امة استشهد قائدها قبل مايقارب ال-١٤٠٠-عام، توارثت اسباب ثورته جيل بعد اخر، ودفعت لاجل قيم تلك الثورة، تضحيات متواصلة من كل غال ونفيس، السبب لان قائد هذه الامة وثورته، كانت ضد كل انحراف وامتهان، لذا فهي ثورة ضد الحاكم الذي اعتلى منصة الحكم ظلما وجورا، لينشر الفحشاء والمنكر.
امة لم تشهد على مر تاريخها سكوت على ظلم او ظالم، ولم تداهن على حق ولم تتخلف عن نصرة مظلوم، هذه الامة التي حفظت نفسها بدماء ابنائها، عجز عن مجاراتها الحكام منذ واقعة استشهاد قائدها في كربلاء الى يومنا هذا.
بدات تجسد قيمها التي ضحى من اجلها القائد، فلاحدود ولاجنس والاعرق ولالون، يقف حاجز بين ابناء تلك الامة، تجد بين ابناء هذه الامة انتماءات مختلفة، هناك العربي والاعجمي، بينهم الاسيوي والاوربي والامريكي، لغات ولهجات مختلفة، ينسى ابناء هذه الامة كل هذه الاختلافات، ليتوحدوا تحت قيم ومباديء الحسين، يتعارفون في مسيرتهم بأتجاه قائدهم، لتبدأ علاقة حميمية، تمتد ليحصل بينهم تزاور وتصاهر وعلاقات اسرية، يتفق ابناء هذه الامة على برنامج سنوي ثابت، في العراق ابناء البصرة لديهم اهل في الناصرية والسماوة والديوانية والحلة وصولا الى كربلاء، هكذا اهل الناصرية والسماوة والديوانية والعمارة، من بغداد الى اطرافها الى الحلة، كل زائر لديه اهل من ابناء امته، سنويا يزورهم، هكذا القادم من ايران، عندما يدخل من الشلامجة، فلديه اهل في البصرة ينتظرونه سنويا ليزورهم على الموعد، وهكذا القادم من دول الخليج عبر سفوان، يجد من ينتظره في البصرة، للطيب وبدرة وغيرها من المنافذ نفس الصورة، وهكذا طول الطريق حتى كربلاء.
على طول الطريق ومن كل الاتجاهات، تجد ابناء هذه الامة، ينشرون مواكبهم، يتوسلون الزائرون لغرض تناول الطعام او الشراب او الاستراحة لديهم، تجد على امتداد الطريق رجال الدين يرشدون ويجيبون على اسئلة السائرين ويؤدون صلاة الجماعة، ويتابعون الالتزام بالضوابط الشرعية.
امة الحسين تشكل صورة حية وواقعية للاسلام وروحه التي ارادت لها السماء ان تسود ارجاء المعمورة، لتجعل امة الاسلام على رأس الامم.
امة الحسين تتكافل وتتعاون وتبذل، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، وهو عين ما امرت به السماء ودعت اليه بنو البشر.الاسلام يتجسد على الطريق الذي تسلكه امة الحسين، ومن يريد ان يعيش قيم الاسلام عليه ان يرافق السائرون الى كربلاء، سيرى كيف تكون العلاقة بين بنو البشر، لو قيض للاسلام ان يسود…