23 ديسمبر، 2024 6:38 ص

الازمات والصراعات والحروب تفرز زعامات ، والهند والصين وافريقيا كما العراق افرزت زعامات والمتتبع للتاريخ يجد ان محمد (ص) اول تلك الزعامات التي اثرت بالبشريه واتخذت من التسامح عنوانها البارز وذلك عندما اعلن النبي محمد (ص) يوم فتح مكه قائلا ( اذهبو فانتم الطلقاء ) هذة الصيحة لم تلقى رواجاً او تاًثيرا في الحقبة التي اعقبت النبي محمد(ص) وكانت اولى الصراعات التي خلفها الحكم الاسلامي عشرات الالوف من القتلى في معركة الجمل وصفين تبين عدم التمسك بهدى واخلاق النبي محمد (ص)
وكيف ان العرب تعلموا  العبادات ومارسوها وتركوا المعاملات والاخلاق لخطب الجمعة والمناظرات وللقصائد والاشعار والمؤلفات التي تملا الرفوف .وبرروا اخطائهم وخطايهم بحجه الاجتهاد . وصرنا اعظم امة في الجهاد حتى صارالاحتلال لنا فتح والسرقة غنيمة  وسبي النساء واستعباد الغلمان سنة مباركة . واعتبر قتل النفس او ابادة قرية او مدينة وقتل الالوف من سكانها ليس  جريمة وانما اجتهاد يقبل الصح والخطا .  وفي كل الاحوال ان هؤلاء القتله ماجورين على افعالهم باجتهادهم ان كانوا صح او خطا ويتوزع عليهم الاجر مرة او مرتين بينما جثث ضحاياهم لاتغسل ولاتكفن ولاتدفن لانهم من المشركين او المرتدين او الرافضة .  وهكذا الحال للحكام الذين حكموا الدول والمماليك والامارات عبر التاريخ .
الامويون ذبحوا ونكلوا بالهاشميين والعباسيين بالامويين وكذلك الحال عندما ذبح الحجاج العراقيين وفعل مثله صلاح الدين الايوبي بالمصريين والجميع لهم مبررات من الدين . وكل ذلك لايخرج عن كونة اجتهاد . وللان يوجد من يبرر افعال خالد ابن الوليد وعمرو ابن العاص ومعاوية وبقيه الطواغيت . وبكل ماارتكب من فضاعات وجرائم وحروب . لم تتهيأ فرصة ان يخرج رجل يعيد ارث النبي (ص)  وتجربتة العظيمة في اصلاح الناس واعادة فرص التسامح الا في العصر الحديث في ارض مختلفة تمثلت بتجربة المهاماتا غاندي في قيادة مبدا اللاعنف وسط مجتمع  العنف والاديان المختلفة والقوميات والطوائف واللغات المتعددة . وشعب مبتلى بالفقر وقلة الخيرات ومصاب بالنكبات من فيضانات وزلازل وماسواه ولكن استطاع هذا الرجل الذي لا يقوى على ركوب بغلة ولاحمل درع ولاسيف ولارمح واستطاع من توحيد الهند تحت راية ( التسامح والمحبة والاعنف ) وليس خلف رأية مكتوب عليها ( لااله الا الله محمد رسول الله ) ينحر فيها الاسير وعابر السبيل وممن تختلف معه في المعتقد او الدين . نعم نجح غاندي في توحيد الهند .بينما هؤلاء جعلو الدولة الاسلامية معنونة بالسروال القصير والثوب القصير وشعر الراس الطويل واللحيه الطويلة ، فهم اختصروا الدين بسورة التوبه وافلام اليوتيوب  .التجربة الاخرى التي تقارب تجربة غاندي تلك التجربة المعاصرة والتي تقترب حوادثها مع اكثر شعوب العالم ايلاماً .وهي تجربة جنوب افريقيا والزعيم نلسن مانديلا . عندما اعلن مانديلا بصوت خافت  قائلاً لهؤلاء الظالمين من الاقلية الغاشمة التي فتكت بالسود قتلا وتدميرا وجوعا وحرمانا . ( ان الضحية لاتنسى الظلم الذي وقع عليها …. لكنها يمكن ان تغفر وتسامح ) يالها من صيحه ويالها من اخلاق  .. تلك الصيحة لاتشبه صياح وزعيق ونعيق خطباء الجمعه الذين يعتنون بمخارج الاحرف ولايهمهم  اداب ماتخرج منه الاحرف . صيحة كانت تدوي في الدعوة الى حقن دماء الملايين من الافارقة . يالها من صيحة لو قدر للصحابة والتابعين وتابعي التابعين وممن فعلوا فعلاً حسن الى يوم الدين  بما فعل غاندي ومانديلا  لما زهقت ارواح ٢٤ الف عراقي في معركة الجمل  و٧٠ الف في معركة صفين وهكذا  حال معارك الامويين والعباسين والعثمانين وممالك وجمهوريات المسلمين القديمه والحديثه على مر السنين .  