عام 1991 اقدم النظام السابق على هدم البيوت وتجريف البساتين لمنطقة الطريق السياحي في محافظة بابل لان المنتفضين احتموا بها وقاوموا من ارضها … الحالة تتكررت نفسها في عام 2015 بالمنطقة القريبة من مدينة سامراء طريق بغداد – تكريت – موصل لان الارهابين ارادوا قطعه من خلال تحصنهم في هذه البستاين والبيوت حتى اضطرت السلطات الى بناء ساتر ترابي ايمن الطريق العام لحماية المسافرين من القنص … فما اشبه اليوم بالامس ؟ وفي عام 1991 ضيف ابناء الجنوب اخوانهم الضباط والجنود من ابناء المثلث الغربي بعد انسحابهم من الكويت بظرف حرج وقاسي … وبالامس انا شخصيا حظيت بخدمة من مواطنين من اهالي سامراء عندما قدمت الى مدينتهم لزيارة الامامين العسكرين (ع) فاحدهم اوصلني بسيارته ورفض استلام الاجرة والاخر كان ضابطا انزل زميلا له لغرص ايصالي والرجوع له … كانوا فرحين في خدمتهم للزائرين مؤكدين على التلاحم الاسري والاخوي بين العراقيين .. لقد زاد فرحهم عندما اختصرت لهم الحديث باننا في الجنوب عندنا عائلة تسكن بيتا واحدا وتاكل من قدر واحد بعض افراد هذه الاسرة سنة والبعض الاخر شيعة … فماذا يقول دعاة الطائفية عن هذه الحالة وامثالها ؟ خاب املهم وردت دعوتهم رغم الاموال التي تنفق من قبل الدول الاقليمية والدعيات التي تبث والترويج الذي ينشر لغرض احداث فتنة طائفية بين ابناء الشعب العراقي لغرض احداث حرب اهلية وبالتالي تقسيم العراق الا ان هذه المساعي قاومها الشعب العراقي بشكل تلقائي حتى بات للمشاهد ان يرى ان هذا التوجه محصور في النخب السياسية فقط , فعندما احترقت ارض الانبار بنار داعش الاجرامي نزح اهل هذه المناطق الى منطقة وسط وجنوب العراق بل بعضهم فضل السكن في المدن المقدسة كربلاء والنجف وهذا تحدي واضح ومعلن لدعاة الطائفية من السياسين الذين يدعون ان الشيعة روافض وان اهل السنة نواصب وهاهم السنة يلتحمون بالشيعة في اطار عائلي رغم انوف الحاقدين والمفرقين , كما ان العشائر العراقية الممتدة من الشمال حتى الجنوب شمر والجبور والعبيد وغيرها لازالت تتواصل في المناسبات الاجتماعية ولم ين لاختلاف المذهب الديني تاثير على علاقتها فبعض الشيوخ شمر واتباعه شيعة وبالعكس ولهذا فسياسيو السنة والشيعة الطائفين ثبت فشل مشروعهم ودعوتهم بان كل شيعي رافضي وكل سني ناصبي .
ان اهل الوسط والجنوب يفهمون حقيقة التلاحم بين العراقيين اكثر من غيرهم وهم حريصون عليها ولذلك لم يجرا احد ان يتعرض الى الاخوة من اهل السنة في مناطقهم , كما انهم يضحون بانفسهم ويسترخصون دماءهم في مناطق ليس لهم فيها قريب الا قرابة الوطن ومحبته والحرص على وحدته .
في الثمانينات كان النظام السابق قد اطلق شعار (العراق بوابة الشرقية للامة العربية لمواجهة الريح الصفراء الفارسية ) واليوم ساسة يقولون العراق عمق الشيعة والمدافع عن التشيع ضد النواصب وطرف سياسي اخر يرفع شعارا ان العراق سني وسيبقى سني ضد الروافض ولكن في الحقيقة لا اولئك ولا هؤلاء السياسيون حريصون على التشيع اوالتسنن بل هم حريصون على توظيف هذا الصراع للكسب السياسي خدمة لمناصبهم ومصالحهم كما كان يفعل النظام المقبور بدعواه مواجهة الريح الصفراء المزعومة .
لنقتدي باهل السنة بنساءهم من امثال ام قصي (طوعة) التي اصبحت رمزا وطنيا لانقاذها 25 جنديا من مجزرة سبايكر وكذلك ام مؤيد والشهيدة امية الجبوري فهن نسوة لهن بصيرة اقوى من بصيرة الرجال وهن اشرف من لبسوا العقال وجبنوا وانبطحوا لداعش لنقتدي برجال اهل السنة من امثال الشيوخ عدنان العاني ونعيم الكعود وغازي الكعود ومحمود السرحان وعاشور الحمادي والياور واللويزي وغيرهم من الاعلام الوطنية … ولنقتدي بالشيعة الذي مثلهم مرجعهم الديني الاعلى السيد السيستاني عندما قال السنة انفسنا وليس اخوننا مقتبسا المدلول اللفظي من القران الكريم بالتمثيل الذي حصر هذه الخصوصية بين النبي وعلي صلوات الله عليهم…هؤلاء هم دعاة وحدتنا الوطنية وعنوانها , اما الساسة من الطائفين الذين لم اذكر اسماءهم لانهم لا كرامة لوجودهم بيننا ونشمئز من ذكرهم ورؤية صورهم وسماع ذكرهم فانهم لا محال سيكونون في مزبلة التاريخ .
في النهاية تحية تقدير واعتزاز بالكاتب المبدع محمد رضا عباس لمقاله الموسوم لاتوجد حرب طائفية بين مكونات الشعب العراقي .