23 ديسمبر، 2024 2:54 م

اليعقوبي وقصته عن الهرابر

اليعقوبي وقصته عن الهرابر

لست بصدد انتقاد الشيخ محمد اليعقوبي بعد انتشار تصوير له وهو يتحدث عن سبب موجة الحر التي تضرب العراق وما اسماه بمؤامرة خارجية وان هناك مركزا عالميا اسمه (هرابر) له القدرة على ارسال اشعاعات بحيث تؤثر على الظروف المناخية للبلد!، ولا القي باللوم عليه في هذا الهرج، اذ لطالما سمعنا واعتدنا على خطب وفتاوى لرجال دين لا تخلو من الخرافات والخزعبلات ولعل اكثركم تذكرون من افتى بحرمة لعب كرة القدم وفتوى ارضاع الكبير وغيرها، ولايسعني حقيقة ان اذكرها في الوقت الحاضر ولكن ربما سأخصص لها مقالا في وقت لاحق. ولكن بصراحة القي باللوم على البعض من فئة الشباب من الذين ينخرطون ويصدقون بمثل هذه القصص الغريبة والبعيده عن المنطق والعقل البشري ولا يعقلها عاقل (حدث العاقل بما لا يليق فأن صدق فلا عقل له) ويعز عليَّ ان يكون البعض من شبابنا محط سخرية بسبب تصديق مثل هذه الخرافات وغيرها.
ماهو الهرابر؟ عند قراءتي للخبر شدني هذا الاسم كثيرا فبحثت عنه وساعدني مشكورا الحبيب “كوكل” في بحثي فلم اجد معنى نصيا واضحا لا باللغة العربية ولا بلغات اخرى سوى ما ذكر في كتاب (اسطورة العود الابدي) للكاتب والمؤرخ الروماني (ميرتشا الياده) وتحديدا في ثانيا منه حيث يتحدث عن رمزية المركز وقدسيتها والتي تعتبر نقطة التقاء مابين الارض والسماء والجحيم، وبحسب الاساطير التي ذكرت ذلك فهي تختلف من حضارة الى اخرى او من معتقد الى اخر واسم “هرابر” هو اسطورة قديمة من المعتقدات الايرانية تقول (ان هناك جبل مقدس يقع في منتصف الارض ويتصل بالسماء اسمه هرابر زايتي). لا اعرف ان كان الشيخ اليعقوبي قد قرأ لـ(ميرتشا الياده) او لـ(فريدريك نيتشه) الذي ابدع في نظرية العود الابدي ولكني متأكد تماما بانه متأثر جدا بكل ما هو فارسي حتى الاساطير منها وهو ما جعل منه ان يسمي ما اسماه بالـ “هرابر”، اما كيف كشف سماحته ذلك الهرابر دون غيره فهذا سر غير معلوم ولا يعلمه الا سماحته المقدس بأمر “ما اعرف منو”، وان كان هناك من له القدرة على تغيير مناخ منطقة ما بالاشعاعات حسب قوله فأنا اسئله الدعاء “اليعقوبي” والصلاة لله عز وجل ان يوقف بطريقة او بأخرى كل من يغير مناخ العراق البلد الذي تحكمه المئات من العمائم ورجال الدين الاقربون الى الله تعالى حسب قولهم وان يحطم كل “هرابر” من شأنه المساس بوطننا الغالي.
كفانا الله واياكم شر البلية والهرابر!