القادة التاريخيين يثمنون الحرية ومقدار التضحية . وبقدر ما ورثنا مايبغض الله ورث الاخرين ثورة الحسين في ادغال بوليفيا وكوبا وفيتنام .. نعم هم ورثوا من يموت من اجل شعبه ونحن ورثنا بالدم بالروح نفديك يا —– هم ورثوا من يبايع وطن ونحن ورثنا من يبايع العائله والقبيله والزعيم  ، هم ورثوا من قال لصحابه (   ألا وإني قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍ، ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام، هذا اللّيلُ قد غشِيَكم فاتّخذوه جَمَلا  )  وليس هؤلاء الذين يزجون بشعوبهم وجنودهم وانصارهم الى المهالك ارضاء لنزواتهم ومجدهم او من اجل الحفاظ على حياتهم وعروشهم . نعم ورثوا جيفارا وكاسترو وجياب وهوشي منه واورتيغا وتشافيز . ونحن ورثنا الزرقاوي  وابو ايوب المصري  وابو درع والبطاط وعقيده ابن لادن والظواهري في قتل النساء والاطفال والاسرى وان كانو ملايين ان تترس بهم عدو …
نعم ان الازمات والصراعات  والحروب هي من تصنع المتغيرات . وكانت ازمة دخول الامريكان للعراق واسقاط الطاغية صدام  نذير بمستقبل جديد يلغي البؤس والحرمان والفقر والشقاء يلغي الخوف والموت والترويع .. نعم كان موعدنا كما الهند والصين وافريقيا وبقية الشعوب الداعيه للحق والحريه والمساوة والعداله .. كنا ننتظر التسامح كنا ننتظر غاندي ومانديلا . وما الايام العصيبه التي اثبتت تلاحم العراقيين بعد سقوط الطاغيه . تتفاجى بمشروع اموي يشبه ثارات بدر في معركة احد . فبينما ننتظر الوحدة والتسامح والمحبة والتلاحم ظهر المشروع الجلبي في توطين الفتنه واشاعة الحرب الطائفيه وادراج الاجتثاث والتصفيه لمشروع الهيئه سيئة الصيت . تم حل الجيش والاجهزه الامنيه  فكان ان بدا العنف والموت عندما قامت الجماعات المسلحة والميلشيات بحملات التصفيه مما دفع هؤلاء المجتثين للعنف  . نعم كان البعث وصدام حكما ظالما وقد عانى الشعب كثيرا من هذا الظلم وكان اكثر المواطنين والعناوين تضررا من هذا الحكم  الظالم الغاشم هم الشيوعين وحزب الدعوة والاكراد .. واذا بالبعث المنحل والشعب يتفاجىء بتسامح هؤلاء المظلومين وعدم ارتكابهم فضاعات او عقوبات كما السيد الجلبي وحزب المؤتمر الوطني الذي سخر المسلحين للبطش بهؤلاء .. كان بمقدور السيد الجلبي ان يصبح غاندي العراق او مانديلا العراق بما معروف عنه من معارض تاريخي لسنوات طويله ولكنه بدلا ان يختار  الفرصة التي هيئها له الامريكان والشهرة التي احاط بها نفسة .اختار ان يصبح هند بنت عتبة التي تقول .                               
نحن جزيناكم بيوم بــــدر   والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر  ولا أخـي وعـمـه وبكـري
شفيت نفسي وقضيت نـذري  شفيت وحشي غليل صـدري
فشكر وحشي على عمــري  حتى ترم أعظمي في قبــري
نعم هكذا اعادنا الجلبي لاحقاد الجاهليه وتناسى النبي العظيم والائمة الاطهار والصحابة الابرار في التسامح ليعلن عن حرب تستعر كأننا بها اهل قريش بعد معركة بدر . نبحث عن ثارات كما العباسين عندما توعدوا الناس من الامويين  واذا بهم اكثر بطشا وظلما على الناس من الامويين . الجلبي ونموذج الحقد العربي هم من اهتدى بذلك السلف . هذا السلف الذي انحرف بالدين واحاديث النبي  اجتهد في قتل ال النبي . وجعلنا نتمنى لو كان زيد بن علي والمختار وجيفارا وهوشي منه وجياب وحسن نصرالله، واورتيغا وشافيز مع الحسين  . هل كان يتجرأ اولاد الصحابة وابناء السلف والتابعين على قطع رأس الحسين و حمله على الرماح الى يزيد . ان مقولة الشيخ القرضاوي ( لو ان النبي موجود الان لتحالف مع الناتو ) جعلتني اتمنى  ان يكون بوذا وغاندي ومانديلا وسقراط وافلاطون   هم اصحاب النبي وهم السلف . وما كنا سنشهد اسلام ابن تيميه وابن عبد الوهاب و الظواهري والقرضاوي وابن لادن  والزرقاوي . وما كنا سنشهد قطع الرؤوس والايدي والارجل وتتفجر الاسواق والمدارس ولعب الاطفال وقتل الاسرى وعابري السبيل لانهم لايعرفون مواعيد الصلاة و زواج النكاح بدلا المتعة والمسيار  . وهل سيقبل الله ان احفاد الطلقاء هم الفرقة الناجيه. هذة امنيات المستضعفين الذي احبهم علي والحسين و غاندي ومانديلا وحسن نصرالله وجيفارا لتقربنا من الله والحريه والسلام .. بعد ١٤٠٠ سنه هنالك من يدعو بدعوة محمد (ص) وهنالك من يدعو بدعوة الطلقاء وبينهما يقف  نلسن مانديلا واحمد الجلبي واخرون .

[email protected]