رة تتوالي التصريحات عن جهود حثيثة و أموال مرصودة او مقايضة بخردة الحديد المنتشل , من أجل تنظيف قناة شط العرب من غوارق القطع البحرية فيها . التي كانت قد غرقت بفعل الحروب المتتالية أو نتيجة الإهمال . و قد تسببت هذه الغوارق بعرقلة الملاحة و سير السفن على امتداد طول هذه القناة المائية التاريخية العريقة . و التي كانت قبل عقود قليلة وريد الاقتصاد البحري العراقي . و لذا يبدو خبرتطهيرها مثل خبر إجراء عملية جراحية لازمة مضمونة النجاح لشخص عزيز تعيد له تمام الصحة ودوام الحياة . هي بالفعل مفاجأة سارة لمن يسمع بهذا الخبر للمرة الاولى و
لكنها ليست مفا جأة و لا سارة لمن يشتغل مثلنا في الوسط الاعلامي , ذلك انه لدينا حول هذا الموضوع أضخم أرشيف حول قضية محلية , بدأت بعد سقوط صدام عام 2003و و استمرت لما تلاه من الاعوام حتى يومنا هذا . كانت وزارة النقل قد تلقت مبالغ مهولة من جهات مانحة و قد (مُنحت ) لشركات ( وهمية أم حقيقية ؟ ) متعهدة بتطهير قناة شط العرب من هذه الغوراق , وتناقلت الاخباروقائع إحتفال كبير جرى في الكويت (!؟) بحضور ممثل عن الامم المتحدة و مسؤولين في النقل العراقي . إحتفالا بانجاز تطهير هذه القناة الملاحية نهائيا من كافة الغوارق و بصرف المبالغ المخصصة لذلك . و
تكررت هذه اللعبة الماكرة و … لا نريد ان نستبق الاجابة على السؤال الذي ننوجهه به مباشرة الى الاستاذ و زير النقل و الكابتن مدير عام الموانئ لتقديم معلومات (فقط ) عن ارقام تخصيصات انتشال الغوارق والشركات التي انيطت بها هذه المهمة واعداد الغوارق المنشلة و الباقية منها . هذه ابسط الطلبات نتقدم بها بفعل تشجيع الاستاذ الوزير باقر جبر الزبيدي و دعوته للاعلام الى تعقب الحقائق و استخلاص المعلومات من مصادرها في مؤسسات وزارة النقل المشرعة الابواب و الارشيف ! و بكل شفافية , و هانحن نفعل و نطالب .
ولكن هناك راي آخر لأحد قدامى الاداريين في الموانئ العراقية و الذي أسهب لنا في قصص الفساد في هذا الملف , و لا نريد ان نستبق الاحداث بنشرها , قال هو يسخر منا و يقول لاتتعبوا قصة تصريحات مكافحة الفساد ,فالقضية هي ( شيلني و اشيلك ) و لا احد سوف يرد لا الوزير و لا المدير !
و ضحكنا معه و سألناه : هل يخاف الوزير الزبيدي في هذا الملف دَرَكاً و يخشى؟ قال : لا , فهذا الرجل من صفاته الجسارة و لكن … قاطعناه وهل مدير الموانئ الكابتن عمران من أرباب الفساد؟ رد: كلا .. حاشاه , فهو رجل معروف بتدينه و طيبة سريرته و سعية لتطوير الموانئ باخلاص و لكنه شديد الضعف أمام مافيات الفساد , و خصوصا ان هذه الملفات متعلقة بسابقه مدير الموانئ السابق صلاح خضير عبود . وهذا الشخص متشابك العلاقات مع أخطر مافيات نهب الموانئ . فقد قام بنهب وتدوير ميزانية الموانئ لصالح تللك المافيات و الاحزاب و صالح حصته منها و كذلك لتفيذ مخططات دول
الجوار فهو وكيل شركة البراك الكويتية و … قاطعنا حديثه و لكن ماذا عن الوزير الذي وصفته بالجسارة ؟ أكمل حديثه : و لكن هذا مدير العام السابق صلاح عبود و الذي قضى قبل أشهر قليلة اربعين يوما موقوفقا في مركز شرطة خمسة ميل بأمر من قاضي النزاهة , هذا المدير العام الفاس كان قد سبق الاحداث و تواصل مع السيد عمار الحكيم في الحملة الانتخابية . رشح نفسه لعضوية البرلمان مع قائمة دولة المواطن واشاع ان السيد عمارالحكيم وعده بتوزيره وزارة النقل , ولكن أحداً من أهل البصرة لم ينتخبه . لذا فهل جسارة الوزير الزبيدي تبلغ شخصاً متعلقاً بالحكيم ؟ و إلا
لماذا أبقاه بمنصب مستشار وزير النقل؟ من المعقول ان مكتب الوزير السابق العامري أبقاه لادارة ملفات الفساد و العمولات في مشروع ميناء الفاو الكبير و قصصه مفضوحة . فلماذا يبقيه الزبيدي؟
أجبناه اننا بانتظار إجابة الوزير أو المدير وكلاهما يلهج بمكافحة الفساد , و أول خطوات هذه المكافحة هي التجاوب مع اسئلة السلطة الرابعة و سلطة الاعلام , و مسح الاشاعات ان كانت ثمة اشاعات بتقديم الوثائق و تحديد الارقام.
لا نريد تصديق من قال ان المبالغ التي خصصت لانتشال الغوارق تكفي لانتشال جميع السفن الغارقة و صناعة سفن جديدة مماثلة و اغراقها و انتشالها مرة أخرى !
و لنتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود على شاطئ شط العرب , ننتظر الاجابة .. لطفاً .