خاطبني كثير في الفترة الاخيرة بين لائم ومنتقد وهم يتكونون من نوعين مختلفين فكريا ومهما كان الانتقاد فانه سيكون متقبلا مادام ينطلق باسلوب مؤدب ومحترم .. فالمجموعة الاولى قالت انني طائفي ,حسنا قلتم ما لديكم فدعوني ادافع عن نفسي واقول لا انني لست بطائفي ولكني قد خرجت من الصندوق الذي يلف الجميع ممن يخشى ان يدافع عن مكون معين واقصد السنة خوفا من ان يتهم كما يتم اتهامي باعتباري سني وأي دفاع عن السنة فهو طائفية بنظرهم ! ثم ان جل من موجود بهذا الصندوق يعبر عن رأيه بحياء اما انا فرأيت ان اتكلم ما ارى وما اقتنع به بكل صراحة وبعدم لف ولا دوران واحيانا اتكلم باسمهم (كتعبير مجازي ) لاني اولا واثق من نفسي وثانيا السكوت عن الخطأ يعتبر تأييد له بوجه او باخر او خنوعا له , لا أحد ينكر ان السنة يتعرضون للظلم المتمثل بالتهجير وسرقة ممتلكاتهم وسجنهم القسري وقتل الجزء الاخر منهم منذ اليوم الاول للاحتلال الامريكي للعراق . بينما انا اتبع العلمانية العربية فلا يجب ان اكون بالضرورة طائفيا (ربما سا شرح العلمانية العربية في مقالا اخر قريبا باذنه تعالى ) لذلك فلو كنت انا شيعيا وادافع عن السنة ( كما يفعل كثير ممن يحمل عقيدة وافكار مثلي من الشيعة او ممن يمتازون بالعقلانية والعدل ) لما تم اتهامي باني طائفي وكذا الشيء فلو ان مكون الشيعة هم من يتعرض لهذا الكم الهائل من الظلم والقهر بين العراقيين لدافعت عنهم بنفس الاسلوب .. لا تعجبوا !.
والمجموعة الثانية قالت اني اعمل دعاية للبعث وان زمن البعث قد انتهى فلا تنفخ في قربة مثقوبة !.. أقول وانا خارج أي تنظيم سياسي في الوقت الحالي اني انسان واقعي انظر الى الواقع وأقرأه واستقي منه افكاري التي لا تتعارض مع ديني الاسلام .
اذا اردنا ان نتحدث عن خلاص العراق وانهاء جرائم القتل المتبادلة تعالوا معي لنحلل واقعنا :
أنظروا معي للساحة في العراق وقولوا لي ماذا تشاهدون ؟!.. واختصارا لوقت ارسالكم الاجوبة اقول ان المحرك الحقيقي الاكثر تأثيرا في العراق الان هم ثلاثة:
وهم اولا الحشد الشعبي بما فيهم الحزب الاسلامي لانه منهم وفيهم وهو طائفي ومشترك معهم في كل شيء وكذبا يدعون انهم جاؤوا من اجل السنة لانهم لم يقدموا او يوقفوا كل هذه الجرائم بحق السنة ولم يستطيعوا و على مدار ال 12 سنة الماضية وهي كفيلة لكي تنتقل فيها دول من العالم الثالث الى العالم المتطور .. وهذا الحشد ومن يقوده بجلي العبارة هم عملاء منفذين لاجندة دعاة الانتقام لكسرى من العرب المسلمين وهم وصلوا من الذل بحيث تقتنع أن الفرس قد كسروا اعينهم (كيف ؟!! ) بسبب استماتتهم وانصياعهم لهم ولذلك هم عبيد منفذين لما يتماشى مع فائدة ومصلحة الفقيه الفارسي في ايران فلا نفع منهم ولانهم لا يمثلون جميع الشيعة ولا السنة ولا القوى السياسية الاخرى او الدينية واريد ان اتحاشى هنا كلمة دينية فكل ماموجود على الساحة هم احزاب سياسية تصطبغ باصباغ متعددة فلا يوجد شيء اسمه حزب ديني فالحزب الديني يعني انه حزب يدعوا الاخرين الذين لا ينتمون الى دين معين للانظمام الى دينهم وتطبيق تعاليمه ولما ان غالبية الشعب العراقي هم مسلمون ,فاذا هم احزاب سياسية لانها تعمل من اجل كسب الاخرين لحزبهم و ان ترفع من مستوى حزبها ويأتي الدين وتعاليمه في المرحلة الثانية وهي تفرق بينها و تكفر الاخرين ولذلك ورد في الحديث الشريف ((والذي نفسي بيده لتفترقن على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعين في النار” قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة)) 4 .
