23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

اليقظة الوطنية الساطعة!!

اليقظة الوطنية الساطعة!!

الهبّة الإكتوبرية للشعب في تشرين الأول لعام ألفين وتسعة عشر , أججت الروح الوطنية وكشفت معدن المواطنين , فأنطلقوا يعبّرون عن أصالتهم ونقاوة نفوسهم , وإنتمائهم الحقيقي للوطن , فهو فوق جميع الإنتماءات , وبدونه لا قيمة لها ولا معنى.
وتأكد للوطن أنهم ينتمون إليه بأرواحهم وقلوبهم ونفوسهم وعقولهم وكل ما فيهم من الطاقات والتطلعات , ولا يشعرون بوجودهم ودورهم في الحياة من غير التمسك بالإنتماء المطلق للوطن.
وتبين بوضوح أن ما دار في البلاد منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم , محض أضاليل وإفتراءات وهذيانات , حَسِبَ أصحابها بأنهم سيخدعون المواطن بها وبه يتاجرون , وفقا لمقتضيات رغباتهم وتطلعاتهم المرهونة بأسيادهم.
المواطنون يتوهجون يقظة ووعيا وإدراكا وإصرارا على أن الذي كان لن ولن يكون , وأن البلاد عليها أن تتخذ مسار النماء والرقاء والعطاء الإنساني الصادق النبيل.
فثاروا وجسّدوا ثورتهم بالفعل المقدام والتوثب العزوم الهمّام , والقول الصريح الداعي للتقدم إلى الأمام , وإنهم يستعيدون هويتهم وسيادتهم وحقوقهم , ويؤكدون إرادتهم في الحياة وتقرير المصير.
إنهم شعب واحد , وأمة صيرورة حضارية خالدة , وكينونة وجود يحمل رسالات أجيال تطلعت نحو العلاء والرجاء.
فهم يكنزون موروثات حضارية إنبثقت بها ومنها مسيرات البشرية , وتنورت أيام الأرض بأفكارهم وأحلامهم وتمنياتهم , التي أخذت الأنام إلى آفاق الحرية والكرامة والإبداع المتميز الأصيل.
وأمام يقظة شعب وثورة حضارة وصولة إرادة , سينهزم الفساد وتندحر الشرور , وستنال عقابها القِوى التي إنتهكت حرمات السيادة والأمانة والمسؤولية , وأذعنت للطامع بالبلاد والعباد , من أجل التمتع بآثام السلطة وخطايا الكراسي الرهينة.
إنها يقظة شعب يتمسك بهويته وجوهره وسيادته وقيمه الحضارية وأخلاقه وتقاليده الوطنية , التي تداولتها الأجيال لتحافظ على بقائها وعزتها وكرامتها.
فالأوطان باقية بإرادة مواطنيها , وإن الجوهر ينبثق من تحت ركام الأضاليل.
وقل يحيا الشعب ويبقى الوطن , وكل خوّانٍ إلى جحيمات بئس المصير!!