 ديسمبر، 2024 4:37 ص

امريكا، كوريا الشمالية حرب اعلامية لا غير

امريكا، كوريا الشمالية حرب اعلامية لا غير

رغم كل الصرخات والضجة الاعلامية وقد يعتقد البعض ان المواقف المزدوجة والمتضاربة الاميركية تسببت في الفوضي وتعريض الاستقرار والسلام العالمي الى مخاطر اما الحقيقة فانها اصبحت اعجز من ان تكون كذلك وتهديدات ممثلة البيت الأبيض في الامم المتحدة نيكي هيلي هواء في شبك فليست الولايات المتحدة الامريكية في وضع يسمح لها بانتهاج اي سياسة هوجاء إزاء بيونغ يانغ. لذلك فإن الايماءات الحربية لكوريا الشمالية تضر بهيبة ترامب داخل البلاد. وهذا ما يدفع الإدارة الأمريكية لحفظ ماء وجهها ، التي تتصارع من أجل البقاء و إلى الرد عليها بالمثل واستعراض القوة العسكرية سياسة تصعيدية ليست بالجديدة و أخذت الحالة بالتصاعد بشكل كبير بينهما بعد تسلم الرئيس ترامب مهام منصبه في أمريكا، وأصبحت مسألة التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية مناسبات لتهديد أمريكا لكوريا الشمالية، وقد كان لافتاً أن تصاعد التوتر قد أخذ منحى أكثر حدةً بعد تولي ترامب الادارة في أمريكا، وكأن تلك الإدارة جاءت وعلى رأس أولوياتها القضاء على ما تسميه بالتهديد الكوري الشمالي لمصالحها وحلفائها في آسيا ومن هنا تعطي المشكلة زخماً اعلامياً يوما بعد يوم و يزداد التوتر تصاعداً بين البلدين، كأن الحرب على الأبواب… غير أن هناك مؤشرات تدل على أن أمريكا لا تريد الحرب ولا تفكر به في الوقت الحالي و الإدارة لا تملك من الحنكة ما يكفي لتنفيذ استراتيجيات محكمة واقتصاد متزلزل وغضب شعبي عارم ضد التطرف العنصري لرئيسها ، وتعلم ان أي خطوة في هذا الاتجاه سوف تشعل حربا شعبية داخلية ونووية تزهق أرواح الملايين في العالم، وهو السبب الذي منع رؤساء الولايات المتحدة السابقين عن الضغط على زناد السلاح وضرب كوريا الشمالية المدعومة من قبل روسيا والصين سياسياً، لذا فإن الوضع في شبه الجزيرة الكورية سيبقى على حالة متوسطة من التوتر بهدف استمرار الضغط على بيونغ يانغ لنزع سلاحها النووي ولعلها تخضع للارادة الامريكية … أما إذا ما تهورت الإدارة الأمريكية في تعاملها مع كوريا الشمالية فإن ورطتها فيها ستكون كارثة وفظيعة لا يحمد عقباها ..

رغم ان أمريكا تجري تدريبات عسكرية ضخمة في كوريا الجنوبية، وعلى وقع هذا التوتر أرسلت أمريكا مجموعة سفن حربية كبيرة بينها حاملة طائرات، فيما تحذر كوريا الشمالية من حرب نووية، ومن جانبها فقد حذرت كوريا الشمالية الولايات المتحدة من ارتكاب أية تصرفات استفزازية في المنطقة ، قائلة إنها مستعدة للرد بهجمات نووية.

واعتراف وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون في ابريل/نيسان الماضي فشل “استراتيجية الصبر” تجاه كوريا الشمالية والتي بدأت منذ تسعنيات القرن الماضي ، لذلك يجب التخلي عنها. بيد أن الأمريكيين في ظل الأزمة الحالية للولايات المتحدة لا يستطيعون وضع سياسة جديدة حيال بيونغ يانغ، حيث بدلا من ذلك يحاولون بقوة مضاعفة الاستمرار في النهج السابق وتشديد العقوبات إضافة إلى التهديدات العسكرية.

اما كوريا الشمالية في استراتيجيتها لم تأخذ بالحسبان بنية المنظومة السياسية الأمريكية ولا تبالي به ، حتى في الظروف الاعتيادية،

وواشنطن نادرا جدا ما تتخلى عن الماضي حتى لو فقد صدقيته. وفي ظل الفوضى الحالية داخل الولايات المتحدة، والمواجهة بين ترامب والأجهزة الأمنية وصراع البيت الأبيض مع الكونغرس، يصبح اي تحرك عسكري مستحيلا تقريبا في الوقت الحالي . وتحاول على مدى سنوات الخروج من عزلتها الدولية وإجبار الولايات المتحدة وحلفائها على الدخول معها في حوار. لذلك فإن امتلاكها سلاحا نوويا ووسائل إيصاله إلى الولايات المتحدة سيجبر واشنطن على التحاور مع بيونغ يانغ على قدم المساواة. والهدف النهائي لكوريا الشمالية هو الحوار المباشر مع واشنطن والتوصل إلى اتفاق ثنائي يتضمن اعتراف الولايات المتحدة بنظام كوريا الشمالية وإلغاء الجزء الأكبر من العقوبات المفروضة عليها. ولكن على ذلك فأن في هونغ كونغ امرت كتائب مدفعية في المناطق العسكرية شاندون وتشيتسزيان ويوننان بالتحرك والتموضع على الشريط الحدودي مع كوريا الشمالية. ووفقا للمركز فإن حوالي 25 ألف عسكري من الجيش-47 المرابط غرب البلاد أُمروا بالاستعداد للتحرك مع آلياتهم الحربية إلى مسافات بعيدة باتجاه قاعدة حربية تقع بالقرب من الحدود الكورية الشمالية.

ومن هنا فأن بيونغ يانغ تستخدم التعنت الأمريكي لزيادة قدراتها الصاروخية. وكان الهدف من اختبارها صاروخ “هواسونغ-14” استعراض قدراته. في حين أنه ليس هناك ما يؤكد أن كوريا الشمالية تملك طلاء عازلا للحرارة، وكذلك منظومة توجيه ذاتي لصواريخها.