كان من المعيب في هذا الوطن والمخزي ان تبادر او تسأ ل زميلك في مقعد الدراسة او في زمالة العمل والوظيفة او الجار قبل الدار مثل المثل الدارج عندنا عن مفردات تتعلق بالحياة الشخصية القومية الدين المذهب حيث الكل يعيش في مجتمعه مجردا منها فقط السلوك العام الذي يتوقف عنده المجتمع الخلق الحميدة الانسانية الوطنية الاخلاص في العمل ونزاهة اليد في العمل الوظيفي وعلاقة الجوار وكان الموظف الذي يحال علي المحاكم بسبب الرشوة او اختلاس من المال العام او التزوير والحادث يقع بشكل نادر جدا ومحدود في كل خمسة سنوات تسمع مثل الحكاية وتصبح حديث المجالس والمنتديات والمقاهي ويشكل الحدث وهذا الاختراق نقطة سوداء تبقي ملتصقة في العائلة وينبذ الشخص حامل هذه الجرثومة الي نهاية العمر ويكون الفعل وصمة عار وكثير من العوائل تعلن البراءة من مقترفها للتجنب تهكم واستصغار المجتمع وهذه السلوكيات الايجابية كانت الي زمن قريب متجذرة ولايمكن التهاون والتلاعب بهذه القيم النبيلة اردت بهذه المقدمة المقارنة بين الماضي والحاضر وخاصة بعد 2003 وماجلبه لنا الاحتلال من التعفن والرذيلة والمسخ الذي اصبح حاضرا ومتواجدا في كل مرافق الحياة الطائفية والمحصاصة من خلال مجلس الحكم المحلي والرئاسة كل شهر من الذين ارتضوا بهذا النموذج من الحكم لاشباع غرورهم وسد النقص في سلوكهم بالتبرج بالوظيفة ظنا منهم انها تطهرهم من النجس الذي تلحفوا وتدثروا به لحماية انفسهم ولايدرون انهم اضافوا نجس ورجس علي شخصياتهم المتهرئة الممزقة المزدوجين بالولاء ومن اقسموا علي الولاء وخدمة عروش الاخرين من اجل ان يمنح الكارت الاخضر هولاء من تولوا امور البلد عمقوا هذا المفهوم الطائفي لان استمرارهم لايكون الا بترسيخ هذه المفاهيم المغلوطة ظنا منهم ان الشعب يتعايش معها ووصل الحال ان الاعلامي عماد الخفاجي عندما كان في قناة الحرة التقي بمديرة روضة في بغداد في الكرادة واطلع علي استمارة التسجيل في الروضة ان من ضمن الاسئلة التي يجاب عليها القومية والدين والمذهب قنبلة موقوتة اكبر من المتوقع لهذه (اللواكة) عذرا للكلمة سؤال للطفل سيد لو عامي نعم اوصلونا الي الحد المقرف ومن باب التذكير والمقاربة كان الاتحاد السوفيتي طيلة 75 سنة يثقف الاطفال علي ماركس ولينين ويغذيهم الالحاد وبين ليلة وضحاها انهارت كل المبادئ بثورة الشعب وعندما لانقراء ولانستذكر العبر والدروس من التاريخ يكون مصير المقلد الانهيار والانسحاق علي يد الشعب الذي يرفض كل هجين وشاذ اليوم يعيد العراقيين مجد العراق الاصيل وقيمه الراسخة في النفوس من جينات انتقلت الي الابناء الابرياء ويعيدون الماضي بجماله وحلاوته يوم خرجت جموع المتظاهرين من كل العراق وتعلنها صرخة مدوية تشق فضاء السماء لا لا ولا للطائفية والمذهبية والقومية كلمات تطرز ملحمة خارقة بعد الصمت والصبر علي ضيم التف حول اعناقهم طيلة سنوات عجاف وانهارت بلحظة واحدة ثقافة التعصب والانتماء غير الانتماء للوطن نريد عراق حر ابي خال من المنغصات نعم انهارت ثقافة جندوا لها الحفاة من النطائح والميتة والمتردية ومن لف لفهم من رهط غير مستوي ومتجانس وكانت كلمة العراق هي العليا والوطن للجميع وعاد الوطن منعما خاليا من الشوائب والنفايات .