19 ديسمبر، 2024 6:03 ص

اليسار العربي وافاق التحالف مع الرئيس بوتين

اليسار العربي وافاق التحالف مع الرئيس بوتين

الانظمة العربية لن تقف الى جانب  معركة الرئيس فلاديمير بوتين مع الغرب الامبريالي وخططه للسيطرة على العالم والحفاظ على هيمنة القطب الواحد وفرض ارادته على البشرية، لن تنظم الانظمة العربية لدعوة بوتين الرامية لإقامة عالم متعدد الاطراف واشاعة الديمقراطية في العلاقات الدولية واحترام ارادة الشعوب، الانظمة العربية لن تنظم لأنها مسلوبة الإرادة وكسيحة وعاجزة عن تبني المواقف المستقلة التي تخدم مصالح شعوبها وضمان مستقبلها ووضعها على طريق التحضر، لذلك فان مهمة دعم بوتين ملقاة على عاتق تيارات اليسار العربي ورغم انها تمر في مرحلة صعبة . واتضح موقف بوتين اكثر في المواجهة مع الغرب من خلال دعمة لاستفتاء شعب شبه جزيره القرم في تقرير المصير وخياره بالعودة الى وطنه الام : روسيا، وبالتالي عدم قبوله بنتائج نهاية الحرب الباردة وانفرد الغرب بالقرارات الدولية وتجاهله القوانين والقواعد الدولية، وكذلك بتداعيات انهيار الاتحاد السوفياتي وانعكاساتها المأساوية على الشعوب السوفياتية سابقا، والامم والدول.
 ان اليسار العربي  هو القوة الوحيدة التي في العالم العربي بما في ذلك بالعراق التي يمكن ان تقف لصف بوتين في صراعه مع قوى الامبرالية العالمية , انطلاقا من ان اليسار العربي معني اليوم في قضيتين رئيسيتين من اجل وضع برامج علمانية موحدة وتعزيز مواقعه في المجتمعات العربية ولعب ادواره المنشودة في وسطها، وبالدرجة الاولى ان يتغلب على الخلافات بين فصائله وتياراته وان يجد الأسس المشتركة لاقامة جبهة واسعة في مواجهة البرنامج الظلامي اللاديمقراطي والخرافي الذي تحاول فرضه القوى الرجعية والانتهازية المتسلقة وتلك الباحثة عن الثروة عن طريق سرق مملتلكات الدول والشعوب وتضليلها بالشعار الديني الذي تخونه يوميا، وثانيا ان تبحث قوى اليسارعن الشركاء بمأ في ذلك على الصعيد الدولي. ان بوتين يقف اليوم في مواجهة قوى الغرب الامبريالية التي تضع قواعد اللعبة الدولية وفق مصالحها ، وتسول لنفسها انتهاك سيادة الدول وغزوها وتجاهل حرمة الحدود وانتهاك القوانين الدولية وتحديد مسار التطور لتلك الدولة او تلك لتباينه مع مصالحها، بل وباعتباري مهتم بالشأن الثقافي فانها تتجاوز بشكل فظ قيم الحضارة الاوروبية الاصيلة الانسانية التي تمتد من ارسطو وحتى نعوم تشومسكي.
عموما ان الرئيس فلاديمير بوتين  برهن خلال وجوده في الحكم كرئيس دولة وكرئيس وزراء انه ذو نزعة يسارية، اذا ما فهمنا ان اليسار بمفهومه المعاصر هو الانحياز للشعب ( العمال والفلاحون والشرائح الكادحة) وبوتين ايضا في طروحاته يميل للاشتراكية الديمقراطية اكثر منه لليبرالية التي تخون مصالح روسيا لصالح الغرب، علما انه يعتمد في شعبيته على الجماهير العريضة العاملة والكادحة وليس على الطبقة الوسطى الطفيلية التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي رغم اصراره على بناء قطاع خاص يشعر بالمسؤلية ازاء الوطن. وعلى الساحة الدولية يلتزم بوتين بأسس النهج الروسي الداعي الى الالتزام بالقوانين الدولية والقواعد المتفق عليها باللعبة على الساحة الدولية، مؤكدا احترامه للشعوب وتقاليدها وقراراتها في اختيار النظام السياسي، وهو قطعا لا يكن الإحترام والود للانظمة الإستبدادية، ولكنه واقعي يرى ان التحولات السياسية نحو الديمقراطية يجب ان تتم في اطار القيم والتقاليد والمستوى الثقافي / الاجتماعي لتلك الدول وان تفرض عليها من قوى خارجية نماذج غير مستعدة لها.
لقد فككك الرئيس بوتين في رسالته الاستثنائية للبرلمان الروسي منطق الغرب وقواعده الإنفرادية القائمة على القوي هو صاحب الحق التي وتحول خطاب بوب الى خطاب عالمي صريح لإدانة سياسة الغرب التعسفية ازاء الدول والشعوب والامم والنداء لوقف هذا الوباء. علما ان خطاب بوتين السياسي يتسم دائما بالصراحة وقول الحقيقة التي لا تناسب العبارات الدبلوماسية المهذبة. انه يقول الحقيقة حتى ولو كانت مُرة.ان الرئيس بوتين يؤمن بضرورة التحولات في العالم العربي، وليس وحده، نحو اقامة انظمة ديمقراطية عادلة تعمل لصالح شعوبها باقامة دولة المؤسسات والقيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والأقليات القومية، ولكن من دون تدخل خارجي. ويرى ايضا ان تدخل الغرب وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة في الانتفاضات الجماهيرية العربية ضد الانظمة الإستبدادية هدف لخدمة أهدافها وتحويلها الى فوضي وتدمير أسس الدولة المتحضرة ومهدت لوصول قوى ظلامية للسلطة،ويتساءل: أين هي الديمقراطية الحقة في العراق او ليبيا. ان التاريخ الان يلقي المسؤولية على قوى اليسار العربي للاتحاد يرسمها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات