23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

امرأة شجاعة.. (ورجال) جبناء!!

امرأة شجاعة.. (ورجال) جبناء!!

على صفحات موقع (شبابيك) الألكتروني، الذي يشرف عليه منذ اثنتي عشرة سنة، العراقي الأصيل، والجنوبي النبيل، والوطني (المحروگ گلبه) .. المهندس كريم البيضاني، نشرت أمس مقالتي (ألا يستحي هؤلاء)؟ والتي كانت منشورةً في جريدة الحقيقة قبل ثلاثة أيام. وهنا أود أن أشير الى أني كنت أنشر في هذا الموقع العزيز منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً، أي منذ أن كان الموقع صغيراً، ولم أنقطع عنه حتى يومنا هذا، حيث يعتبر اليوم موقع (شبابيك) ، المعروف بانحيازه التام للعملية السياسية، ولحقوق المظلومين في العراق من أكبر وأهم وأبرز المواقع العراقية.. فهو الى جانب بعض المواقع الألكترونية التي تعد على عدد الأصابع بات ملاذاً للمواطن العراقي الباحث عن الحقيقة، والخبر الصادق، والمقالة المنحازة للوطن والحق والعدل.. وعودة للموضوع، أقول أن مقالتي المنشورة أمس في موقع شبابيك قد حظيت بنسبة طيبة من القراءة، وبعدد كبير من التعليقات المتنوعة، وقد كان من بينها التعليق الذي جاء على شكل رسالة وجهها لي كاتبها شخصياً، يعرض فيها قصة واقعية عن امرأة عراقية نجيبة تسكن في الضلوعية. وكي لا أفسد عليكم متعة الحكاية، أنقل لكم نص ما بعثه هذا العراقي الشريف في رسالته التي جاءت على شكل تعليق، ولكم أن تدركوا بوضوح كم أن العراق كبيرٌ بأطيافه، ووحدته ولحمته وتآخي أبنائه، أنشر هذه الرسالة العراقية كما هي، وأطبع قبلة على جبين كاتبها، وقبلة عراقية على يد تلك السيدة الجبورية التي أثبتت أن العراق أكبر من تفاهات حيدر الملا، وأشرف من سخافات ناجح الميزان.. وأثبتت أيضاً أن المرأة العراقية أشجع من بعض الرجال (الخرنگعية) من موديل أثيل النجيفي، وأتباعه، وحماياته..!!
يقول التعليق: –
( إليك هذه الحادثة يا أستاذ فالح الدراجي:
بنت الضلوعية تنقذ جندي، بعد ان خبأته بمنزلها لأكثر من خمسة اشهر..
اقدمت إحدى نساء قبيلة الجبور على عمل بطولي وطني انساني كبير عندما انقذت حياة احد اخوانها الجنود وخبأته في منزلها مدة اكثر من خمسة اشهر ونصف.. وقال احد اقرباء هذه المرأة (المراة من الضلوعية ومتزوجة في منطقة تقع شمالي محافظة صلاح الدين)، إن عصابات جاحش الارهابية وبعد احتلالها مدينة الموصل وتوجهها باتجاه تكريت، وجدوا احد الجنود العراقيين اثناء انسحابه من مدينة الموصل باتجاه العاصمة بغداد للذهاب الى اهله، وبعد ان عرفوا هويته وطائفته، إصطحبوه في احدى سياراتهم، ثم قاموا باطلاق النار عليه لإعدامه وبعد ان تصورا انه فارق الحياة قاموا بالقائه من السيارة، لكن ارادة الله هيأت له من ينقذه. فكانت بنت الضلوعية، التي يقع بيتها في قرية قريبة من الشارع العام (نعتذر عن ذكر اسم القرية لانها لاتزال تحت سيطرة الجواحش) قد شاهدت هؤلاء الجواحش يلقون بهذا الشخص بوحشية على قارعة الطريق والدماء تسيل من كل جسمه، وبعد غروب الشمس توجهت المراة فوجدت ان هذا الشخص لايزال على قيد الحياة، وفي اخر انفاسه، فاسرعت الى زوجها واخبرته، فقاما بنقله الى منزلهما، وتخصيص احدى الغرف له وبسرية تامة.
وبدأت رحلة اسعاف حياة هذا الرجل وتقديم العلاج له طيلة مدة استمرت اكثر من خمسة اشهر ونصف، وبعد ان تماثل للشفاء، عرفت بنت الضلوعية ان هذا الشخص هو احد جنود الجيش العراقي، فطمأنته هي وزوجها وافراد عائلتها، بان الذي يحصل عليهم سوف يحصل عليه، ولن يتركوه حتى يسلمونه بيد اهله.
أخذت بنت الضلوعية وزوجها بالتفكير لإيجاد طريقة توصل هذا الجندي الى اهله بعد ان تماثل للشفاء واصبح قادرا على السير، وفعلا تمكنا عن طريق بعض المعارف من تزوير جنسية لهذا الجندي باسم أخر، ثم اصطحبته وبعض من افراد اسرتها في رحلة محفوفة بالمخاطر لا تخلو من المجازفة استغرقت اكثر من يوم، لكنها تدل على عزيمة كبيرة لدى هذه المرأة العراقية الجبورية التي اصرت هي وعائلتها على ايصال اخيها الجندي العراقي وتسليمه الى اهله حتى لو كان الثمن حياتها او حياة زوجها. وفعلا وصلت هذه المرأة برفقة الجندي الى اطراف الضلوعية بعد ان اجتازوا مسافة اكثر من 300 كم، سلكوا فيها طرق نيسمية وسهولاً وتلالاً كلها تحت سيطرة الجواحش، وبعد تأمين اتصال مع عائلة هذا الجندي حضر اخوانه وابناء عمومته وتسلموه، وتوجهوا به الى بيته الكائن في منطقة بغداد الجديدة. هذا الجندي اسمه صلاح حسن عليوي، متزوج وله خمسة اطفال، وقد اتصلتُ به شخصيا واكد لي بانه الآن في مكان آمن، وبين افراد من عائلته، وقد اتصل ببقية عائلته وطمأنهم بانه بخير، مبدياً شكره وتقديره لموقف بنت الضلوعية الشجاع والبطولي)..سأكتفي بهذا القدر من رسالة الأخ الكريم، لضيق المساحة.. وأرفع يدي الى الله شاكراً فضله الكريم. فحين يكون المرء عراقياً، وفي بلاده مثل هذه المرأة يتوجب عليه أن يحمد ويشكر الله صباحاً ومساء..