ليس للرئيس الايراني روحاني موقف يحسد عليه بشأن نتائج و تداعيات الاتفاق النووي الذي عقده مع مجموعة دول 5+1 في تموز عام 2015، خصوصا وبعد العقوبات الامريکية الاخيرة ضد طهران و التي تستهدف 18 کيانا و فردا لدعمهم ماوصفته الحکومة الامريکية”بأطراف إيرانية غير قانونية أو نشاط إجرامي عبر الحدود”، خصوصا وإنه قد عمل و بصورة ملفتة للنظر على تسويق هذا الاتفاق و إعتباره بأنه قد فتح الابواب الدولية أمام إيران و أنهى المقاطعة و الحصار.
العقوبات الامريکية الاخيرة التي أربکت روحاني و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و جعلتهما في وضع صعب، بحيث دفعت الرئيس الايراني الى مهاجمة الاجراءات الامريکية ضد طهران قائلا بأن واشنطن تسعى من خلال هذه القرارات أن تجر طهران للتخلي عن الاتفاقية و عدم الالتزام بتعهداتها. کلام روحاني هذا الذي يسعى من خلاله للدفاع ضمنيا عن موقفه ازاء المتشددين في طهران، هو ذو طابع دعائي أکثر من أي شئ آخر، خصوصا وإنه ليس في وسع حکومة روحاني ولاحتى في وسع المرشد الاعلى للنظام والذي يهيمن على مقاليد الامور کلها في إيران، من أن يعلن تخلي إيران عن الاتفاق النووي، خصوصا في هذه المرحلة الحساسية التي تواجه فيها طهران رياحا و عواصفا عاتية حيث لاتستطيع أن تفتح ثغرات أخرى في جدارها الدفاعي المتداعي اساسا.
الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو إتفاق أشبه مايکون بحل مهزوز و ليس حتى بحل وسط، خصوصا بعد أن توضحت المساعي و المحاولات الايرانية المشبوهة بعد الاتفاق للحصول على أجهزة و معدات يمکن الاستفادة منها لتطوير البرامج النووية الايرانية وو إنتاج القنبلة النووية، وهو الامر الذي أکدته السلطات الالمانية لأکثر من مرة خلال العام الماضي و العام الحالي، والاهم من ذلك، إن طهران ماضية قدما في تطوير صواريخها البالستية التي قيدها الاتفاق النووي، لکن الاخيرة ماضية قدما بها مستخفة بکل العوائق.
النظام الايراني المعروف و المشهور بأساليبه الکثيرة في ممارسة الکذب و الخداع و التمويه ضد خصومه و مناوئيه وبالاخص ضد الدول الکبرى و ضد المجتمع الدولي، يعود ليمارس نفس الاسلوب من خلال موقف روحاني أعلاه و الذي يهدد فيه بأن تجر العقوبات الامريکية الاخيرة طهران بإتجاه الاخلال بإلتزاماتها و تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وهو موقف تدحضه مقومات و رکائز الواقع الايراني المهزوز و الذي يعاني من کومة هائلة من المشاکل و الازمات، ولاسيما وإن المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد أکدت على الدوام بأنه من المستحيل على هذا النظام الالتزام بتعهداته و التخلي عن برامجه النووية، والذي يلفت النظر أکثر هو إن ماأعلنته و تعلنه المقاومة الايرانية بشأن نوايا طهران المشبوهة، کان و لايزال هو الاصدق و الاقرب للفهم و الواقع.