قديما اشتهر العرب ومنهم اهل العراق بفصالهم وتصنيفهم لمناكب الاقوام وتشخيص عيبوهم واشتهر العراقيون بالادب الساخر الذي رسم ملامح الشعوب الاخرى التي عجز رواة التاريخ فيها ان يدونوا لنا كيف كانت طباعهم قديما فكتب العراقيون شعرا فصلوا به حالهم واحوال اقرانهم في الامصار الاخرى وضربوا الامثال عن طباع الشعوب فضربوا عن البخل مثلا في اهل مرو والتي هي الان مدينة ماري في تركمانستان التي كان اهلها شديدي البخل وضربوا الامثال عن العناد دون سبب باهل فارس وعن الذي يتصور انه يستغفل الناس الا انهم يسغفلوه ويظن انه غالبهم وهم يعرفون ما امره وتدبيره كان المثل في اهل اليونان وبلاد الغرب الاوربي عن هذا المتذاكي المغفل ، وعرف عن اهل العراق انهم عشاق البلاغة يكرهون ماغيرها ولهم اسلوب سهل ممتنع فكانت الناس تخشى العثرة في حضرتهم لانهم لايرحمون من زل وعثر فهم يدونون له حدثه وضربت الامم الاخرى من العرب وغيرهم فيهم الامثال في صدق الوعد والحديث واقراء الضيوف وانجاد المستنجد فكان المثل السائد عن اهل العراق انهم قول وفعل فيقول من اراد وعد صاحبه بأمر ما قال له “اطمئن وعدي وعد عراقي” ، لان العراقي وفيٌ لايخلف الوعد ولم يشتهر عن اهل العراق كذب او اخلال في انجاز امر كان من واجبهم ولا يختلقوا عذرا للهروب من امرٍ وقعو فيه وان كان عذرا ينقذهم منه اذا كذبوا لكنهم لا يكذبوا ويتحملوا ما الت اليه امورهم ، ولا ضير في ان يقول الفارس اني سانتصر ويعاب ان قال قَتلتُ ولم يقتل ، ولم يمر على العراقين زمن كان فيه اختيار الولاة من نصيبهم في الفترات المنيرة من تاريخ هذه البلاد الا انهم اشتهروا بالبناء في فترات لم تكن مظلمة ولم تكن ديمقراطية حالها في ذلك حال امبراطوريات عصرها التي لم تكن افضل منها ،
وفي عراق اليوم يظهر ساستنا وقادتنا يعدون الشعب بالوعود ويتكلموا عن انجازات افتراضية لا وجود لها على ارض الواقع دون ايستحوا من انفسهم ولا من جماهيرهم ولا تلك الجماهير تسائلهم عن كذبهم واخلاف وعودهم ونقض عهودهم ، وصار هين عليهم ان يقولوا امور يستحي الطفل ان يقولها ويستكثر غير العاقل قبولها ، قبل عام من الآن على صفحات الفيس بوك نشرت نائبة في البرلمان العراقي خبرا جاء فيه ان العراق شهد تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي لمدة 24 ساعة لأول مرة منذ العام 1991 وسيستمر الحال هكذا وهناك محطات جديدة ستدخل الخدمة بعد ايام وسبقها نائب رئيس الوزراء في لقاء تلفزيوني صرح فيه ان العراق سيصدر الكهرباء بحلول العام 2013 ولم تكن النائبة مجبورة على نشر هذا الخبر الذي ليس من اختصاصها ولم يكن نائب رئيس الحكومة مجبورا ايضا على هذا التصريح لكن عدم احساسهما بالخجل من عواقب اقوالهم الكاذبة هو الذي دفعهم الى هذا الامر والمثل يقول ان لم تستح فاصنع ماشئت، وهناك الكثير من الوعود التي يقدمها رجال الدولة العراقية لمواطنيهم لم يتحقق منها شيء … ولم يستحوا بضع الشيء ولم يعاقبهم المواطن في شيء بل كافئهم !!
عراق اليوم يشهد عملية ديمقراطية هي الاولى بالمنطقة لكن للاسف اسئنا اليها ولم ننقل للعالم الصورة الجميلة لتلك الحالة التي تُميزنا عن الاخرين فاعطينا للعالم صورة عن تلك الديمقراطية وعن انتخاباتها بانها مزورة وانها انتجت نماذج فاسدة لا تصلح لادراة دولة في التشريع والتنفيذ فلم نرى نائبا لبنانيا يتحدث عن الكهرباء وعن انجازها الافتراضي في صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي ولم نرى مسؤولا تركيا يسب زميلا له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم نرى نائبة جزائرية تتحدث لوسائل الاعلام الاجنبية عن كيفية ضربها لاحد النواب الرجال بفردة حذائها وتتفاخر ان رجل اعمال قطري عرض عليها شراء الحذاء بمبالغ عالية كل هذا حدث بالعراق وليس حالة صحية في نظام ديمقراطي بل هو حالة متخلفة وهو اسائة استخدام النظام الديمقراطي ..
لقد صرنا مضرب مثل للعالم في امور مخجلة
لقد نقلنا للعالم صورة مشوهة عن واقعنا من خلال جهلنا للعمل السياسي والاعلامي لقد غيبنا عن العالم صورة بيضاء في واقعنا بعيدا عن الموت القسري لقد رسم العالم القريب والبعيد لنا صورة وهي الفساد والكذب والبذائة والنتانة واننا نسرق شعبنا وندمر بلدنا ونكره بعضنا البعض ونحارب بعضنا البعض ونسقط بعضنا البعض دون سبب مقنع او نتاج يستحق ..
قال العراقيون قديما ان للبيوت اسرار فما هي اسرانا اليوم ؟
واترك لكم الاجابة على السؤال اليوم بماذا نشتهر ؟