23 ديسمبر، 2024 7:28 ص

الي صديقي عدنان ابو اندلس

الي صديقي عدنان ابو اندلس

انت تكتب في صفحتك عن عقيل علي الشاعر المتمرد الذي اراد المارة انقاذه ونقله الي المستشفي في دار سكنه موقف الحافالات ولكنه فارق الحياة وبعد البحث عن ممتلكاته لم يجدوا غير القلم الجاف وقصيدة مكتوبة علي ورقة مطوية ممزقة وهي اخر قصيده له هكذا هم شعراء العراق ياابا اندلس يتحدث الشاعر هاشم شفيق عن السنوات الأولى في بغداد: «منذ أورقت مخيّلتي وأبصرت هذا الكون رأيت العراق فقيرًا. في نهاية الخمسينات عندما كنت طفلاً، كنت أرى الخرائب تحيط بالعراق. بيوت الصفيح، الأكواخ، بيوت اللبِن، بيوت السقائف والصرائف والناس يسعون في الوحل والتراب، والأزقة الرطبة، والشوارع الموحلة، والمياه الآسنة التي تجري بين زقاق وزقاق.نعم
كل شعراء العراق كانوا من الطبقة الفقيرة. الطبقة المسحوقة التي بالكاد تتنفّس وتعيش. السياب الذي قضى حياته، وهو الشاعر المغيّر والمجدّد، يبحث عمن يبادله ديوان شعر بقليل من النقود لشراء الدواء، أو البحث عن مجلة تسدد له مكافأة من أجل شراء ربطة من الخبز وعلبة دواء (…)، محمود البريكان الذي قتل من أجل حفنة دراهم على يد صبي من أقاربه، الحصيري، الشاعر الكلاسيكي، يموت على الرصيف وهو نائم، حسين مردان ذاق الفقر وشربه دفعة واحدة، سركون بولص أفنى حياته معوزًا ومات فقيرًا لا يملك شيئًا سوى قصائده وترجماته، عقيل علي يموت في الشارع بين الكلاب الضالة، والقائمة تطول وتتسع».
تحية لك وانت تستذكر احد صعاليك بغداد المتمردين.