فمما تقدم من نصوص تبين أن الافتراق واقع في الأمة وحال المسلمين الآن خير شاهد على وقوع هذه الفرقة من رفع الرايات الحزبية والعصبية للرأي أو الاختلاف في أمور الدين سني شيعي اسلامي خلافة .. أو بسبب التهالك على أمور الدنيا وما أكثرها. وهذا سنفارق التوغل في شرحه لانه يطول .. وهذا الحشد اخذ فرصته واكثر وعليه يجب ان يزول وهو في طريقه للزوال وخصوصا بعد خسارته الكثير ممن تبعوه اول الاحتلال بسبب الدفع العاطفي والطائفي فبات الان مئات الالوف من الشيعة لا يتبعون هؤلاء الشرذمة من البشر المتصلطين عليهم بحجة اتباع الولي .لذلك فان استمروا فلن يصفى حال العراق وستستمر اعمال القتل والخراب السابقة بحق السنة والشيعة.
الطرف الثاني الاكثر وضوحا وتأثيرا في الساحة وهو داعش و لااريد هنا ان اتهمهم او ان احدد كيف ومن الذي صنعهم ولماذا ولكن لنقل انهم مثل ما يدعون ..وكلنا نظرنا ما يسمونها تطبيقات اسلامية وان كان الكثير منها صحيح لكنه طبق باسلوب غوغائي منفر او ناقص .. الخلاصة فداعش لا تختلف هنا اذا عن الحشد فهي تكفيرية ليس للشيعة فقط وانما للسنة الذين لا يبايعونها ايضا! فعلا سبيل البيان والحكمة كان يفترض بالدواعش ان يحددوا مثلا كم هي قيمة الجزية ويقوموا باعلام غير المسلمين قبل ان يقتلوهم بحجة رفضهم دفعها ولو جئنا بعالم دين فاننا سنرى ان الجزية لن تزيد عن زكاة المسلمين ولانهم غير مسلمين ولا يجوز ان يدفعوا الزكاة فسميت بالجزية وهي تجزي عن الزكاة وبهذا اطلب من الاخوة العلماء ممن يقرأ مقالي هذا ان يبينوا صحة او خطأ ما اقول ردا هنا او في مقال منفصل كما ان للجزية شروط اخرى ايسر من دفع الزكاة .. لانه لم يأتي الاسلام ليقتل ويخرب بل جاء لاحياء البشر و بناء الارض وتعميرهاا لذلك ايضا فان تسيدوا الدواعش فلن ينتهي القتل في العراق ولن تنتهي حالة اللاوعي والاتباع فمثلما لعبيد الفرس اتباعا فان لداعش اتباعا لا يستعملون عقولهم ايضا .
الطرف الثالث الموجود والمؤثر هو حزب البعث ومن معه من الاحزاب التقدمية (والدينية ) ولو بصورة اقل من الطرفين الاولين بسبب استهداف قياداته وقاعدته وما تعرضوا اليه من قتل اكثر من 120 الف بعثي و بسبب ممارستهم مقاومة المحتل منذ اليوم الاول للاحتلال لهذا اليوم فحتى لو اصبح تأثيره سياسيا فقط فانه ومن معه يشكلون الطرف الثالث المؤثر والمرشح لقيادة العراق في جبهة ديمقراطية موحدة يأخذ الجميع فيها مكانته وتأثيره في الساحة ويكون الجميع تحت مظلة القانون فلا طائفية ولا حزبية منفردة يصار الى تأسيس دستور الدولة التنظيمي الذي ينبع من شرع الله في قرانه المجيد واحاديثه المتفق عليها . وبذلك فلا قتل ولا اعتقال ظالم بل يتسيد القانون ولا تحدثوني عن انفراد بالسلطة والخوف من عودة الانفراد كالسابق لان الظروف قد تغيرت وانها لن تسمح لاي كان بالانفراد بالسلطة كما وان الاهم من ذلك قد عرف الجميع خطأ ذلك .
الان قولوا لي واعطوني ردكم اذا يوجد غير ما ذكرت من هو مؤثرا في الساحة العراقية ويستطيع ان يدير البلاد احسن من الطرف الثالث ؟ !. فهل انا اقوم بالدعاية لهم ؟!!